تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: حكم الوقف على قوله: (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ) التحريم:4

  1. #1

    افتراضي حكم الوقف على قوله: (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ) التحريم:4

    الوقف على قوله: (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ) التحريم:4 للشيخ جمال القرش

    من قوله تعالى: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَة ُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} التحريم4
    التوجيه النحوي:
    يوجه الوقف بالنظر إلى إعراب (َجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ.) والمشهور فيها قولان:
    1. أن تكون معطوفة[1]
    2. أن تكون جملة مستأنفة [2]
    مناقشة التوجيهات:
    الأول : ويكون (جبريل) معطوف على محلّ إنّ واسمها، ومحلّه الرفع، وعلى ذلك تكون (مولاه) بمعنى ولي وناصر فلا يوقف على (مولاه) [3]
    الثاني : تكون فيه جملة: «وجبريل ... ظهير» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة الأخيرة، وعلى ذلك تكون (مولاه) بمعنى السيد الأعطم، والخالق فيوقف على (مولاه)[4].
    أو يَكُونَ (جبريل) مَعْطُوفًا عَلَى مَوْلاهُ وَالْمَعْنَى: اللَّهُ وَلِيُّهُ وَجِبْرِيلُ وَلِيُّهُ، فَلَا يُوقَفُ عَلَى مَوْلاهُ وَيُوقَفُ عَلَى جِبْرِيلُ وَيَكُونُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ مستأنف مُبْتَدَأٌ وَالْمَلائِكَةُ مَعْطُوفًا عليه وظَهِيرٌ خبرا[5]
    أقوال المفسرين: وفيها قولان:
    القول الأول: أن مولاه بمعنى الولي الناصر، ويترتب على ذلك عطف (جبريل) على لفظ الجلالة، لأنه ناصر له صلى الله عليه وسلم، وبذلك لا وقف على (مولاه).
    القول الثاني: أن مولاه بمعنى السيد والخالق، ويترتب على استئناف (جبريل) باعتباره مبتدأ والخبر ظهير، أي: ظهراء وَأَعْوَان، وبذلك يوقف على (مولاه)، لئلا يوهم الوصل مشاركة جبريل في السيادة والخلق في حال الوصل.
    مناقشة الأقوال:
    القول الأول : وهو قول الطبري 310هـ، مكي أبو طالب 437هـ:، الواحدي: 468هـ، السمعاني: 489هـ، البغوي: 510 هـ، ابن الجوزي: 597هـ، فخر الرازي 606هـ، ابن جزي: 741هـ، أبو السعود 982هـ، الشوكاني: 1250هـ، والسعدي: 1376هـ[6]
    قال الطبري310هـ: (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) يقول: فإن الله هو وليه وناصره، وصالح المؤمنين، وخيار المؤمنين أيضًا مولاه وناصره، وقيل: عني بصالح المؤمنين في هذا الموضع: أَبو بكر، وعمر رضي الله عنهما[7].
    قال ابن جزي741هـ: وهذا أظهر وأرجح الوجهين:
    أحدهما: أن معنى الناصر أليق بهذا الموضع، فإن ذلك كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم وتشريفا له، وأما إذا كان بمعنى السيد فذلك يشترك فيه النبي صلى الله عليه وسلم مع غيره، لأن الله تعالى مولى جميع خلقه بهذا المعنى، فليس في ذلك إظهار مزية له،
    الثاني أنه ورد في الحديث الصحيح أنه لما وقع ذلك جاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل معك وأبو بكر معك وأنا معك، فنزلت الآية موافقة لقول عمر، فقوله يقتضي معك النصرة [8]
    القول الثاني: وهو قول أبي حيان 754، وجوزه الأصبهاني535، ابن عطية541، وأبو البقاء616، القرطبي: 671هـ، الشننقيطي1393هـ [9]
    واعتبار أن مولاه بمعنى السيد والخالق تكون بذلك الولاية خاصة بالله، والمظاهرة تكون لمن أتى بعده. ويكون جبريل مبتدأً وما بعده معطوف عليه. فيقف القارئ على قوله: ((فإن الله هو مولاه)) ثم يستأنف ((وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير)).
