فتنة نشر الأحاديث الموضوعة و الضعيفة
قال صلى الله عليه وسلم : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار . وهو حديث متواتر
وقال :من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين
فمن ساعد في نشر الأحاديث عبر مواقع التواصل فهو داخل في الوعيد , و الواجب على الإنسان التثبت مما ينشره بالرجوع لأهل العلم أو الكتب التي جمعت الأحاديث الضعيفة و الموضوعة و في الأحاديث الصحيحة غنية عن الموضوع و الضعيف
و الحديث الموضوع و الضعيف لا تجوز روايته إلا لبيان حاله والتحذير منه .
و ليحذر المسلم أن ينسب إلى الرسول صلى الله عليه و سلم ما لم يقله و أن يستدرك على الشرع
قال الألباني / تمام المنة:
القاعدة الحادية عشرة :لا يجوز ذكر الحديث الضعيف إلا مع بيان ضعفه لقد جرى كثير من المؤلفين ولا سيما في العصر الحاضر على اختلاف مذاهبهم واختصاصاتهم على رواية الأحاديث المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه و سلم دون أن ينبهوا على الضعيفة منها جهلا منهم بالسنة أو رغبة أو كسلا منهم عن الرجوع إلى كتب المتخصصين فيها وبعض هؤلاء - أعني المتخصصين - يتساهلون في ذلك في أحاديث فضائل الأعمال خاصة ,
قال أبو شامة : " وهذا عند المحققين من أهل الحديث وعند علماء الأصول والفقه خطأ بل ينبغي أن يبين أمره إن علم وإلا دخل تحت الوعيد في قوله " صلى الله عليه و سلم " : " من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " رواه مسلم "
هذا حكم من سكت عن الأحاديث الضعيفة في الفضائل فكيف إذا كانت في الأحكام ونحوها ؟
واعلم أن من يفعل ذلك فهو أحد رجلين :
1 - إما أن يعرف ضعف تلك الأحاديث ولا ينبه على ضعفها فهو غاش للمسلمين وداخل حتما في الوعيد المذكور
قال ابن حبان في كتابه " الضعفاء ": ( في هذا الخبر دليل على أن المحدث إذا روى ما لم يصح عن النبي مما تقول عليه وهو يعلم ذلك يكون كأحد الكاذبين على أن ظاهر الخبر ما هو أشد قال " صلى الله عليه و سلم " : " من روى عني حديثا وهو يرى أنه كذب . . " - ولم يقل : إنه تيقن أنه كذب - فكل شاك فيما يروي أنه صحيح أو غير صحيح داخل في ظاهر خطاب هذا الخبر "
ونقله ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي " وأقره
2 - وإما أن لا يعرف ضعفها فهو آثم أيضا لإقدامه على نسبتها إليه صلى الله عليه و سلم " دون علم وقد قال " صلى الله عليه و سلم " : " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " فله حظ من إثم الكاذب على رسول الله " صلى الله عليه و سلم " لأنه قد أشار " صلى الله عليه و سلم " أن من حدث بكل ما سمعه - ومثله من كتبه - أنه واقع في الكذب عليه " صلى الله عليه و سلم " لا محالة فكان بسبب ذلك أحد الكاذبين :
الأول : الذي افتراه والآخر : هذا الذي نشره
قال ابن حبان أيضا : " في هذا الخبر زجر للمرء أن يحدث بكل ما سمع حتى يعلم علم اليقين صحته
وقد صرح النووي بأن من لا يعرف ضعف الحديث لا يحل له أن يهجم على الاحتجاج به من غير بحث عليه بالتفتيش عنه إن كان عارفا أو بسؤال أهل العلم إن لم يكن عارفا / انتهى كلام الألباني
و ليعلم أنه من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووز من عمل بها إلى يوم القيامة فمن نشر حديثا و تناقله عنه الف شخص فقد باء بإثمهم و كم من مريد للخير لم يدركه
و العجب في كثرة المعجبين بالحديث الموضوع دون أن ينبه أحد عن وضعه أو ضعفه و هذا دال على الجهل
و كم من حديث موضوع على المواقع الإجتماعية لو بحثت عنه في مظانه لم تجده و هذا يدل على تجدد الوضع في هذا الزمان و أن هناك من يستغل المواقع الإجتماعية لوضع الحديث
فالحذر الحذر من أن تساهم في نشر الأحاديث التي وضعها الزنادقة و العباد الجهال و أصحاب الأهواء و الوعاظ والمرتزقة
قال حماد بن زيد : وضعت الزنادقة على النبي صلى الله عليه وسلم أربعة عشر ألف حديث
و قال ابن عدي : لما أخذ ابن أبي العوجاء وأتي به محمد بن سليمان بن علي فأمر بضرب عنقه قال : والله لقد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أحرم فيها الحلال وأحل فيها الحرام
قال حماد بن سلمة : أخبرني شيخ من الرافضة أنهم كانوا يجتمعون على وضع الأحاديث .