خرج أبو داود الطيالسي في مسنده [79]، رواية العجلي، فقال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
" مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ أَوْ مَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، إِلا لَمْ يَضُرَّهُ شَيْء "،
قَالَ: وَكَانَ أَبَانُ قَدْ أَصَابَهُ رِيحٌ مِنَ الْفَالِجِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَرَأَى مَا بِهِ، فَفَطِنَ لَهُ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ، فَقَالَ: إِنَّ الْحَدِيثَ كَمَا حَدَّثْتُكَ، وَلَكِنْ لَمْ أَقُلْهُ يَوْمَئِذٍ، لِيَمْضِيَ قَدْرُ اللَّهِ". اهـ.
قلتُ: العجلي تابعه عبيد بن أبي قرة مختصرا كما عند أحمد في مسنده وتوبع الطيالسي من قبل سعد بن عبد الحميد الأنصاري كما عند الخرائطي وكلاهما متكلم فيه.
وزاد جماعة في اللفظ عن الطيالسي فيما خرجه البخاري في الأدب المفرد [660]، فقال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، به بلفظ: " مَنْ قَالَ صَبَاحَ كُلِّ يَوْمٍ، وَمَسَاءَ كُلِّ لَيْلَةٍ، ثَلاثًا ثَلاثًا: فذكر نحوه.
تابعه على تلك الزيادة بندار وبكار بن قتيبة الثقفي عن الطيالسي كما عند ابن ماجه والطحاوي.
وتوبع الطيالسي على الزيادة من قبل سريج بن النعمان الجوهري وداود بن منصور النسائي وداود بن عمرو الضبي وابن الطباع والقعنبي عن ابن أبي الزناد.
قلتُ: ورواية الجماعة الذين زادوا أرجح وأقوى.
قلتُ: ولكن في الإسناد عبد الرحمن ابن أبي الزناد وبه أعله النسائي وقال: "عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ ضَعِيفٌ". اهـ.
وضعفه كثير من العلماء منهم أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والنسائي وأبو زرعة الرازي وعلي ابن المديني وتركه القطان وابن مهدي وأنكر عليه مالك حديث السبعة.
وقد فصل بعضهم منهم علي ابن المديني والفلاس والساجي على أن ما حدث به في المدينة أصح مما حدث في بغداد.
والرواة عنه هنا بغداديون إلا القعنبي.
ولكن تفرد ابن ابي الزناد بهذا الحديث عن أبيه، وقد ذكر ابن سعد وابن عدي وابن حبان أن ما يتفرد به يضعف ولا يتابع عليه.
وما ذكره الدارقطني في العلل فقال: "وهذا متصل، وهو أحسنها إسنادا". اهـ.
ليس يقصد الصحة والثبوت إنما رجحان الضعيف على ما هو أضعف منه، وإلا فقد قال عن ابن أبي الزناد: "متروك الحديث"، كما في العلل.
ويقصد بالأضعف منه الذي اضطرب في إسناده فقال:
هو حديث يرويه أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان، عن محمد بن كعب، واختلف عنه؛
فرواه أبو ضمرة، عن أبي مودود، عن محمد بن كعب، عن أبان بن عثمان، عن عثمان.
وتابعه خالد بن يزيد العمري.
وخالفهما زيد بن الحباب؛ فرواه عن أبي مودود، قال: حدثني من سمع أبان، ولم يسم أحدا.
وخالفهم عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عامر العقدي؛ روياه عن أبي مودود، قال: حدثني رجل، عمن سمع أبان بن عثمان، عن عثمان.
وهذا القول هو المضبوط عن أبي مودود.
ومن قال فيه: عن محمد بن كعب القرظي فقد وهم
انتهى.
وقال أبو حاتم الرازي كما في العلل:
ذكر هذا الحديث لابن مهدي، فقال: أملى علي أبو مودود: حدثني رجل، عن رجل؛ أنه سمع أبان بن عثمان، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم،
وأنكر أن يكون عن محمد بن كعب القرظي". اهـ.
وقال أبو زرعة: "هذا خطأ، والصحيح: ما حدثنا القعنبي؛ قال:
حدثنا أبو مودود، عن رجل؛ قال: حدثنا من سمع أبان بن عثمان بن عفان يقول: سمعت عثمان بن عفان يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... ، وذكر الحديث". انتهى.
فهذا إسناد ضعيف، فيه مبهمان فوق أبي مودود.
يتبع، ...