إذا انتهت مأساة الساحل الأيمن ستسمعون قصصا لم يألفها العقل البشري لبشاعتها و هولها
اتصلت على أخي وهو من سكنه منطقة الرفاعي أجابني بصوت خافت خائف وهو يصف أحوال أهلنا في تلك المناطق المحاصرة المنكوبة، اقسم بالله تكلم بكلام لا تصدقه عقولنا،
لقد نفذ كل ما عندهم من طعام وغذاء مخبأ في المخزن –الرهره-سوى الطحين المخلوط وربما الفاسد ،يعملون منه طعاما يسد جوعهم ويبقيهم على قيد الحياة وما يسمى في الموصل –العصيدة – والماء يخرجونه من حدائق المنازل بوسائل بدائية لانقطاع الماء عن المناطق المحاصرة بشكل كامل،
وأحيانا يلجئون إلى حدائق المنزل وما ينبت فيها من حشيش ونبات وورق الشجر اليابس يقتطفونها يصنعون منها طعاما
مع أجواء الرعب والقصف العنيف الذي لايستثني بيتا ولا منزلا ولا مستشفى،أو مسجدا ،وخاصة أحياء حي الصحة والزنجيلي حيث بيت أخي المصاب بالكلور السام سقطت عليه من مكان مجهول وهو وتسعة من إفراد عائلته ليس هناك ما يسعفهم من دواء أو غذاء حتى تغيرت أجسادهم وألوانهم، وهم في حالة يرثى لها والجميع ينتظر ساعة الفرج المجهولة .
ان ما يعانيه أهلنا في الموصل في مناطق الرفاعي والزنجيلي والمشيرف وغيرها يفوق الوصف ،حيث الآلاف من الأسر لازالت محاصرة في بيوتها فضلت البقاء –بالرغم ما يكتنف ويحيط ذلك من خطرا لقصف العشوائي والموت والجوع –على الخروج إلى الساحل الأيسر أو باتجاه الجنوب من القيارة وأحلاهما مر
وإذا استمر الحال على هذا الوضع الكارثي فسنشهد في الأيام المقبلة مجاعة حقيقية تفوق بكثير مجاعة الصومال وإفريقيا.
لابد من تتحرك جميع المؤسسات والجمعيات ،وان يتكلم المسؤلون وصناع القرار في العراق ويرفعوا أصواتهم من اجل إنقاذ حياة الآلاف من المحاصرين العزل الذي لا ناقة لهم و لاجمل في هذه الحرب
فهم بين مطرقة داعش المتطرف ،وبين سندان المليشيات التي تقصف المناطق المحاصرة ليلا ونهارا دون هوادة أو رحمة أو وازع ديني أو ضمير أنساني، والى الله المشتكى وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله
إلا يمكن للدولة أن توفر ممرات آمنة ،أتعجز دول العالم على مد يد العون بوسائل مختلفة من اجل إيصال مساعدات عاجلة غذائية للمحاصرين هناك
أيعقل أن يعاقب مليون ونصف محاصرة من اجل ثلة من المجرمين الوقحين
نحن في زمن السرعة والتطور التكنولوجي
هل وقف الضمير الإنساني
هل ماتت الضمائر
وتبلدت المشاعر إلى هذا الحد !.