شرح طريقة فهرسة المسائل العلمية
أمل عبد الرحمن
خطوات عمل فهرسة المسائل العلمية
وبيان معايير جودتها
المثال الأول: مسألة تعريف القرآن عند أهل السنة والجماعة
أولا: جمع الأقوال التي ذكرها أهل العلم في مسألة تعريف القرآن عند أهل السنة والجماعة
الآن عندنا أقوال أهل العلم في مسألة تعريف القرآن عند أهل السنة والجماعة، مجموعة في موقع جمهرة العلوم في المشاركتين الثانية والثالثة لهذا الموضوع (اضغط هنا)
ثانيا: تحديد عناصر الموضوع
وذلك بقرءاة أقوال العلماء في المشاركتين الثانية والثالثة، نبدأ بتحديد العناصر الرئيسية التي اشتمل عليها هذا الموضوع، وأكتب هذه العناصر.
وهنا ملاحظة مهمة:
عند فهرسة أحد المواضيع من موقع الجمهرة، يجب أن يبدأ الطالب عمله بقراءة أقوال العلماء في المسألة، ومن الخطأ الاعتماد على العناصر الموجودة في المشاركات الأولى للموضوعات، وذلك لأن هذه العناصر وضعت لتقسيم أقوال العلماء في الموضوع على مشاركات، لا أنها جميع العناصر التي احتوى عليها الموضوع، وعند قراءة الأقوال بدقة قد تظهر للطالب عناصر أخرى.
بقراءة أقوال العلماء في المسألة يظهر عندي أربعة عناصر رئيسة قد تكلموا عنها:
اقتباس:
قول أهل السنة والجماعة في القرآن
الأدلّة على أنّ القرآن كلام الله.
مسألة الكلام من أكبر المسائل التي حصل فيها النزاع بين الفرق
سبب تصريح أهل السنة والجماعة بأن القرآن غير مخلوق |
ثالثا: استخلاص مسائل كل عنصر
كل عنصر من العناصر المستخلصة قابل لأن يندرج تحته عدد من المسائل، وقد لا يحتوي إلا مسألة واحدة.
وهذا يعني أن العنصر عنوان فرعي قد يضم عددا من المسائل المرتبطة به، فأقرأ الأقوال بتركيز عالٍ، وفي ذهني هذا العنصر فقط، كل فكرة تظهر لي متعلقة بهذا العنصر أدونها في سطر منفصل تحته.
وننتبه إلى أنه قد توجد مسألة متعلقة بهذا العنصر في مشاركة بعيدة عنه، فيجب أن أبحث في جميع المشاركات، وألحق المسائل بعناصرها الأصلية.
رابعا: إعادة ترتيب العناصر موضوعيا بناء على المسائل المستخلصة
فقد يظهر لي تقديم أو تأخير لبعض العناصر على بعض، وقد تظهر لي عناصر جديدة، أو أدمج بعض العناصر مع بعضها.
خامسا: تلخيص أقوال العلماء في كل مسألة
بإعادة قراءة الموضوع بتمعن، أبدأ في تلخيص أقوال العلماء في كل مسألة بعبارات مختصرة، مع مراعاة ما يلي:
- استيفاء جميع المعلومات المتعلّقة بهذه المسألة.
- ذكر جميع الأقوال والأدلة التي يستدل بها أهل العلم لأقوالهم، إلا إذا كثرت الأدلة على مدلول واحد فيمكن الاقتصار على أهمها.
- عند إيراد الأحاديث يكتفى بموضع الشاهد من الحديث الذي يوضح المعنى، بشرط ألا يظهر نص الحديث مبتورا.
- يجب أن يذكر راوي الحديث ومن خرَّجه، حتى لا يأتي التلخيص مرسلا لا يعرف صحة الأحاديث الواردة فيه من ضعفها.
- إذا كان الحديث مرويّا بالإسناد فيقتصر على راوي الحديث أو يذكر الإسناد من مخرجه لمن يحسن معرفة مخرج الحديث، وعلى كلّ الأحوال لا يذكر الإسناد تاماً في التلخيص.
- إذا كان لأحد أهل العلم تعليق على الحديث بأي بيان سواء بالتصحيح أو التضعيف أو شرح لفظة غريبة أو بيان مدرج أو ذكر أيّ علة فيجب ذكرها.
- ترتيب الآثار، فيقدم قول الصحابي على قول التابعي، وهكذا.
- حذف الاستطرادات وما لا تعلق له بالمسألة، واختصار الأسانيد، وعدم تكرار الأقوال والأدلة المتشابهة.
- عند تعلق الدليل بأكثر من عنصر، يكرر في موضعه.
تلخيص العنصر الأول: كلام أهل السنة والجماعة في القرآن
بقراءة أقوال أهل العلم في العنصر الأول، ومع طول الأقوال، إلا أننا نجد أن كلامهم عن القرآن يمكننا التعبير عنه بالجمل البسيطة التالية:
اقتباس:
- أن القرآن كلام الله تعالى حقيقة لا كلام غيره.
- منه بدأ وإليه يعود، ومعنى قولهم: ( منه بدأ ) أي نزل من الله، ومعنى قولهم: (وإليه يعود) إشارة إلى رفعه في آخر الزمان؛ كما صحّ في الحديث.
- وأنّ حروفه ومعانيه من الله تعالى.
- وأنه ليس بمخلوق.
- وأن من زعم أنّ القرآن مخلوق فهو كافر.
- وأنّ جبريل سمعه من الله تعالى، والنبي صلّى الله عليه وسلم سمعه من جبريل، والصحابة سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وأنّ هذا الذي بين الدفتين هو القرآن محفوظ في السطور وفي الصدور.
- وكل حرف منه قد تكلّم الله به حقيقة.
- وأنه بلسان عربي مبين.
- من ادّعى وجود قرآن غيره فهو كافر بالله تعالى.
- من أجمع التعريفات تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية في الواسطية إذ قال: (ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ.). |
وهكذا، كل سطر يحوي جملة أو فكرة مختلفة لم تذكر في السطر الذي قبله.
وبالطريقة نفسها يمكننا تلخيص كلام أهل العلم عن بقية العناصر، كما وضح لكم في المشاركة الرابعة من الموضوع في قسم الجمهرة ( #4)
يتبع