تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتما.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    12,175

    افتراضي فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتما.

    أخرجه الطيالسي (ص 3) عن ابن المبارك عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله قال: أخبرني عيسى بن طلحة عن عائشة قالت: كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد بكى، ثم قال: ذاك كله يوم طلحة، ثم أنشأ يحدث قال: كنت أول من فاء يوم أحد فرأيت رجلا يقاتل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دونه، وأراه قال: يحميه، قال: فقلت: كن طلحة حيث فاتني ما فاتني، فقلت: يكون رجلا من قومي أحبّ إليّ، وبيني وبين المشرق رجل لا أعرفه وأنا أقرب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه، وهو يخطف المشي خطفا لا أخطفه، فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح، فانتهينا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد كسرت رباعيته، وشُجّ في وجهه، وقد دخل في وجنته حلقتان من حلق المغفر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "عليكما صاحبكما" يريد طلحة، وقد نزف، فلم نلتفت إلى قوله، وذهبت لأنزع ذاك من وجهه، فقال أبو عبيدة: أقسمت عليك بحقي لما تركتني، فتركته، فكره أن يتناولهما بيده فيؤذي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَأَزم عليهما بفيه فاستخرج إحدى الحلقتين، ووقعت ثنيته مع الحلقة، وذهبت لأصنع ما صنع، فقال: أقسمت عليك بحقي لما تركتني، قال: ففعل مثل ما فعل في المرة الأولى فوقعت ثنيته الأخرى مع الحلقة، فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتما، فأصلحنا من شأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أتينا طلحة في بعض تلك الجفار فإذا به بضع وسبعون أو أقلّ أو أكثر، بين طعنة ورمية وضربة، وإذا قد قطعت أصبعه فأصلحنا من شأنه.

    ما صحة هذا الأثر؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2019
    المشاركات
    303

    افتراضي رد: فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتما.

    مداره علي إسحاق بن يحيي بن طلحة قال أحمد كما في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم منكر الحديث ليس بشئ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    12,175

    افتراضي رد: فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتما.

    جزاكم الله خيراً.

  4. #4

    افتراضي رد: فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتما.

    أخرجه بنحوه ابن المبارك في الجهاد (1/86) فقال: عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: فذكره.
    وتابعه محمد بن عمر الواقدي في مغازيه (1/246) فقال:
    حَدّثَنِي إسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قالت: سمعت أبا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: فذكره إلا أنه قال: " فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي النّاسِ أَثْرَمَ". اهـ.
    وتابعه سعيد بن سيمان. أخرجه البلاذري في الأنساب [11 : 69] فقال:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَعْدَوَيْهِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، ثنا عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، قَالَ: فذكره.
    وتابعه شبابة بن سوار. أخرجه البزار في مسنده (1/187) فقال:
    حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: نا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: فذكره إلا أن لفظ شبابة: فَقَالَ: دُونَكُمْ أَخُوكُمْ فَقَدْ أَوْجَبَ، فَتَرَكْنَاهُ". اهـ.
    وفي رواية ابن حبان في صحيحه من طريق شبابة وزاد: " وَكَانَ طَلْحَةُ أَشَدَّ نَهْكَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ مِنْهُ، وَكَانَ قَدْ أَصَابَ طَلْحَةَ بَضْعَةٌ وَثَلاثُونَ بَيْنَ طَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ وَرَمْيَةٍ ". اهـ.

