القلم < نبض صناعة النجاح > ..
القلـمُ آلة تحبير البيان .. وبه يـُـرقم المنثور والمنظوم ، والقلم آية كبرى ونعمة وعظمى ، من وظَّف قلمه في نشر الخير ، وبث العلم ، ورفع الظلم ؛ فذاك القلم الذي يُـدعى لصاحبه بالمغفرة والرضوان ..
حياة صاحب القلم الحكيم : كتابة متزنة ، ودعوة هادئة ، وحبٌّ صادق لصلاح المسلمين ديناً ودنيا ، حالاً ووطناً .. فأمر الدين والدنيا لا يستقيم لهما وجود وحالٌ إلا : بقلمٍ آمرٍ ، وسيف ماضٍ ،والسيف تحت القلم ، فبه يعيش حياته الصادقة في وقتٍ يكون أصدق إخباراً من الكتب ..
من عاش كاتباً بقلم النصح : فحياته حسنات تضيء أحوال أمته بالصلاح والفلاح .. < وعقول الرجال الصادقة تحت أقلامها الناصحة !! > ، ولا يستقيم الحال والمآل إلا إذا كان في الأمة أقلام تحمل هم تغيير أمتها إلى الأفضل والخير والبناء ..
< فسلامٌ على القلم > .. فهو سفير العقل، ورسول النبلاء والحكماء، ولسان الفضيلة، وترجمان الفعل الحسن .. فبوجود قوة بيانه الصادق تحي الأمم ، وبزوال فضله وعلمه ، يتلاش بقاء صنعة حياة التأثير في الناس ، فهم أقرب للعدم من الوجود ، غيرهم يتقدم لاحترامهم العلم والقلم ، وهم في زوايا الأماني يسطرون بقلم التبعية كلَّ فرقة وخلاف ، وانهزام يجعلهم في ذيل الأمم ، فلا فعل ولا عمل إلا الجدل العقيم ، والنقد الذميم ، تحبير كواغدهم وأوراقهم مدادٌ لا يثمر واقعاً ناقلاً للأمة في صلاحها وبنائها وسعادتها ..
فهذه الأقلام المريضة : إلجامها وكسرها - حسبةً - وجبَ فعلها حمايةً للأمة من عبث العابثين ، وتطفل المتطفلين .. فـــــ :
إنَّ الكتابةَ رأسُ كلِّ صناعةٍ ... وبها تتمُ جوامعُ الأعمالِ

حسن بن محمد الحملي.