أسماء الله جلّ وعلا لا تحصر بعدد معيّن كما في الحديث " وما استأثرت به في علم الغيب عندك "
------------------------
والمراد بالإحصاء في الحديث الآخر ثلاثة أمور :
1- حفظها 2-معرفة معانيها 3-التعبّد لله بها
-----------------------
صفات الله عزّ وجلّ تنقسم إلى صفات ذاتية وصفات فعلية .
فنعني بالصفات الذاتية بأنّها لا تنفكّ عن الله حلّ وعلا يعني أنّ الله جلّ وعلا موصوفٌ بها دائما ليس في حال دون حال , مثل : الرّحمة و السّمع .....
ونعني بالصفات الفعلية التي يتّصف الله حلّ وعلا بها بمشيئته وقدرته يعني أنّه ربّما اتّصف بها بحال , وربّما لم يتّصف بها مثل : الغضب والرّضى
---------------------
أسماء الله جلّ وعلا وصفاته من حيث معناها منها ماهو : وصف جلال أو أسماء جلال , ومنها ماهي أوصاف أو اسماء جمال , ومنها ماهي أوصاف او أسماء لمعاني الرّبوبية , ومنها أوصاف أو أسماء لمعاني الألوهية ونحو ذلك .
--------------------------
فأسماء الله جلّ وعلا منها أسماء جلال ومنها أسماء جلال , وضابط ذلك : أنّ اسماء الجمال ماكان فيها فتح باب المحبّة من العبد لربّه جلّ وعلا و من جنس أسماء وصفات الرّحمة والأسماء المأخوذ منها كالرّحمن والرّحيم .... واسم الجميل وصفة الجمال , أو اسم الله النّور وصفة النّور , ونحو ذلك ممّا فيه إحسان بالعباد يقال فيه صفات جمال .
----------------------
وأمّا أسماء و صفات الجلال فضابطها أنّها التي تأتي فيها معاني جبروت الله جلّ وعلا وعزّته وقهره من مثل اسم الله : العزيز القهّار , الجبّار القوي , المنتقم , ونحو ذلك . فمعاني العزّة والقهر والجبروت تورث العبد إجلال الله جلّ وعلا والخوف والتعظيم من الله جلّ وعلا .
--------------
صفات وأسماء من جهة الرّبوبية كاسم الله جلّ وعلا الرّب والملك والسيّد (عند من أطلقه اسما لله جلّ وعلا ) ومدبّر الأمر الذي يجير ولا يجار عليه , ونحو ذلك من الأسماء التي فيها معاني الربوبية .
-------------------
وقد تكون ببعض الاعتبارات أسماء جمال وفي بعضها أسماء جلال .
---------------------------
العقل تابع للنّقل ونصوص الكتاب والسنّة لا يحكّم فيها القوانين العقلية التي اصطلح عليها طوائف من الخلق , بل نأخذ القواعد العقلية من النصوص كما نأخذ الأحكام .
------------------
الواجب على العباد الإيمان بما أنزل الله جلّ وعلا في كتابه , أو أخبر به رسوله صلّى الله عليه وسلّم من الأسماء والصفات يكون بأشياء :
الأوّل :إثبات الصّفة لأنّ الله جلّ وعلا أثبتها .
الثاني : أن يثبت المعنى الذي دلّ عليه ظاهر اللّفظ . فإنّ القرءان نزل بلسان عربي مبين , تعقل معانيه وتفهم ألفاظه بلسان العرب ولغتهم , وآيات الأسماء والصفات من جملة القرآن فتفهم بلسان العرب لأنّ الله قال "أفلا يتدبّرون القرآن " وقال " بلسان عربي مبين ", -بيّن واضح - وهذا يعني أنّ آيات الكتاب ومنها آيات الصفات يتعلّق بها التدبّر والفهم . والتدبّر فرع العلم بالمعنى , ليست الأسماء والصفات غير معلومة المعنى , والتدبّر للمعاني , ولو لم تكن لمعاني لصارت بمنزلة الأحرف الهجائية ليس لها معاني خاصّة .
وأعظم ما في القرءان الدلالة على الله جلّ وعلا ووصفه ونعوته جلّ وعلا , وهذه كلّها متعلّق بها التدبّر . كيف يكون التدبّر بغير هذا المطلب العظم ؟!
الثالث : أن يؤمن بمتعلقاتها في الخلق , وبأثارها في الخلق , فكلّ اسم أو صفة له أثر . نؤمن بالصفة من حيث هي وبما اشتملت عليه من المعنى , ونؤمن بالأثر الذي للصفة , وهذا قد يسمّى متعلّق الصّفة .
تنبيه : المعاني قد يصعب تفسيرها بخلاف المعاني والذوات .
الشريط الرّابع : تابع .....
مثلا لو طلب منّا تعريف الرّحمة , فكلّ واحدٍ منّا يعرّف الرّحمة - لأنّها معنًى قلبي يشعر به - فإنّه ربّما يعرّفها بالنّظر إلى حاله , مثل ما عرّفه الأشاعرة .
لهذا نقول : إنّ المعاني تعقل معانيها وأمّا تفسيرها فينبغي أن يرجع إلى تفسير أحد العلماء المحققين , لأنّ المفسّر للمعاني قد يكون مفسّرا بالنّظر إلى بعض متعلّقاتها , يفسّر الرّحمة الغضب الحياء ...من جهة اتّصاف المخلوق بها .
فإنّ هذه وُجودها مطلقًا من غير إضافة إنّما يُوجد في الأذهان , أمّا في الخارج و أمّا في الواقع فتوجد مضافة : رحمة الله , رحمة الإنسان ...
قاعدة ممّا سبق : تفسير المعاني بدون إضافة قد يعسر على كثير من المحقّقين .
=========================
يتبــــــــع إن شاء الله