ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ط الحديث (3/467):
((وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين. عمرت حتى بلغها مقتل الحسين الشهيد فوجمت لذلك وغشي عليها وحزنت عليه كثيرا لم تلبث بعده إلا يسيرا وانتقلت إلى الله.ولها أولاد صحابيون: عمر وسلمة وزينب ولها جملة أحاديث)). اهـ.
ثم استدرك في التذهيب (11/187) وقال:((قلت: هي آخر أمهات المؤمنين وفاة إلا ما تقدم من قول الواقديُّ في ميمونة أدركت مقتل الحسين، رضي الله عنه)). اهـ.
ثم ذكر عدة أحاديث منها :
- عَنْ سَلْمَى، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَهِيَ تَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ تَعْنِي فِي الْمَنَامِ، وَعَلَى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ التُّرَابُ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " شَهِدْتُ قَتْلَ الْحُسَيْنِ آنِفًا ". اهـ.
أخرجه الترمذي كما في الجامع (5/615) برقم [3771] حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، حَدَّثَنَا رَزِينٌ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي سَلْمَى، قَالَتْ: فذكره.
وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ ". اهـ.
قلتُ: وإسناده ضعيف لجهالة سلمى البكرية قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في التقريب : (لا تعرف).
وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي [3771]، والمباركفوري في تحفة الأحوذي (9/272).
- عن عبد الحميد بن بهرام، وآخر ثقة، عن شهر بن حوشب، قال: " كنت عند أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- حين أتاها قتل الحسين، فقالت: قد فعلوها?! ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا، ووقعت مغشية عليها, فقمنا ". اهـ. [السير (4/371)].
ولفظ عبد الحميد بن بهرام إنما هو ما أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (1/105):
قال: أخبرنا علي بن محمد. عن عبد الحميد بن بهرام. عن شهر بن حوشب. قال: سمعت أم سلمة حين أتاها قتل الحسين:
" لعنت أهل العراق. وقالت: قتلوه قتلهم الله. غروه وذلوه لعنهم الله ". اهـ.
قال الهيثمي في المجمع (9/194): " رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَرِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ ". اهـ.
وهذا اللفظ عزاه الذهبي قائلًا :
" وقال قرة بن خالد: أخبرني عامر بن عبد الواحد، عن شهر بن حوشب قال: " إنا لعند أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- فسمعت صارخة فأقبلت حتى انتهت إلى أم سلمة، فقالت: قتل الحسين. قالت: فعلوها، ملأ الله بيوتهم- أو قبورهم- عليهم نارًا ووقعت مغشيًّا عليها، فقمنا ". اهـ. [التذهيب (2/354)].
قلت: وعزاه المزي في تهذيب الكمال (ص:1004) إلى ابن سعد وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى متمم الصحابة الطبقة الخامسة (1/496):
452- قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري. قال: حدثنا قرة بن خالد. قال: أخبرني عارم* بن عبد الواحد. عن شهر بن حوشب. قال:
إنا لعند أم سلمة زوج النبي ص. قال: فسمعنا صارخة. فأقبلت حتى انتهت إلى أم سلمة فقالت: قتل الحسين. قالت:
" قد فعلوها. ملأ الله بيوتهم أو قبورهم عليهم نارا. ووقعت مغشيا عليها. قال: وقمنا ". اهـ.
بل هو عامر بن عبد الواحد ولعله تحريف من الناسخ فقد ضبطها المزي عامر وهو الأحول وقد توبع قرة بن خالد في كتاب المحن لأبي العرب القيرواني [94 ]:
وَحَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ:
" بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِين، إِذْ دَخَلَتْ صَارِخَةً تَصْرُخُ، فَقَالَتْ: قُتِلَ الْحُسَيْنُ، قَالَتْ: قَدْ فَعَلُوهَا، اللَّهُمَّ امْلأْ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، ثُمَّ وَقَعَتْ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا ". اهـ.
قلت: إسناده حسنٌ لأجل عامر الأحول قال الحافظ في التقريب: (صدوق يخطئ).
والله أعلم.