تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ذاك صريح الإيمان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    12,292

    افتراضي ذاك صريح الإيمان

    الشيخ محمد بن صالح العثيمين / صحيح مسلم
    كتاب الإيمان
    وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن زائدة كلاهما عن المختار عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث غير أن إسحاق لم يذكر قال قال الله إن أمتك حفظ

    القارئ : حدّثناه إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا جريرٌ ، ح ، وحدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا حسين بن عليٍّ ، عن زائدة كلاهما عن المختار ، عن أنسٍ ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث ، غير أنّ إسحاق لم يذكر قال : ( قال الله إنّ أمّتك ).
    الشيخ : هذه الأحاديث في باب الوسوسة ، وهي حديث النفس ، هل يؤاخذ الإنسان بها أو لا يؤاخذ؟
    إن الصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فقال : أوجدتموه ؟ قالوا : نعم. قال : ذاك صريح الإيمان.
    وقد تأول الشارح رحمه الله كما في الحاشية عندي ، تأول قوله : ( أوجدتموه ) بمعنى : أوجدتم استعظام ذلك. لا أوجدتم الوسوسة ، وهذا تحريف ، ليس هذا معنى الحديث ، والدليل على هذا اللفظ الثاني ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الوسوسة فقال : تلك محض الإيمان ) تلك يعني الوسوسة.
    ولكن لما لم يتبين لبعض العلماء معنى قوله : ( ذاك صريح الإيمان ) جعلوا صريح الإيمان هو استعظام هذه الوسوسة ، ولكن هذا تحريفٌ، والصواب أن معنى ( أوجدتموه ) أي : وجدتم ذلك في نفوسكم ، أي : هذه الوسوسة التي يستعظم أحدكم أن يتكلم بها ، ولا يستطيع أن يتكلم بها.
    ووجه كون ذلك صريح الإيمان ، أن هذه الوسوسة لم ترد إلا على قلب خالص خالٍ منها ، لأن الوسوسة شيء طارئ يطرأ على خالٍ من الوسوسة ، فإذا حصلت هذه الوسوسة دلّ ذلك على أن القلب سليم ، وأنه مؤمن ، لأنه لولا ذلك ما صحّ أن نقول أن الوسوسة ترد علي.
    ولهذا يتعاظم الإنسان أن يتكلم بما يرد على قلبه من هذه الوسوسة ، لكن هذه الوسوسة تدل على أن الإنسان صريح الإيمان خالص الإيمان ، ولهذا هاجمه الشيطان بهذه الوسوسة لعله يخلخل الإيمان الذي معه.
    وقد ذكرنا لكم فيما سبق أن اليهود افتخروا على المسلمين فقالوا : إننا لا نوسوس في صلاتنا ، وأن ابن عباس أو ابن مسعود (سئل عن ذلك فقال : صدقوا ، وما يفعل الشيطان بقلب خراب ؟! ) الشيطان لا يأتي للقلب الخارب يخربه لأنه خربان ، يأتي للقلب العامر ليخربه.
    وعلى هذا فنقول: إذا حدث في قلبك مثل هذه الوسوسة فاعلم أنك صريح الإيمان ، وأن إيمانك خالص ولولا ذلك ما وردت عليه الوسوسة ، لكن استعمل الدواء.
    الإنسان الذي يتأثر بما يكون في جسده من ميكروبات ، علام يدل ذلك؟ على صحة الجسد أم على عدمها ؟ على صحته. لأنه إذا لم يتأثر فمعناه أنه فقد المناعة ، وهذا مرض.
    كذلك أيضًا هذا القلب لم يتأثر بهذه الوسوسة إلا لأنه سليم.
    علينا الآن أن نداوي هذا ، إن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا كيف نداوي ذلك ، فقال : فليستعذ بالله ولينته. هذا دواء يضاف إلى ذلك أن يقول : ( آمنت بالله ورسله ).
    يضاف إلى ذلك أيضًا ما ورد في السنن : ( الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ).
    فالإنسان العاقل يعرف كيف يداوي هذه الوسوسة التي ألقاها الشيطان في قلبه ، لكنها بشرى للمؤمن حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم ذاك صريح الإيمان.



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    12,292

    افتراضي رد: ذاك صريح الإيمان


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •