أخرجه الطيالسي (ص 3) عن ابن المبارك عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله قال: أخبرني عيسى بن طلحة عن عائشة قالت: كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد بكى، ثم قال: ذاك كله يوم طلحة، ثم أنشأ يحدث قال: كنت أول من فاء يوم أحد فرأيت رجلا يقاتل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دونه، وأراه قال: يحميه، قال: فقلت: كن طلحة حيث فاتني ما فاتني، فقلت: يكون رجلا من قومي أحبّ إليّ، وبيني وبين المشرق رجل لا أعرفه وأنا أقرب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه، وهو يخطف المشي خطفا لا أخطفه، فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح، فانتهينا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد كسرت رباعيته، وشُجّ في وجهه، وقد دخل في وجنته حلقتان من حلق المغفر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "عليكما صاحبكما" يريد طلحة، وقد نزف، فلم نلتفت إلى قوله، وذهبت لأنزع ذاك من وجهه، فقال أبو عبيدة: أقسمت عليك بحقي لما تركتني، فتركته، فكره أن يتناولهما بيده فيؤذي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَأَزم عليهما بفيه فاستخرج إحدى الحلقتين، ووقعت ثنيته مع الحلقة، وذهبت لأصنع ما صنع، فقال: أقسمت عليك بحقي لما تركتني، قال: ففعل مثل ما فعل في المرة الأولى فوقعت ثنيته الأخرى مع الحلقة، فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتما، فأصلحنا من شأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أتينا طلحة في بعض تلك الجفار فإذا به بضع وسبعون أو أقلّ أو أكثر، بين طعنة ورمية وضربة، وإذا قد قطعت أصبعه فأصلحنا من شأنه.
ما صحة هذا الأثر؟