أعظم بقعة وجدت على وجه الأرض
وأجلها وأطهرها ، إضاءاتها غير الإضاءات
وبنيانها غير الأبنية ، ساحاتها تشرح القلب ، ونسيمها عليل يسعد الفؤاد
بلاطها منير لامع تسعد الأقدام وطأته ،وإن كان من تصميم البشر
إلا أن الخالق ألهمهم الإبداع فكان كل مافيه من صروح مشيدة
تمتع بالهيبة والإجلال
أظن كل مسلم يوافقني ذلك إنه بيت الله الحرام ، الذي تهفو إليه النفوس
وتذوب فيه القلوب ، فكلما دخلته ، ينتابك شعور جديد مفعم بالحب والتعظيم
فيه ترى العبادة بجميع أنواعها مابين ساجد وراكع وطائف
وتاليا لكتاب ربه وداع وباكيا وخاضعا
كل هذا ، ومع هذا تنتابك الحيرة من قلوب كثير من النساء التي لايطرقها الخوف والإجلال في هذا المكان المحرم
تراها كأنها في سوق أو في مناسبة مابين عباءة مزركشة ضيقة
ومابين أعين مرسومة بكحل يجذب أنظار الرجال ، وحواجب كأنها حد السيف
ووجوه مكشوفة لامعة ، ومشيات متسكعة ، وكأنها في صالة عرض للأزياء
ماذا نقول لقد ضاقت الحروف ، وذابت الكلمات
يا أخية اشغلتي الطائفين والعباد من الرجال
فأنت تظنين الرجال بلا شعور لأنك ربما لاتشعرين
لقد فطر الرجل على الانجذاب للمرأة ، وانت تريدين أن تغيري الفطرة
تريدين منه أن يكون ميت القلب لامشاعر له ولا أحاسيس
فيسير ينظر إلى قدميه .
ياأخية إن الرجال في بيت الله الحرام يستنجدون بربهم منك ومن فتنتك
الرجل على مسمع مني يقول والله فتنت بنساء الحرم ، ياويلك من رب العباد
أتيت للعبادة أو للفتنة ، اتقي الله في نفسك ، وفي رجالنا المؤمنين
اتق الله في بيته المعظم ، فإما أن تحتشمي وخاصة هنا
وإلا فالزمي بيتك حتي لاتحملي وزرك ووزر غيرك .