هذا لا يصلح منك أيها الحاج!





وصلتني مجموعة من الأسئلة حول الحج، فيها التواء وتحايل وخديعة، وأصحابها يعتقدون أنهم يحسنون صنعا، ومن ذلك:

- يقول أحدهم يا شيخ أنا آخذ إجازة مرضية للحج؛ لأني استنفذت كل إجازاتي، وأنا في الحقيقة غير مريض، والنية الذهاب للحج، وبالمناسبة هذا عمل مجموعة كبيرة من الناس. ثم يختمها بأن هناك من العلماء من أجازها! لا أعتقد أن عالما أو طالب علم يجيز المحرم والكذب!
- وثانٍ يسأل أنه فتح حملة رصيف خاصة للوافدين، وهم يأخذون تأشيرة مرور وأنا أتكفل بالباص والسكن والطبخ والخيام وأماكنهم في عرفات ومنى ومزدلفة. وأنا يا شيخ لست طماعاً مثل باقي الحملات لكن أنا أرضى بالقليل، وهذا عملي منذ خمس سنوات، وهذه السادسة! فإذا كنت مقتنعاً إلى هذه الدرجة فلماذا تسأل إذاً؟! وللأسف يقول إنه ملتزم ويحفظ القرآن ولا يقبل الحرام.
- والثالث يسأل أنه يعطي مبلغا إلى الأشخاص حتى يدخلوه الحرم ولا يمر على أي نقطة تفتيش، ويقول: أنا أدفع المبلغ بنية الصدقة؛ لأن هؤلاء فقراء ومحتاجون وبالتالي يقول ضربت عصفورين بحجر! أليست هذه رشوة وخداعاً وكذباً وتعاوناً على الإثم والعدوان؟ ولو أن أشخاصا قاموا بعملك نفسه لضاقت أرض الحرم بهم وكلهم يؤول تأويلات ومسوغات لنفسه دون النظر إلى المقاصد العليا في الحج!
- والرابع يسأل أن الحج للناس كافة، فلماذا يقننون أعداد الحج ويمنعون المستطيع من أداء الحج؟ وعليها فأنا أستخدم (من كانت له حيلة فليحتل)!، ولكن ألا يدرك هؤلاء أن السعودية تنظر إلى حجم استطاعتها في إيواء العدد الذي تستطيع أن تؤمن له السلامة والأمن والطرق والمبيت والطعام والإشراف عليهم صحيا وقضائيا واجتماعيا.
- والخامس يسأل عن سفر المرأة مع مجموعة من النساء؛ لأنها لا تجد محرماً. وقد فصل فيه العلماء مستشهدين بالألة بأن الاستطاعة للمرأة وجود محرم، وإذا لم تجد محرماً سقط عنها، لقوله صلى الله عليه وسلم : «لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم» وغيرها من الأحاديث.
- والسادس: يسأل ويقول: المبيت في منى أصبح صعبا جدا فلماذا لا نبيت في العمارة وكلها مكة! والنوم واحد! هل تريد أن تحصل على الأجر كاملا أو تنال ماجاء في الأدلة من مبشرات كقوله صلى الله عليه وسلم: «رجع كيوم ولدته أمه»، أو «ليس له جزاء إلا الجنة» دون تعب ولا مشقة! والمبيت من واجبات الحج فلا يجوز التهاون فيه، ولا بد من الصبر على المشقة ولنقارن أنفسنا بغيرنا ممن يأتي ماشيا ولا يوجد لديه مأوى فمن الذي يعيش في مشقة أكثر؟ وعلينا أن نحمد الله - عز وجل - ولا نتهاون في ذلك!
- والسابع يقول وهو صاحب حملة: أنا أتفق مع شركة تجمع من الحجاج مبالغ الهدي والفدي والأضحية على أن يكون لي نسبة منهم؛ لأني فتحت عمارتي له ويعطينا من الذبائح لنطبخها للحجاج.
كن صريحا مع الحجاج أنك تأخذ نسبة من المبلغ. هل تستطيع أن تصارحهم؟ ثم هذه تعد من الخدمات، وإلا فالسعودية قد فتحت أكشاكاً وبسعر بسيط، وأما أن تأخذ من الذبائح فهذه هي السنة أن الناس تأكل من ذبائحها.
- والثامن يقول مجموعة كبيرة من الحملات لا تبيت في المزدلفة، رغم أنه لا يوجد بينهم ضعيف، ووصل الحد أنهم يطوفون ويسعون ويرجمون ويرجعون ليناموا في العمارة قبل أن يؤذن الفجر!
الحقيقة أن الأصل هو المبيت في المزدلفة، وعندما نخرج من المزدلفة بعد الفجر نصل بسرعة - ولله الحمد والمنة - ونقوم بأداء المناسك بروية وهدوء وطمأنينة. فلماذا هذا التجاهل من أصحاب بعض الحملات؟ حتى أصبح همهم المال وليس تطبيق السنن!


اعداد: د.بسام خضر الشطي