    قَالَ أَبُو حَيَّانَ 754 هـ : وَالْأَحْسَنُ الْوَقْفُ عَلَى قَوْلِهِ: مَوْلاهُ. وَيَكُونُ وَجِبْرِيلُ مُبْتَدَأً، وَمَا بَعْدَهُ مَعْطُوفٌ عَلَيْهِ، وَالْخَبَرُ ظَهِيرٌ. فَيَكُونُ ابْتِدَاءُ الْجُمْلَةِ بِجِبْرِيلَ، وَهُوَ أَمِينُ وَحْيِ الله واختتامه بالملائكة. وبدى بِجِبْرِيلَ، وَأُفْرِدَ بِالذِّكْرِ تَعْظِيمًا لَهُ وَإِظْهَارًا لِمَكَانَتِهِ عِنْدَ اللَّهِ. وَيَكُونُ قَدْ ذُكِرَ مَرَّتَيْنِ، مَرَّةً بِالنَّصِّ [يقصد بذكر اسمه ] وَمَرَّةً فِي الْعُمُومِ [يقصد لأنه من الملائكة][10]
    أقوال أهل الوقف والابتداء:
    اختلف علماء الوقف على (مولاه) على أقوال:
    الأول: لا وقف.
    الثاني: كاف.
    مناقشة الأقوال:
    القول الأول: وهو قول الفراء، وظاهر كلام ابن الأنباري، والنحاس، والداني، والسجاوندي، والأنصاري والأشموني، فلم يذكروا وقفا على (مولاه)، واختاروا الوقف على وصالح المؤمنين، والابتداء بـ والملائكة[11] .
    القول الثاني: وهو قول: يعقوب، وأبو العلاء الهمداني، ونافع، وذكره النحاس، وجوزه الفراء، الأشموني.
    والخلاصة أن هناك احتمالات ثلاثة:
    الأول: الوقف على (مولاه)، ثم الاستئناف (وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير)
    الثاني: الوقف على (جبريل) ثم الاستئناف، (وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير)
    الثالث: الوقف على (صالح المومنين) ثم الاستئناف (والملائكة بعد ذلك ظهير)
    وبذلك تكون ( وصالح المؤمنين) جملة تعانق.
    فإما أن تدخل (وصالح المؤمنين) في الولاية مع ما قبلها، فيكون قوله: (وصالح المؤمنين) معطوفًا على قوله تعالى: (فإن الله هو مولاه وجبريل).
    وإما أن تدخل (وصالح المؤمنين) في الظهارة مع ما بعدها وهم الملائكة، فيكون: (وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير) مستأنفة والخبر ظهير.
    وقد اختار أكثر علماء الوقف على (وصالح المؤمنين) كما يلي:
    الأول : حسن: وهو قول ابن الأنباري [12].
    الثاني : كاف: وهو اختيار الداني والأنصاري [13] .
    الثالث: تام: قاله: الفراء، ذكر ذلك النحاس، وقال : وهذا القول أحب إليه. [14]
    مطلق عند السجاوندي، لتناهي الشرط إلى الإخبار[15].
    وقال الأشموني: والأكثر الوقف على وصالح المؤمنين ثم يبتدئ والملائكة[16].
    القول الراجح:
    وبعد استعراض أقوال النحاة والمفسرين وعلماء الوقف يظهر أن الراجح في معنى مولاه هو (الناصر، والمعين) وبذلك يكون العطف هو الأولى، ويترتب على ذلك عدم الوقف على (مولاه) ويوقف على وصالح المؤمنين لما يلي:
    1. إذا كان (مولاه) بمعنى السيد فذلك يشترك فيه النبي صلى الله عليه وسلم مع غيره، لأن الله تعالى مولى جميع خلقه بهذا المعنى، فليس في ذلك إظهار مزية له، وعلى معنى (النصرة والموالاة) ففي ذلك كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم وتشريفا له [17]
    2. أنه قد ورد في الحديث الصحيح أنه لما وقع ذلك جاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا يَشُقُّ عَلَيْكَ مِنْ شَأْنِ النِّسَاءِ؟ فَإِنْ كُنْتَ طَلَّقْتَهُنَّ، فَإِنَّ اللهَ مَعَكَ، وَمَلَائِكَتَهُ ، وَجِبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَأَنَا، وَأَبُو بَكْرٍ، وَالْمُؤْمِنُون َ مَعَكَ،)) صحيح مسلم : رقم/ 1479، فنزلت الآية موافقة لقول عمر، وقوله ((معك)) يقتصي النصرة ،وبذلك يكون الحديث نصا في تفسير الآية، وإذا ثبت الحديث، وكان في معنى أحد الأقـوال فهو مرجح له على ما خالفه[18].
    3. أكثر علماء الوقف والابتداء لم يذكروا وقفا على (مولاه)، واختاروا الوقف على (وصالح المؤمنين) دليل على ترجيح هذا الوجه.
    4. أكثر المصاحف لم تشر بالوقف على ( مولاه)، وأشاروا بالوقف على(وصالح المؤمنين) برمز (صلى) مما يؤيد ترجيح ذلك.



