الحُب
نبيل عبد المحيي الحجيلي


لهُ في الكونِ ألوانٌ
لهُ في القلبِ ميزانٌ
لهُ في الشِّعرِ شيطانٌ
حَذَارِ منهُ ياشِعري
إذا ما صَحَّ أحلاهُ
وذُوِّبَ فيهِ مَعنَاهُ
وبُرِّىءَ منهُ أشْقَاهُ
فذلكَ
ذلكَ...
الحُب
قُومي مُعذِّبَتي يَكفيكِ ماكانا *** ولتَعزفِي نَغَمَاً بالحرفِ رَنَّانا
فالحُبُّ فاتِنَتِي، هَمْسٌ يُدَغدِغُنا ***ما بالُها خَجلتْ مِنَّا ثَنَايانا؟!
قالت ونَبرتُها التَّنهيد بَاطِنُها ***ودمعُها مِن مَلامٍ كان حَيرانا
إنْ كنتَ ياسائلي للحَاءِ مُرتَحِلاً ***والبَاءُ زادُكَ بالأشواقِ هَيمَانا
مهلاً.. فما تَنقضِي الحَاجَاتُ في عَجَلٍ ***تُهْدي الأنَاةُ ذَوي الألبابِ تِيْجَانا
إنَّ الذي تَرتَجي قد جَفَّ مَوْرِدُهُ ***يَرجُو الوصالَ فكَمْ قد باتَ عَطشَانا
قد صَوَّرُوهُ لنا في ظلِّ غَانيةٍ ***كالبَانِ مِن هَمَسَاتِ الريح قد لانا
الوهمُ قاطِرهُمْ، والزَّمرُ ساحِرهُمْ ***والليلُ سامِرهُمْ ; عِشقاً وعنوانا
البُعْدُ قَرَّبهُ، والقُربُ بَعَّدهُ ***والحُزْنُ زيَّنَهُ ; لولاهُ مازانا
آهٍ يُرَدِّدُها من ذاق لَوْعَتَهُ ***يزهُو بها فرِحا ًهيمانَ جَذلانا
في لَيلِهِ سَهَرٌ، في صُبحِهِ ضَجَرٌ ***في مَشيهِ زَلَلٌ، والهمُّ قد رَانا
لا قلبَ يَشْغِلَهُ ; بَلْ هَمَّهُ جَسَدٌ ***لا فِكرَ يَشْغَلَهُ ; للعقل مَا صَانا
يا عاشقَ الجَسَد الفتَّانِ أمْهلهُ ***واسأل عن الزَّهْر يامفْتُونُ بُستانا
الغُصنُ يَذوي وأوراقُ الشذى ذَبلتْ ***والنَّفسُ مِن طِيبها تُسْقِيكَ تِحنانا
عفواً أمُلهِمَتي، ما تِلْكَ هَمْهَمَتِيْ ***الحُبُّ فاغتَنِمي يا نَفسُ رَيْحانا
الحُبُّ أوَّلُهُ، (للهِ) أعظَمُهُ ***جَلَّتْ نَعَائِمَهُ.. سُبحانَ مَولانا
الحُبُّ حُبُّ رَسُولِ (اللهِ) نَتْبَعُهُ ***حُبُّ الصحابةِ حُبَّاً كالضُّحَى بَانا
الحُبُّأوسعُ ما في الكونِ مِن أملٍ ***للوالدين سَما ذُلاً وإحسَانا
الحُبُّ - ما عِشتُ - للقُربى سأسكبهُ ***كالعِطر عانقَ أحباباوخِلانا
الحُبُّ يَختلِسُ الأشجان يَنثُرُها ***تَفنى الهُمومُويَبقى الحبُّ سُقيانا
الحُبُّ تَضْحِيَةٌ بالنَّفسِ قد قُرنتْ ***والحُبُّ أجملُهُ ما كانَ حِرمانا
تَطوي الحياةُ بنَا آهات فِتْنَتِها ***والخيرُ أنْ تَلتَقي بالصدِّ دُنْيَانا