عيد أضحى مبارك
تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: من أقوال السلف عن القرآن الكريم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    41,919

    افتراضي من أقوال السلف عن القرآن الكريم

    من أقوال السلف عن القرآن الكريم-1


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ


    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فعن تميم الداري رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « ((الدين النصيحة )) قلنا: لمن ؟ قال: (( لله, ولكتابه, ولرسوله, ولأئمة المسلمين وعامتهم ))» [أخرجه الإمام مسلم] قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: النصيحة لكتاب الله تعلمه, وتعليمه, وإقامة حروفه في التلاوة, وتحريرها في الكتابة, وتفهم معانيه, وحفظ حدوده, والعمل بما فيه, وذب تحريف المبطلين عنه.
    فالسعيد من صرف همته للقرآن, والموفق من وفقه الله لتدبره, يقول الإمام الزركشي رحمه الله, في كتابه " البرهان في علوم القرآن ": السعيد من صرف همته إليه, ووقف فكره وعزمه عليه, والموفق من وفقه الله لتدبره, واصطفاه للتذكير به وتذكره فهو يرتع منه في رياض ويكرع منه في حياض.
    يوجد أقوال لعلماء الأمة من المتقدمين والمتأخرين عن القرآن الكريم, جمعت بفضل من الله وتوفيقه بعضاً من أقوال المتأخرين, أسأل الله أن ينفع الجميع بها
    فضل القرآن الكريم:
    ** القرآن العظيم...اشتمل...ا لأمر بكل عدل وإحسان وخير, والنهي عن كل ظلم وشر فالناس في ظلمة إن لم يستضيئوا بأنواره, وفي شقاء عظيم إن لم يقتبسوا من خيره
    ** كتاب الله...أشرف الكتب وأجلها وفيه صلاح القلوب والعلوم الكثيرة.
    ** القرآن العظيم,...أعظم رحمة رحم بها الرحمن عباده, فمن قبلها فقد قبل خير الواهب, وفاز بأعظم المطالب والرغائب.[العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي]
    *كلام الله كله هدى وكله شفاء وكله نور وكله حكمة وبيان[العلامة عبدالله الجبرين]
    ** أكمل كتاب, كشف به ظلمات الجهل وأسباب العذاب, وأماط به عن نفائس العلوم وذخائرها الحجاب, وكشف به عن حقائق الدين وأسراره ومحاسنه النقاب, وأخلص به العبادة للعزيز الوهاب, وفتح به لنيل مآرب الدارين الباب, وأغلق باتباعه والعمل به دون الشر جميع الأبواب, تحيي بوابل علومه القلوب النيرة أعظم مما تحيي الأرض بوابل السحاب.[العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي]
    بركات القرآن الكريم وكثرة خيراته:
    ** يقول الله جل وعلا: ﴿ { وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} ﴾ [الأنعام:155] قوله: ﴿ { مُبَارَكٌ } ﴾ معناه: أن هذا الكتاب مبارك, أي: كثير البركات, والخيرات, فمن تعلمه وعمل به غمرته الخيرات في الدنيا والآخرة, لأن ما سماه الله مباركاً فهو كثير الخيرات والبركات قطعاً, وكان بعض علماء التفسير يقول: اشتغلنا بالقرآن فغمرتنا البركات والخيرات في الدنيا, تصديقاً لقوله: ﴿ {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} ﴾ [الأنعام:92] ونرجو أن يكون لنا مثل ذلك في الدنيا, وهذا الكتاب المبارك لا ييسر الله للعمل به إلا الناس الطيبين المباركين.
    [العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي]
    ** قوله: ﴿ {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ } ﴾ [الأنعام:155] أي: فيه الخير الكثير والعلم الغزير, وهو الذي تستمد منه سائر العلوم, وتستخرج منه البركات فما من خير إلا وقد دعا إليه ورغب فيه, وذكر الحكم والمصالح التي تحث عليه, وما من شر إلا وقد نهى عنه, وحذر منه, وذكر الأسباب المنفرة عن فعله, وعواقبها الوخيمة.
    ** لا شيء أعظم بركة من هذا القرآن, فإن كل خير ونعمة وزيادة دينية أو دنيوية, أو أخروية, فإنها بسببه, وأثر من العمل به.[العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي]