    [1] انظر: التبيان في إعراب القرآن 2/ 1230، الجدول: 28/ 296.

    [2] انظر: البحر المحيط: 10/ 211، التبيان في إعراب القرآن 2/ 1230، الجدول: 28/ 296.

    [3] انظر : إعراب القرآن للأصبهاني: 452.

    [4] انظر: الجدول: 28/ 296، إعراب القرآن للأصبهاني: 452، المحرر الوجيز: 5/ 332.

    [5] انظر: تفسير القرطبي: 18/ 192، و القطع والائتناف: 748- 749.

    [6] انظر: تفسير الطبري: 23 / 486، الهداية إلى بلوغ النهاية: 12/ 7572، الوجيز: 1/ 1112، تفسير البغوي: 8/ 168، زاد المسير: 4/ 309، مفاتح الغيب: 30 / 571، التسهيل: 2/ 391، تفسير أبي السعود: 8/ 267.
    فتح القدير: 5/ 299، تفسير السعدي: 1/ 872.

    [7] تفسير الطبري: 23 / 486.

    [8] التسهيل: 2/ 391.

    [9] انظر: البحر المحيط: 10/ 211، إعراب القرآن للأصبهاني: 452، المحرر الوجيز: 5/ 332 التبيان في إعراب القرآن 2/ 1230، تفسير القرطبي: 18/ 192، أضواء البيان: 8/ 220.

    [10] البحر المحيط: 10/ 211.

    [11] انظر: الإيضاح: 2/ 941، القطع والائتناف: 748- 749، المكتفى: 1/ 219، علل الوقوف: 1027، ومنار الهدى بتلخيص ما في اتلمرشد: 792 .

    [12] الإيضاح: 2/ 941.

    [13] انظر: المكتفى: 1/ 219، منار الهدى بتلخيص ما في اتلمرشد: 792.

    [14] القطع والائتناف: 748- 749.

    [15] علل الوقوف: 1027 .

    [16] منار الهدى بتلخيص ما في اتلمرشد: 792 .

    [17] التسهيل: 2/ 391

    [18] _ ينظر : قواعد الترجيح عند المفسرين : ( 1 / 206 ) .


    البحث من كتاب ( مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء ، ومشكل الوقف والابتداء للشيخ جمال القرش)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,785

    افتراضي

    بارك الله فيك وفي صاحب البحث .

  3. #3

    افتراضي

    بارك الله فيكم أخي الكريم ونفع بكم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •