ملخص السؤال:
رجل في الخمسين مِن عمره يشكو مِن ابتعاد زوجته عنه جنسيًّا؛ لأنها لا تُحب العلاقة الجنسية، وبينهما خلافاتٌ كبيرةٌ بسبب هذا الموضوع، ويبحث عن زوجة أخرى لكنه متردد.
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا رجلٌ في بداية الخمسينيات مِن عمري، أشكو مِن ابتعاد زوجتي عني جنسيًّا، فهي لا تُحب العلاقة الجنسيةَ، وبيننا خلافاتٌ كبيرةٌ بسبب هذا الموضوع.
حاولتُ معها كثيرًا، لكن دون جدوى، ومنذ عامٍ بدأتُ أدخل على المواقع المختصة بالزواج لأبحث عن زوجةٍ، فتعرَّفتُ إلى امرأةٍ أرملةٍ، وتحاورتُ معها، وتلاقينا وتحدَّثْنا كثيرًا، حتى أصبحَ بيننا حبٌّ متبادَل وتفاهمٌ بدرجة كبيرة، لدرجة أنني أوضحتُ لها مشكلتي، ووجدتُها توافقني.
تمكَّن الحبُّ مِن قلبَيْنا، لكني لا أستطيع القُدوم على الزواج، وأخاف من هذه الخطوة، وأشعر بالتردُّد الشديد، حاولتُ أن أبتعدَ عنها، لكني وجدتُ حالتي تسوء، وانعكس ذلك على عملي وعلاقتي بأولادي.
أشيروا عليَّ ماذا أفعل؟

الجواب

الأخ الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصُلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا.


مسألةُ الفِراش مِن أهم المسائل الزوجية الحيوية، بل هي مِن المقاصد الأصلية في النكاح؛ لذلك يُقابل الفقهاءُ استحلال البضع بالمهْر المدفوع للزوجة. بالنظر إلى عمرك، يبدو أنك قضيتَ وقتًا طويلًا في هذه المشكلة، وكان ينبغي لك أن تُعالجَها مُبكرًا، وذلك بطريقتينِ:أولًا: أن تبحثَ عن الأسباب الحقيقية وراء امتناع الزوجة عن الفراش؛ فقد تكون أسبابًا مادية أو معنوية؛ المادية مثل: الحالة الصحية للزوجة أحيانًا، أو حصول أذى معين أثناء المعاشرة، أو ربما كانتْ تُعاني مرَضًا نفسيًّا مُعينًا يتعلَّق بالمعاشَرة الزوجية؛ كالتشنُّج المهبلي مثلًا، أو ربما كانتْ هناك تصرفات تصدُر منك تجعلها تنفر مِن المعاشرة الزوجية، كما يمكنكم الاستعانة بطبيبة النساء والولادة، أو الاستعانة بمُختصة نفسيةٍ لبحث الحالة. كلُّ هذه افتراضاتٌ سُقناها لك؛ لكي تضعها في الحسبان؛ فقد يكون السببُ في إحداها، كما قد يكون في غيرِها. ثانيًا - وهذا في حال انعدام الأسباب السابقة -: أن تلجأ للزواج مِن امرأة أخرى مع احتفاظك بالحالية، وتبقى مسألة العادات التي قد تُؤثر على الشخص أو الأسرة، لكن بعد الموازَنة بينها وبين حجم الضرَر الحاصل عليك، يترجَّح جانبُ الزواج الثاني، مع تحمُّل أي أعباء نفسية قد تحصُل في محيطك الاجتماعي. إذا قدَّرْتَ أنَّ وضْعَك لا يُمكن حله إلا بالزواج، فتوكَّل على الله وتزوَّج، فإنْ حُلَّ وضعك بدون زواج، ولم تكن بحاجةٍ للزواج الثاني، فلا بد مِن أن تقطعَ علاقتك بالمرأة الجديدة التي تعرفتَ إليها، وتنسى ما بينك وبينها.
نسأل الله تعالى أن يُصلح ما بينك وبين زوجتك، وأن يُوَفِّقك لصلاح الحال والمآل