    قال البزار: " وَهَذَا الْحَدِيثُ لا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَلا نَعْلَمُ لَهُ إِسْنَادًا غَيْرُ هَذَا الإِسْنَادِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى لَيِّنُ الْحَدِيثِ، إِلا أَنَّهُ قَدْ رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَغَيْرُهُمَا وَقَدِ احْتَمَلُوا حَدِيثَهُ ". اهـ، وكذا قال نحوه ضياء المقدسي في الأحاديث المختارة [45].
    وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/376) وقال: " صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ". اهـ.
    وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال: " لا والله؛ فيه إسحاق بن يحيى بن طلحة، قال أحمد: متروك ". اهـ.
    وهو في الكامل (1/ 326) عن أحمد قال: "إسحاق بن يحيى بن طلحة شيخ متروك الحديث". اهـ.
    وكذا قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/١١٥)، وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (٨/١٨٦) وقال: "غريب من حديث إسحاق بن يحيى". اهـ.
    وفي تفسير القرآن (2/221) لابن كثير نقل تضعيف علي ابن المديني تضعيف هذا الحديث ثم ذكر من جرح إسحاق بن يحيى.
    قلتُ: ويبطله حديث أخرجه البخاري في صحيحه (2/807) فقال: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
    " زَعَمَ أَبُو عُثْمَانَ أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ تِلْكَ الْأَيَّامِ الَّتِي يُقَاتِلُ فِيهِنَّ، غَيْرُ طَلْحَةَ وَسَعْدٍ عَنْ حَدِيثِهِمَا ". اهـ.
    إذ قوله -صلى الله عليه وسلم-: "أوجب طلحة"، يروى من حديث الزبير بن العوام -رضي الله عنه-.
    يرويه محمد بن إسحاق، حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومئذ (يعني يوم أحد) يقول: "أوجب طلحة".
    أخرجه ابن إسحاق في المغازي -كما في سيرة ابن هشام (3/ 91) - واللفظ له.
    وبسياق أشبع عند ابن حبان في صحيحه (ص 545 - 546 رقم 2212) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
    : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصْعِدِينَ فِي أُحُدٍ، فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ظَهْرِهِ لِيَنْهَضَ عَلَى صَخْرَةٍ فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَبَرَكَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ تَحْتَهُ، فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ظَهْرِهِ حَتَّى جَلَسَ عَلَى الصَّخْرَةِ قَالَ الزُّبَيْرُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "أَوْجَبَ طَلْحَةُ"، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَتَى الْمِهْرَاسَ، وَأَتَاهُ بِمَاءٍ فِي دَرَقَتِهِ، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَشْرَبَ مِنْهُ، فَوَجَدَ لَهُ رِيحًا فَعَافَهُ، فَغَسَلَ بِهِ الدَّمَ الَّذِي فِي وَجْهِهِ وَهُوَ يَقُولُ: "اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ دَمَّى وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". اهـ.

    قد أخرج الألكائي في شرح الأصول (2714) من طريق مُعَلَّى بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " بَاءَ طَلْحَةُ بِالْجَنَّةِ ". اهـ.
    وهذا حديثٌ منكر.
    فيه صالح بن موسى الطلحي، "متروك الحديث" كذا قال الحافظ ابن حجر، وقد أخرجه الآجري في الشريعة (1359) دون ذكر أبي بكر رضي الله عنه في الإسناد.
    ومرة يرد الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (25/90) من طريق
    ابنِ عَدِيٍّ قال:
    نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْحَارِثِيُّ، بِبُخَارَى، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْبُخَارِيُّ الْكَلَابَاذِيّ ُ، نَا الْمُسَيَّبُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَفْلَحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زُرْعَةَ السُّلَمِيُّ، نَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
    أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " طَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ "، فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى طَلْحَةَ يُهَنِّئُهُ.

    قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَهَذَا عَنْ سُهَيْلٍ غَيْرُ مَحْفُوظٍ، وَصَالِحُ بْنُ مُوسَى طَلْحِيٌّ مِنْ وَلَدِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
    وَقَدْ رُوِيَ فِي جَدِّهِ غَيْرُ حَدِيثٍ فِي فُضَيْلَةَ جَدِّهِ، غَيْرُ مَحْفُوظٍ ". اهـ.
    قلتُ: ولعل صوابه ما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه فقال:
    حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " طَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ ". اهـ.
    وقال الجاحظ في العثمانية (1/63) :
    ولصنيع طلحة وأبي بكر وموقفهما قالوا: "يوم أحد لبني تيم! " لأن الذين صبروا مع النبي - صلى الله عليه - من المهاجرين والأنصار سبعة: أبو بكر وطلحة من تيم، وعبد الرحمن بن عوف من بني زهرة، وعلي من بني هاشم، والزبير من بني أسد، وأبو عبيدة من بني عامر. وإنما قالوا: "يوم أحد لبني تيم" لأنه لم يكن من كل قبيلة إلا رجل واحد من المهاجرين، وكان فيه رجلان من بني تيم كما ذكرنا ". اهـ.
    قلتُ: في هذا نظر كما بينت.
    وورد في غريب الحديث للخطابي [ ج 2 : ص 236 ]:
    وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ أَبِي عُبَيْدَةَ: " أَنَّهُ كَانَ أَهْتَمُ الثَّنَايَا، وَكَانَ قَدِ انْحَازَ عَلَى حَلْقَةٍ قَدْ نَشَبَتْ فِي جِرَاحَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أَحَدٍ فَأَزَمَ عَلَيْهَا فَعَضَّهَا فَنَزَعَهَا "،
    وَمِنْ رِوَايَةٍ أُخْرَى، " أَنَّ زَرَدَتَيْنِ مِنْ زَرَدِ التَّسْبِغَةِ قَدْ نَشَبَتَا فِي خَدِّهِ فَعَكَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَلَى إِحْدَاهُمَا فَنَزَعَهَا فَسَقَطَتْ ثَنِيَّتُهُ، ثُمَّ عَكَرَ عَلَى الأُخْرَى فَنَزَعَهَا، فَسَقَطَتْ ثَنِيَّتُهُ الأُخْرَى ".