    الوصية بالقرآن الكريم: تلاوةً وتدبراً وعملاً:
    الوصية بكتاب الله إكثاراً من تلاوته بالليل والنهار, وتدبراً له, وعملاً به, ورجوعاً إليه في كل شيء, لأنه خير كتاب, وأفضل كتاب, وأصدق كتاب......فالسعيد من تدبره وتعقله, وعمل بما فيه.[العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز]
    تلاوة القرآن:
    ** ينبغي للمسلم أن لا يمر عليه شهر على الأقل إلا وقد قرأ القرآن كله _ هذا هو الحد الأخير _ وإن قرأه فيما هو أقل من ذلك في كل عشرة أيام مرة, بحيث يختمه ثلاث مرات فهذا أحسن. وإذا قرأه في كل سبعة أيام فهذا أحسن, وإذا قرأه في كل ثلاثة أيام مرة فهذا أحسن.
    ** المسلم... كلما زاد من تلاوة القرآن زاد أجره واستنارت بصيرته, وحياة قلبه.
    [العلامة صالح بن فوزان الفوزان]
    تلاوة القرآن بتدبر:
    ** الله يقول في كتابه: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]، فلا بد من التدبُّر، والتدبر هو تفهُّم المعنى، {وَلِيَتَذكر أُولُو الْأَلْبَابِ } يتعظوا به. [العلامة محمد بن صالح العثيمين]
    ** لا أنفع للعبد من التفكر في القرآن والتدبر لمعانيه.
    ** قوله: {لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} أي: هذه الحكمة من إنزاله, ليتدبر الناس آياته, فيستخرجوا علمها ويتأملوا أسرارها وحكمها, فإنه بالتدبر فيه والتأمل لمعانيه وإعادة الفكر فيها مرة بعد مرة, تدرك بركته وخيره, وهذا يدل على الحثّ على تدبر القرآن, وأنه من أفضل الأعمال, وأن القراءة المشتملة على التدبر أفضل من سرعة التلاوة التي لا يحصل بها هذا المقصود.[العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي]
    من فوائد تدبر القرآن
    ** في تدبر كتاب الله مفتاحاً للعلوم والمعارف, وبه يستنتج كل خير, وتستخرج منه جميع العلوم, وبه يزداد الإيمان في القلب, وترسخ شجرته.
    [العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي]
    ** يتميز بتدبر آياته الخطأ من الصواب, والقشور من اللباب { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]
    [العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي]
    ** إذا قرأت القرآن بتدبر وتمعن وحضور قلب وتفكر في معانيه فإنه يزيل عنك أوهاماً كثيرة, ووساوس عظيمة, ويبعث في قلبك الطمأنينة, ويقوي فيك الإيمان, {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال:2] وكلما أكثر الإنسان من تدبر هذا القرآن فإنه يزيد إيمانه, ويزيد يقينه, ويطمئن قلبه, ويزيد علمه وفقهه فإنه لا يشبع منه العلماء ولا تفنى عجائبه, ولا يخلق من كثرة الرد.
    [العلامة صالح بن فوزان الفوزان]
    ** بتأمُّل القرآن يفتح الله على الإنسان معاني ما كان يعرفها, ولا تخطُر له على البال, قال الله عز وجل {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مُدَّكر } [القمر:17] وجرب تجد لأن القرآن تبيان لكل شيءٍ وهذا كلام الله عنه والذي يحول بيننا وبين هذا التبيان لكل شيءٍ هو عدم إقبالنا على القرآن والتأمل فيه والتفكر فيه وإلا لو أننا تأملناه لوجدناه تبياناً لكل شيءٍ.
    ** القرآن كتاب في العقيدة وفي السلوك وفي العبادة وفي المعاملات, وفي كل شيءٍ. ولهذا أنا أحثكم ونفسي على الحرص التام على القرآن تلاوةً وتدبراً وعملاً به, وجرب نفسك, ارجع للقرآن في هذه الأمور, وانظر ماذا يحصلُ لقلبك من الإيمان وانشراح الصدر ونور القلب ونور الوجه, هذا شيء مُجرَّب.
    [العلامة محمد بن صالح العثيمين]
    الإخلاص والتدبر يثمران حصول الهداية من القرآن:
    في قول الشيخ [شيخ الإسلام ابن تيمية]: " من تدبر القرآن طالباً للهدى منه " تنبيه إلى أن الانتفاع بالقرآن, وحصول المعرفة وظهور الحق, لا يحصل بمجرد التدبر بل لا بد من صحة النية وسلامة القصد, وذلك بأن يكون القصد من التدبر طلب الهدى, والفرقان بين الحق والباطل.
    [العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك]

