مشايخنا الكرام..سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد:
لا يزال مجتمعنا المحافظ -اليوم- يعاني من أساليب الاختلاط العجيبة التي والله تُحيّر العقل في توسعها وتسببها في وقوع الشباب من الجنسين بكبائر الذنوب، بل إن هذه الأساليب أصبحت شيئًا معتادًا استسلم القلب له، ومثال ذلك (الأسواق بأنواعها: ماركات .. شعبية .. ، مستشفيات، حدائق). وأما تفاصيل هذه الأساليب فيطول الكلام عليه ويكفي من ذلك أن تقارن حال المستشفيات قبل 8 سنوات مثلا بهذه السنة .
بل وبكل أسف الأسواق في بلاد التوحيد تبقى إلى ساعة متأخرة من الليل ! وفي بلاد مجاورة لا تتعدى الساعة التاسعة إلا وكل شيء مغلق ! سوى ما يحتاجه الناس من صيدليات وبقالات ..
وأعظم ما يخافه الإنسان من الاختلاط هو افتتان الرجل بالمرأة والعكس، وما قضايا الخلوات في أجهزة الهيئات إلا وتجد الأسواق السبب الرئيس للقاصد أوالغافل من الجنسين .
لذا مشايخنا الكرام اسمحوا لأخيكم على هذه العبارة :
إني لا أجدُ والله أي فائدة وثمرة من استنكار علمائنا -هداة الأمة وتاج رؤوسنا- في بياناتهم لقضية الاختلاط فقط عندما تأتي مناسبات محدودة في السنة كمعرض الكتاب أو منتدى جدة الاقتصادي أو غيره مما يعرف الفسق فيه بأهله قبل مجيئها، فمثلاً منتدى جدة ليس هو الذي أثر على أولئك القوم، بل إن أولئك -من الجنسين- قد استشربوا الاختلاط وكسر العفة من مشارب أخرى قبل انعقاد تلك المنتديات أو المعارض.
لقائلٍ أن يقول: إن العلماء يستنكرون قضية الاختلاط ضمنًا في قضايا عديدة تأتي بها تلك المناسبات.
أقول: نعم ولكن -نحن وهم والواقع- يشهد أن تلك المناسبات محورها الرئيس معروف فمثلا: معارض الكتب الخطر فيها في ترويج كتب الإلحاد والزندقة . أما الاختلاط فيه فهو شيء منكر -كما رأيته هذه السنة- ولكن بجواره ما هو أشد وأعظم في أمر الاختلاط وأعني بها الأسواق القريبة منها التي يرتادها قاصدوا الرذيلة بشكل أساس بينما يقل أو يندر أن يقصدوها في مناسبة كمعرض الكتاب.
هذه نفثة مصدور قد تحتاج إلى تقويم..
والله أعلم