السؤال
بعض الصحابة ارتكبوا بعض الكبائر ، وهم أكثر منا إيمانا ، فهل يعني هذا أننا من باب أولى سوف نرتكب كبائرا ؛ لأن إيماننا أقل من إيمانهم ؟ أم إن هذا القياس غير صحيح ؟ وبماذا نرد على من يفعل كبائر ، ويقول : إن الصحابة فعلوا كبائر ؟
نص الجواب
الحمد لله
هذا الكلام من خدع الشيطان يهونّ بها المعاصي على الشخص ليسترسل فيها ولا يتوب منها.
وهذا الكلام باطل من وجوه :
الأول :
أن الأسوة الكاملة للمسلم هو النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) الأحزاب/21.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
" هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله؛ ولهذا أمر الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب، في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه، عز وجل، صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين " انتهى من "تفسير ابن كثير" (6 / 391).
وكذا الالتزام بما جاء به من أمر أو نهي.
قال الله تعالى:( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) الحشر/7.
فكل من خالف نهيه، فلم يحقق التقوى المطلوبة، فقد عرض نفسه لعقاب الله تعالى.
الثاني :
أن المسلم مأمور باتباع الصحابة رضي الله عنهم فيما أحسنوا فيه ، لا في غير ذلك .