    حَدَّثَنِيهُ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: حَدَّثَنِي بِذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ". اهـ.
    والله أعلم.

  5. #5

    افتراضي رد: فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتما.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن محمود مشاهدة المشاركة
    مداره علي إسحاق بن يحيي بن طلحة قال أحمد كما في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم منكر الحديث ليس بشئ
    ليس كذلك.
    بل وقفتُ على طريق ءاخر أخرجه الحاكم في المستدرك (3/29) فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ، بِالْكُوفَةِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الرَّازِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
    " لَمَّا جَالَ النَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ: كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَصُرْتُ بِهِ مِنْ بَعْدُ، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ قَدِ اعْتَنَقَنِي مِنْ خَلْفِي مِثْلِ الطَّيْرِ، يُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ يَرْفَعُهُ مَرَّةً وَيَضَعُهُ أُخْرَى، فَقُلْتُ: أَمَّا إِذَا أَخْطَأَنِي لَأَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَجِيءُ طَلْحَةُ فَذَاكَ أَنَا وَأَمُرُّ فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ، فَإِذَا طَلْحَةُ يَرْفَعُهُ مَرَّةً وَيَضَعُهُ أُخْرَى، وَإِذَا بِطَلْحَةَ سِتٌّ وَسِتُّونَ جِرَاحَةً، وَقَدْ قَطَعَتْ إِحْدَاهُنَّ أَكْحَلَهُ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ ضُرِبَ عَلَى وَجْنَتَيْهِ، فَلَزِقَتْ حَلَقَتَانِ مِنْ حِلَقِ الْمِغْفَرِ فِي وَجْنَتَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو عُبَيْدَةَ مَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاشَدَنِي اللَّهَ لَمَا أَنْ خَلَّيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْتَزَعَ إِحْدَاهُمَا بِثَنَيِّتِهِ فَمَدَّهَا فَنَدَرَتْ وَنَدَرَتْ ثَنِيَّتُهُ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْأُخْرَى فَنَاشَدَنِي اللَّهَ لَمَا أَنْ خَلَّيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتَهَزَهَا بِالثَّنِيَّةِ الْأُخْرَى، فَمَدَّهَا، فَنَدَرَتْ وَنَدَرَتْ ثَنِيَّتُهُ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَثْرَمَ الثَّنَايَا ". اهـ.
    قال الحاكم: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ». اهـ.
    وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال: " ابن إسحاق متروك ". اهـ.
    قلتُ: وهل كان هذا بإسناد متصل؟

    فأولا: ما عرفت من هو محمد بن إسحاق بن يحي بن طلحة ولم أجده إلا في هذا الموضع فضلًا عن صحة سماعه من أخي جده وهو موسى بن طلحة.
    وموسى بن طلحة ثقة كذا قال الحافظان ابن حجر والذهبي وله
    حفيد سليمان بن عيسى سمعه وروى عنه كما في السير للذهبي.
    ولكن تبقى العلة هنا في جهالة محمد بن إسحاق بن يحيى بن طلحة الذي هو مجهول العين، وقد يكون مثل أبيه "متروك" كما قال الذهبي، ويزيده غرابة أنه لم يوقف عليه من أمثال البزار وضياء المقدسي والطبراني وغيرهم.
    قلتُ: ومن مبطلات هذا الحديث أيضًا ما أخرجه البخاري في صحيحه [3811] فقال: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
    " لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُجَوِّبٌ بِهِ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ لَهُ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ الْقِدِّ يَكْسِرُ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الْجَعْبَةُ مِنَ النَّبْلِ، فَيَقُولُ: انْشُرْهَا لِأَبِي طَلْحَةَ، فَأَشْرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ، فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي لَا تُشْرِفْ يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَان ِ أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا تُنْقِزَانِ الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآَنِهَا ، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ، وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ أَبِي طَلْحَةَ، إِمَّا مَرَّتَيْنِ، وَإِمَّا ثَلَاثًا ". اهـ.

    قلتُ: ولم يذكر وجود أبي بكر ولا أبي عبيدة رضي الله عنهما.
    قال الواقدي في مغازيه:
    " وَيُقَالُ إنّ الّذِي نَزَعَ الْحَلَقَتَيْنِ مِنْ وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُقْبَةُ بْنُ وَهْبِ بْنِ كَلَدَةَ، وَيُقَالُ أَبُو الْيُسْرِ- وَأَثْبَتُ ذلك عندنا عقبة ابن وَهْبِ بْنِ كَلَدَةَ ". اهـ.
    ذكره البلاذري في الأنساب (1/321) ثم قال:
    " وَقَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ يُرْوَى:
    أَنَّهُمْ عَالَجُوهَا جَمِيعًا، فَانْكَسَرَتْ ثَنِيَّتَا أَبِي عُبَيْدَةَ مِنْ بَيْنِهِمْ، وَاتَّفَقَ خُرُوجُ الْحِلَقِ لِعُقْبَةَ بْنِ وَهْبٍ ". اهـ.
    والله أعلم.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2019
    المشاركات
    303

    افتراضي رد: فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتما.

    اسناد الحاكم فيه نظر و الصواب اسحاق بن يحيي بن طلحة وكل من روي هذه الرواية لم يذكروا محمد بن اسحاق بل اسحاق
    والذي في التلخيص للذهبي قلت فيه اسحاق بن يحيي بن طلحة وهو متروك وليس ابن اسحاق متروك فهذا دليل علي انه يري ان الصواب اسحاق والله اعلم

  7. #7

    افتراضي رد: فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتما.

    قلتُ: أظنه تصيحفا من الناسخ أو من أحد الرواة.
    إذ الذهبي وافقه الحافظ ابن حجر الإسناد هكذا "إسحاق بن يحيى بن طلحة"، فعلى هذا هو الصواب فالخطأ لعله ما وصل إلينا من ناحية الناسخ.
    إذ الحاكم أخرجه بثلاث طرق الأولى من طريق سعيد بن سليمان والثانبة من طريق ابن المبارك والثالثة من طريق علي بن أبي بكر الرازي.
    ووجه صوابه ما نقله عنه الحافظ ابن حجر في الإتحاف فقال:
    " وَفِي الْمَغَازِي: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ، بِهِ .
    قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُ لَهُ إِسْنَادًا غَيْرَ هَذَا.". اهـ.
    وعلى كل حال فيبقى هناك خطأ ءاخر لم يمر على ذكره في الإسناد وهو: "موسى بن طلحة"، والصواب: "عيسى بن طلحة".
    قلتُ: ولو كان طريقًا ءاخر لكان نبه على ذلك الحاكم. فدل ذلك على أن الخطأ من نسخة الكتاب.
    ولا أعلم أن علي بن أبي بكر روى عمن اسمه محمد بن إسحاق إلا ابن يسار صاحب المغازي وليس ابن طلحة؛ وروايته عنه في الكامل لابن عدي.
    ووجه نكارة رواية إسحاق عن موسى بن طلحة بهذا المتن: ما أخرجه الحاكم في المستدرك من طريق ابن المبارك، أنبأ إسحاق بن يحيى، أخبرني موسى بن طلحة،
    «أن طلحة رجع بسبع وثلاثين أو خمس وثلاثين بين ضربة وطعنة ورمية، ترصع جبينه، وقطعت سبابته، وشلت الإصبع التي تليها».
    قال الحاكم: " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ". اهـ، ووافقه الذهبي.
    عجبت أن يوافقه الذهبي رغم أنه للتو ذكرنا عنه أنه أنكر بشدة من أن إسحاق بن يحيى بن طلحة على شرط أحد الشيخين أو أحد رجالهما.
    والله أعلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •