هذا الكتاب من أجلّ الكتب ، يُدافع عن بلاغة القرآن الكريم ، و يبيِّن أوجُه إعجازه البياني بأدلّة مشتقّة من آياته الكريمة .
جاء في مقدّمة طبعته الثالثة : " و ما فَقَدَ المسلمون هدايته إلا لجهلهم بأسرار لغته ، لذلك يهاجمه أعداؤه الملاحدة و المستعمرون من طريق لغته ، فلْيعلم المسلمون هذا ، و لْيحرصوا على حفظ دينهم بحفظ لغتهم و ممارسة آدابها و أسرار بلاغتها ، و لْتكنْ غاية هذا كلِّه فهم القرآن كما كان يفهمه سلفنا الصالح "
و كتاب " إعجاز القرآن و البلاغة النبوية " تعدّدت محاوره و تنوّعت ليَصلَ إلى هدفه المنشود و هو بيان أوجه البيان القرآني و إبرازها بشكل جليّ ، حيث يتحدث عن تاريخ القرآن ، و القراءات القرآنية و طرق الأداء ، و تأثير القرآن في اللغة العربية ، و إعجاز القرآن ، و ظاهرة النَّظم فيه ، و الجانب الصوتي منه ، و الجانب النفسي في أسلوبه المؤثّر في المتلقّي .
ثم يتطرّق كذلك لبلاغة الرسول صلى الله عليه و سلم و فصاحته ، و منطقه المحكَم ، بل تأثيره صلى الله عليه و سلم في اللغة العربية لأنه كان أفصح الناس .
و الكتاب يعتبر مرجعاً مهماً في الإعجاز القرآني سواء كان إعجازا صوتيا متعلّقاً بالنظام الصوتي و الحروف المستعملة في الآيات القرآنية ، أو كان إعجازا نحويا متعلّقا بطريقة تركيب الجمل القرآنية ، أو كان إعجازا صرفيا له علاقة ببالأساليب الاشتقاقية الموظّفة في كتاب الله تعالى ، أو كان إعجازا دلاليا معنويا له علاقة بالدلالات التي تحملها الآيات القرآنية .