قصيدة، بعنوان: (سَقَطَ الْقِنَاعُ)




الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم



سَقَطَ الْقِنَاعُ وَزَالَتِ الأَوْهَامُ وَبَدَا بِكَالِحِ وَجْهِهِ الإِجْرَامُ
وَبَدَتْ شِعَارَاتُ الْعَدَالَةِ تَمَّحِي وَتَبَايَنَتْ فِي عَصْرِنَا الأَحْكَامُ
فَالْعَدْلُ إِنْ سِيمَ الصَّلِيبُ ظُلامَةً وَالظُّلْمُ حِينَ يُحَارَبُ الإِسْلامُ
وَالرَّدْعُ مَدْعُومٌ بِكُلِّ وَسِيلَةٍ لِلْكُفْرِ وَالإِلْحَادِ حِينَ يُضَامُ
وَإِذَا اسْتُبِيحَ الْمُسْلِمُونَ وَشُرِّدُوا مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ فَالرُّدُودُ كَلامُ
وَالأَمْنُ وَالْعَيْشُ الْكَرِيمُ عَطِيَّةٌ يَسْخُو بِهَا أَوْ يَبْخَلُ الأَعْمَامُ
وَهُمَا لِكُلِّ النَّاسِ حِلٌّ طَيِّبٌ وَعَلَى شُعُوبِ الْمُسْلِمِينَ حَرَامُ
وَهُنَا تُهَانُ عَلَى الْعَدُوِّ ذِمَارُنَا وَعَدَتْ عَلَى عِمْلاقِنَا الأَقْزَامُ
صَدَقَ الرَّسُولُ تَكَالَبَتْ أَعْدَاؤُنَا وَكَأَنَّنَا بَيْنَ الْجُمُوعِ طَعَامُ
وَالْوَهْنُ وَالْخِذْلانُ مِلْءُ صُدُورِنَا سِيَّانِ مِنَّا الشَّعْبُ وَالْحُكَّامُ
لَوْ كَانَ فِينَا نَخْوَةٌ وَشَهَامَةٌ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ كَيْفَ نَنَامُ
أَنَرَى وَنَسْمَعُ مَا يَشِيبُ لِهَوْلِهِ رَأْسُ الرَّضِيعِ وَتَرْجُفُ الأَعْلامُ
وَقُلُوبُنَا فِي اللَّهْوِ سَادِرَةٌ لَهَا بِالْمُلْهِيَات ِ صَبَابَةٌ وَهُيَامِ
اللَّهُ أَكْبَرُ كَيْفَ يَهْنَأُ مَطْعَمٌ لِلْمُسْلِمِينَ وَمَشْرَبٌ وَمَنَامُ
وَالْبُسْنَةٌ الشَّمَّاءُ يُذْبَحُ شَعْبُهَا وَضَحَ النَّهَارِ كَأَنَّهُمْ أَغْنَامُ
وَالْمُحْصَنَات ُ الْغَافِلاتُ يَسُوقُهَا قَهْرًا لأَسْوَاقِ الْبِغَاءِ طَغَامُ
وَمَسَاجِدٌ قَدْ حُطِّمَتْ وَمَصَاحِفٌ قَدْ مُزِّقَتْ وَمَنَازِلٌ أَكْوَامُ
وَدُمُوعُ أَرْمَلَةٍ وَأَنَّةُ مُثْخَنٍ وَالنَّوْحُ حِينَ يُفَرَّقُ الأَيْتَامُ
وَالنَّاسُ سَاكِنَةُ النُّفُوسِ كَأَنَّمَا قَدْ كَذَّبُوا مَا يَنْقُلُ الإِعْلامُ
لا لا يَلِيقُ بِنَا السُّكُوتُ وَإِنَّمَا لا بُدَّ أَنْ تَتَوَاصَلَ الأَرْحَامُ
لا بُدَّ مِنْ عَمَلٍ يُعِيدُ كَرَامَةً لِلْمُسْلِمِينَ تَدُوسُهَا الأَقْدَامُ
لا بُدَّ مِنْ زَحْفٍ يَرُجُّ هِضَابَهَا رَجًّا وَتَخْفِقُ فَوْقَهَا الأَعْلامُ
لَنْ يَرْدَعَ الْبَاغِي الْغَشُومَ كَلامُنَا مَا لَمْ يُجَرَّدْ مِدْفَعٌ وَحُسَامُ
وَتَجُودَ أَنْفُسُنَا بِبَذْلِ دِمَائِهَا أَوْ لا فَبَذْلُ الْمَالِ حِينَ يُرَامُ