الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أخي الكريم:
تقول:
"على أي أساس تعتبر أنها ليست مغتفرةهل نظرت في الكتاب صفحة صفحة ، هل أكلمت عشره ؟"
وسؤالي كان: "كيف علمتَ أنَّها "بعض التصحيفات"؟
فأنت المطالَب بقراءة الكتاب، لتثبتَ لنا أنّها "بعض التصحيفات"...
وتقول:"التصحيفات مغتفرة على أساس المجهود الذي بدله الشيخ الكريم فأنظر كم خطأ وجدته و احسب عدد صفحات الكتاب ثم قس فالذي يسمعك يظن أنفي كل صفحة خطأ."
وهل قلتُ ذلك أو أومأتُ إليه؟
ولكن دعني أقول لك: إنَّ كثيرًا ممّا أشرتُ إليه: تصحيفات فاحشة، لا تليق بمبتدئ في التحقيق. ومع ذلك، لم أحكم من خلالها على التحقيق بحكم كلّيٍّ شامل.
هل يرضيك هذا؟
وأضيف: إنّ ما ذكرته قرينة كافية. واللبيب يفهم من الإشارة...
ومنطق "إذا لم يعجبك تحقيقه فأعد تحقيق الكتاب بنفسك إن استطعت" لا يستقيم في مجلس علم ومناقشة علمية. قد يجري على ألسنة تجّار البازارات المحتكرين للسوق، لكن لا محلّ له في مجالس أهل العلم...
وأنت تعتبر انتقاد الغير غير مقبول شرعا، وتعدُّه غمطًا لحقوق الناس.
وسؤالي: في أية شريعة ورد هذا، حفظك الله؟
وكنتَ في مشاركتك السابقة قلت: "المحقق لم يكن لوحده في تحقيقهفهو عملجماعي لذلك قد تجد بعض أجزاء الكتاب قد خدمت خدمة جيدة و بعضها أقل جودة."
وهنا عدّة ملاحظات:
_ هل قرأت الكتاب كاملا، حتى تسنّى لك الحكم بأنّ بعض أجزائه "خدمت خدمة جيدة و بعضها أقل جودة"؟
_ كلامك هذا فحواه أنَّ العمل الجماعي، الذي يفترض أنَّه مصدر قوة ومزيد إجادة وإتقان، انقلب ليصبح عائقًا عن ذلك بل ليغدو سببا لضعف التحقيق! تأمّل...
_ أنت تقول: "بعض أجزاء الكتاب قد خدمت خدمة جيدة". وهذا يعني أنّ المشرف على التحقيق هو الأكثر إجادة. ونحن لا نعلم أي جزء حقَّقه الأستاذ خالد الربّاط، ولكنّنا نعلم أنّه هو كاتب مقدمة التحقيق. أليس كذلك؟ إذن تأمّلْ معي هذا الكلام الوارد في الصفحة 371 من الجزء الأول (مقدمة التحقيق):
"قد انتظم هذا السفر المبارك والذي قبله واللذان بعده في ملك العبد الفقير إبراهيم بن محمد النجسي الحلبي".
ثم قل لي: "النجسي": نسبة إلى ماذا؟ أو إلى من؟
وقلّب الصفحات... إلى أن تصل إلى الصفحة 426، حيث صورة طرّة المجلّد الثاني، وافعلْ ما فعلتُ:
كبِّر الصورة إلى 300 بالمائة، ثم اقرأ، وسيتبيّن لك دون عناء أنَّه "البخشي"، لا "النجسي"، بالشين لا بالسين. ونسبة "البخشي" معروفة في كتب التراجم. وتجدها أيضًا مقرونة بـ "الحلبي". وفي "سلك الدرر" ترجمة لإبراهيم بن محمد بن (...) البخشي الخلوتي البكفالوني الحلبي، توفي سنة 1136 هـ، وذكر أنّ نسبته إلى جده الأكبر: أحمد بخشي. وبكفالون: من قرى حلب.
وهذا التصحيف وقع في قراءة طرة المخطوط!
والله المستعان.