    القرآن الكريم شفاء للأمراض الحسية:
    ** القرآن شفاء للأجسام دعنا من أمراض القلوب فهي أمراض خفية تُداوى بهذا الوحي العظيم لكن حتى الأمراض الحسِّيَّة فإنها تُداوى بهذا الوحي العظيم.** الأمراض قد تُشفى بقراءة القرآن, وهذا أمر واقع شهدت به السنة, وجرت عليه التجارب [العلامة محمد بن صالح العثيمين]








    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    41,919

    افتراضي رد: من أقوال السلف عن القرآن الكريم


    من أقوال السلف عن القرآن الكريم-2


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ

    الحث على المبادرة بالأعمال الصالحة قبل تعذرها بما يقع من الفتن:

    قال الإمام النووي رحمه الله: معنى الحديث الحثُّ على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها, والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة المتراكمة, كتراكم ظلام الليل المظلم لا المقمر.
    الفتنة تتقى بالإيمان والصدق والتقوى:
    ** قال بكر المزني: لما كانت فتنة ابن الأشعث, قال طلق بن حبيب: اتّقوها بالتقوى
    ** قال الإمام العبكري رحمه الله: الفتن على وجوه كثيرة, وضروب شتى, قد مضى منها في صدر هذه الأمة فتن عظيمة نجا منها خلق كثير, عصمهم الله فيها بالتقوى.
    ** قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: في الحديث الصحيح: (( « إن الدجال مكتوب بين عينيه كافر, يقرؤه كل مؤمن قارئ وغير قارئ» )) فدل على أن المؤمن يتبين له ما لا يتبين لغيره ولا سيما في الفتن.
    ** قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: صاحب الصدق مع الله لا تضره الفتن
    ** قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: علاج الفتن يكون بالاعتصام بالكتاب والسنة, قال جل وعلا: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء:92]
    ** قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: المؤمن لا بد أن يفتن بشيء من الفتن المؤلمة الشاقة عليه, ليمتحن إيمانه, كما قال الله تعالى: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت:1_2] ولكن الله يلطف بعباده المؤمنين في هذه الفتنة, ويصبرهم عليها, ويثيبهم عليها, ولا يلقيهم في فتنة مضلة مهلكة تذهب بدينهم, بل تمّر عليهم الفتن, وهم منها في عافية.
    الحلم في الفتن:
    قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: الحلم في الفتن وعند تقلب الأحوال محمود أيما حمد, ومثنى عليه أيما ثناء, لأنه بالحلم يمكن رؤية الأشياء على حقيقتها, ويمكن بالحلم أن تبصر الأمور على ما هي عليه.
    الدعاء والتضرع عند نزول الفتنة:
    قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: التضرع عند نزول الفتنة ولا سيما في الليل, لرجاء وقت الإجابة لتكشف, أو يسلم الداعي, ومن دعا له, وبالله التوفيق.
    العبادة في الفتن:
    قال الإمام النووي رحمه الله: المراد بالهرج هنا الفتنة, واختلاط أمور الناس, وسبب كثرة فضل العبادة فيه, أن الناس يغفلون عنها, ويشغلون عنها, ولا يتفرغ لها إلا أفراد
    قلة الكلام في الفتن:
    قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ : كان السلف في الفتن يكثرون الصمت, ويقلون الكلام, ولهذا كانت كلماتهم تحفظ, وتنقل, وأما كلام الخلف فهو كثير, و في الفتن يكون أكثر, وهذا من قلة العلم بنهج السلف في ذلك.
    عدم تصديق الشائعات, أو نشرها بين الناس:
    قال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان: من المعالم في الفتن التي ينبغي أن تتفطنوا لها وتحذروا منها, المسارعة في تصديق الشائعات وتلقفها بمجرد سماعها لأول مرة, ومن ثم السعي في نشرها وبثها بين الناس, وإصدار الأحكام بناء على تلك الإشاعة وتعويلاً على لوازمها فترجفون في أوساط الناس بنشر الشائعات.
    استشارة أهل العلم عند نزول الفتن:
    قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: استشارة أهل العلم والدين عند نزول الفتن.
    الفرار من الفتن:
    ** قال الإمام البربهاري رحمه الله: إذا وقعت الفتنة فالزم جوف بيتك وفرَّ من جوار الفتنة
    ** قال الإمام السعدي رحمه الله: من فرَّ بدينه من الفتن سلمه الله منها, وأن من حرص على العافية عافاه الله, ومن أوى إلى الله آواه الله.
    التمسك بالكتاب والسنة والفقه في الدين نجاة من الفتن
    قال العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله: طريق النجاة من صنوف الفتن هو التمسك بكتاب الله وبسنة رسوله عليه الصلاة والسلام....كل أنواع الفتن...لا سبيل إلى التخلص منها, والنجاة من شرها إلا بالتفقه في كتاب الله, وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, ومعرفة منهج سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم, ومن سلك سبيلهم من أئمة الإسلام ودعاة الهدى.
    بالصبر واليقين تدفع فتنة الشبهات والشهوات:
    قال ابن القيم رحمه الله: فتنة الشبهات تُدفعُ باليقين, وفتنة الشهوات: تُدفع بالصبر
    ولا يُنجي من هذه الفتنة إلا تجريد اتباع الرسول, وتحكيمه في دقّ الدين وجله, ظاهره وباطنه, عقائده وأعماله, حقائقه وشرائعه, فيتلقى عنه حقائق الإيمان, وشرائع الإسلام, وما يُثبتُه الله من الصفات والأفعال والأسماء, وما ينفيه عنه.
    عدم الخوض في الفتن والدخول فيها:
    قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: إياكم والفتن لا يشخص إليها أحد, فوالله ما شخص فيها أحد إلا نسفته كما ينسف السيل الدمن,...ما الخمر صرفاً بأذهب بعقول الرجال من الفتنة,...وليأتين على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا بدعاء كدعاء الغريق.
    حال المؤمن عند وقوع الفتن:
    ** قال العلامة العثيمين رحمه الله: إذا حصلت الفتن, فالواجب على الإنسان أن يصبر, وأن يحاول كشف هذه الفتن ما استطاع, ولا يجوز له أن يعتزل الناس ما دام قادراً على أن يُسهم في إزالة هذه الفتن, أو تخفيفها, نعم لو فرضنا أن الرجل لا يستطيع أن يُدافع هذه الفتن, ويخشى على نفسه, فهنا الأولى أن يعتزل الناس.
    عدم تنزيل أحاديث الفتن على واقع حاضر:
    قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: لا تطبق أيها المسلم أحاديث الفتن على الواقع الذي تعيش فيه, فإنه يحلو للناس عند ظهور الفتن مراجعة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الفتن, ويكثر في مجالسهم: قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا, هذا وقتها, هذه هي الفتنة ونحو ذلك. والسلف علمونا أن أحاديث الفتن لا تنزل على واقع حاضر, وإنما يظهر صدق النبي صلى الله عليه وسلم بما أخبر من حدوث الفتن بعد حدوثها وانقضائها, مع الحذر من الفتن جميعاً.
    الفتنة إذا وقعت عجز العقلاء عن دفعها:
    قال ابن تيمية رحمه الله: الفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء.
    أبيات كانوا يستحبون أن يتمثلوا بها عند الفتن:
    عن خلف بن حوشب كانوا يستحبون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن:
    الحربُ أول ما تـــكــــــــــ ــــــــون فتيـــةً تسعى بزينتها لكلّ جهـــــــــول
    حتى إذا اشتعلت وشبّ ضرامها ولّت عجوزاً غير ذات حليل
    شمطاءَ يُنــكــــــرُ لــــــــــــــ ونها وتغيـرت مكروهة للشـــــــــمّ والتــــــــــق بيل
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: والمراد بالتمثل بهذه الأبيات استحضار ما شاهدوه وسمعوه من حال الفتنة, فإنهم يتذكرون بإنشادها ذلك فيصدهم عن الدخول فيها حتى لا يغتروا بظاهر أمرها أولاً.
    من أراد الله تعالى به خيراً في الفتن:
    ** قال الإمام الآجري رحمه الله: الفتن على وجوه كثيرة...فمن أراد الله تعالى به خيراً فتح له باب الدعاء, والتجأ إلى مولاه الكريم, وخاف على دينه, وحفظ لسانه, وعرف زمانه, ولزم الحجة الواضحة السواد الأعظم, ولم يتلون في دينه, وعبد ربه عز وجل, فترك الخوض في الفتنة.
    وختاماً فإن الفتن تكثر وتعظم في آخر الزمان, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدُلَّ أُمتهُ على خير ما يعلمه لهم, وينذرهم شر ما يعلمه لهم, وإن أمتكم هذه جُعل عافيتها في أولها, وسيُصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها, وتجيءُ فتنةً فيرقق بعضها بعضاً, وتجيءُ الفتنةُ فيقول المؤمن: هذه مهلكتي, ثم تنكشف, وتجيءُ الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه, فمن أحب أن يزحزح عن النار, ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يومن بالله واليوم الآخر, وليأت إلى الناس الذي يُحبُّ أن يؤتي إليه» [أخرجه مسلم]
    والسعيد من جنب الفتن, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن السعيد لمن جُنب الفتن, إن السعيد لمن جُنب الفتن, إن السعيد لمن جُنب الفتن, ولمن ابتلي فصبر» [أخرجه أبو داود, وصححه العلامة الألباني]
    قال العلامة ابن القيم رحمه الله: إذا سلم العبدُ من فتنة الشبهات والشهوات حصل له أعظم غايتين مطلوبتين, بهما سعادته وفلاحه وكماله, وهما الهُدى والرحمة"

    إن الدخول في الفتن له عواقب عظيمة قد تؤدى بالبعض أن يمسى مؤمناً ويصبح كافراً, ويصبح مؤمناً ويسمى كافراً, فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « بادروا بالأعمال, فتناً كقطع الليل المظلم, يُصبح الرجل مؤمناً ويمسى كافراً, أو يمسى مؤمناً ويصبح كافراً, يبيعُ دينه بعرضٍ من الدنيا» [أخرجه الإمام مسلم]
    اللهم نسألك أن تجنبا الفتن ما ظهر منها وما بطن. وأن تجعل شرها على أعداء المسلمين.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •