( إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسولهمقدمة المبحث الثاني :
" أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار )
" قال العبد الفقير لعفو ربه :
- " فاعتذر للقارئ الكريم لما سيجد في هذا البحث البسيط من زلة قدم أو تقصير او وهم او هفوة او خطأ او نسيان أو تصحيف فالجهد ضعيف والبضاعة مزجاة والكريم من عدّ الحسنات في جنب السيئات "
· وفي لسان العرب : " وهم إذا غلط وفي الحديث أنه سجد للوهم وهو جالس أي للغلط وهو جالس أي للغلط ... ووهم إليه يهم وهماً ذهب وهمه إليه ووهم في الصلاة وهما ووهم كلاهما سها ... ووهمت إلى الشيء إذا ذهب قلبك إليه وانت تريد غيره أهم وهما .. ووهم بكسر الهاء – غلط وسها .. ووهمت في الحساب وغيره اوهم وهماً إذا غلطت فيه وسهوت "
وقال الدكتور الحسين آيت سعيد في مقدمة تحقيقه للحافظ ابن القطان رحمه الله في " بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام " ( ص 222) :
" فيؤخذ من هذا أن هناك فرقا بين وهم بكسر الهاء ووهم بفتح الهاء فالأول يستعمل في الغلط فهو مثله وزنا ومعنى فكل ما أخطأ فيه المرء وجه الحقيقة مع اعتقاده ان ما فعله هو الصواب فهو من باب وهم بكسر الهاء ووبالفتح كل ما ذهب إليه وهمك وانت تريد غيره فهو من باب وهم بالفتح كوعد ومصدره وهم بالسكون ولذلك يجمعون الووهم على أوهام فيقولون في الراوي : له أوهام وفي روايته أوهام كثيرة يعنون أغلاطا كثيرة " .... فالأول : يستعمل في الغلط الذي يرتكبه الإنسان وهو يعتقد انه الصواب والثاني يستعمله فيما تريده ويسبفق الذهن إلى غيره .. وبهذا يتضح ان ابن القطان إنما يريد المعنى الأول الذي هو الغلط فكأنه قال : " كتاب بيان أغلاط عبد الحق وإيهاماته " ولا يصح المعنى الثاني هنا بتاتا ...) ا ه
وقال مقيده عفا الله عنه وغفر لوالديه :
" ويتضح لنا مما سبق أنما أردنا المعنى الأول " واحيانا تصويبا واستدراكا واحيانا سقطا او خطأ أو ..... ) ا ه
قلت : " واعلم رحمك الله ووفقنا الله لمرضاته وعفا الله عنا وعنكم " إنه ليس لي من هذا إلا الجمع والتوفيق لاقوال أهل العلم المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين وليس لي إلا النقل والتبويب والترتيب والتنسيق وحسن السياق احيانا أما عن مظنات الاجتهاد والترجيح في هذا فليس من شأني "
قال الإمام الذهبي رحمه الله في " سير أعلام النبلاء " ( 500/12)
" وما زال العلماء قديما وحديثا يرد بعضهم على بعض في البحث وفي التواليف وبمثل ذلك يتفقه العالم وتتبرهن له المشكلات لكن في زماننا قد يعاقب الفقيه اذا اعتنى بذلك لسوء نيته ولطلبه للظهور والتكثر فيقوم عليه قضاة وأضداد نسال الله حسن الخاتمة وإخلاصه " ا ه
قلت : " فرحم الله أمرئ دلني على خطئي ووهمي وأهدى إلي عيوبي فالمعصوم من عصمه الله "
............................
قال ابن الجوزي رحمه الله فيما نقله الألباني رحمه الله في مقدمة السلسلة الضعيفة ( ص41):
" لما لم يكن أحدا أن يدخل في القرآن ما ليس منه أخذ أقوام يزيدون في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويضعون عليه ما لم يقل فأنشأ الله علماء يذبون عن النقل ويوضحون الصحيح ويفضحون القبيح وما يخلي الله منهم عصرا من الأعصار غير أن هذا الضرب قد قل في هذا الزمان فصار أعز من عنقاء مغرب
" وقد كانوا إذا عدوا قليلا .............. فقد صاروا أعز من القليل "
قال الألباني رحمه الله في " مقدمة السلسلة الضعيفة " ( ج1/ ص 47):
" من المصائب العظمى التي نزلت بالمسلمين منذ العصور الاولى انتشار الاحاديث الضعيفة والموضوعة بينهم لا أستثني أحدا منهم ولو كانوا علماءهم إلا من شاء الله منهم من أئمة الحديث ونقاده كالبخاري واحمد وابن معين وأبي حاتم الرازي وغيرهم
وقد أدى انتشارها إلى مفاسد كثيرة منها ما هو من الأمور الاعتقادية الغيبية ومنها ما هو من الأمور التشريعية وسيرى القارئ الكريم الأمثلة الكثيرة لما ندعيه ان شاء الله في هذه السلسلة وقد اقتضت حكمة العليم الخبير سبحانه وتعالى ظان لا يدع هذه الاحاديث التي اختلقها المغرضون لغايات شتى تسري بين المسلمين دون ان يقيض لها من يكشف القناع عن حقيقتها ويبين للناس أمرها أولئك هم أئمة الحديث الشريف وحاملوا ألوية السنة النبوية التي دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : " نظر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلّغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه "
" وألف المتأخرون منهم كتبا خاصة للكشف عن الأحاديث وبيان حالها أشهرها وأوسعها كتاب " المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة " للحافظ السخاوي ونحوها كتب التخريجات فإنها تبين حال الأحاديث الواردة في كتب من ليس من أهل الحديث وما لا أصل له في تلك الأحاديث مثل كتاب : " نصب الراية لأحاديث الهداية " للحافظ الزيلعي و " المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الأحياء من الأخبار " للحافظ العراقي و " التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير " للحافظ ابن حجر العسقلاني و " تخريج أحاديث الكشاف " له و " تخريج أحاديث الشفاء " للشيخ السيوطي وكلها مطبوعة ...) ا ه
· ولله الحمد والمنة والفضل فقد انتهينا من ذكر من وهمهم الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة فإني لا ازعم قد اتيت على جل ذلك او ذكرتهم لكن ذكرنا من استبان الأمر فيه ووضح وحسبنا أن نسوق على كل مسألة دليلها العملي واحيانا نسوق الفوائد الفقهية والحديثية وحتى لا نرمى بسوء النية والقصد او النقد وإني على يقين من وقوع السهو والخطأ والوهم في بعض ما أذكره والمعصوم من عصمه الله وبعض الأخوة انكر علينا تعقبي لكبار الأئمة وتوهيمهم واتخذاهم غرضا فأقول كما ذكر ابو عمر بن العلاء : " ما نحن فيمن مضى إلا كبقل في أصول نخل طوال ....." وكما ذكر الخطيب البغدادي رحمه الله في مقدمة " موضح الأوهام " ( 1/5) " ( ... ولعل بعض من ينظر فيما سطرناه ويقف على ما لكتابنا هذا ضمناه يلحق سيء الظن بنا ويرى انا عمدنا للطعن على ما تقدمنا وإظهار العيب لكبراء شيوخنا وعلماء سلفنا وأنى يكون ذلك وبهم ذكرنا وبشعاع ضيائهم تبصرنا .. وبسلوك سبيلهم عن الهمج تحيزنا وما مثلنا إلا كما ذكر ابو عمرو ابن العلاء .."
قال الألباني في مقدمة السلسلة الضعيفة ( ج1/ ص 41) :
" ولكن الله تبارك وتعالى سخر لهذه الأحاديث طائفة من الأئمة بينوا ضعفها وكشفوا عوارها وأوضحوا وضعها ولذلك لما قيل للإمام عبد الله ابن المبارك : " هذه الأحاديث المصنوعة ؟ " أجاب بقوله : " يعيش لها الجهابذة "
ومن هؤلاء العلماء الذابين عن الحديث في هذا العصر ولا شك أنهم أقل من القليل الشيخ الالباني رحمه الله في كتابه " السلسلة الضعيفة والموضعة واثرها السيئ في الأمة " وأكد على وجوب التحذير من نشر الاحاديث الضعيفة والموضوعة تحذيرا للناس منها وقياما بواجب بيان العلم ونجاة من إثم كتمانه وفي ذلك تنقية حديثه صلى الله عليه وسلم مما ليس منه وكما قال الإمام ابن مهدي رحمه الله كما رواه ابن ابي حاتم في " العلل " ( 1/10) : " لأن أعرف على حديث هو عندي أحب إلي من ان اكتب حديثا ليس عندي "
وقال رحمه الله ( ص 43)
" وقد تبين لكثير من العلماء والفضلاء في مختلف البلاد والأصقاع اهمية تلك المقالات وفائدتها الكبرى للناس حيث نبهتهم على ضعف ووضع كثير من الأحاديث التي كانوا يرونها أحاديث صحيحة لانتشارها في بطون الكتب وتداولها على ألسنة الناس على اختلاف طبقاتهم واختصاصاتهم ساعد على سعة انتشارها في هذا العصر ما يسر الله وتعالى فيه من الوسائل الحديثة كالاذاعات والجرائد والمجلات وغيرها مما تصرها المطابع الأمر الذي يوجب على العلماء الغيورين على السنة المحمدية ان يبذلوا جهدهم في التحقق من الأحاديث لدى كتابتهم وإذاعتهم وحديثهم " ا ه
وقال ( ص 51) :
ولخطورة هذا الأمر رأيت أن أساهم في تقريب سبيل الاطلاع على الاحاديث التي نسمعها في هذا العصر أو نقرأها في كتاب متداول مما ليس له أصل يثبت عند المحدثين أو له أصل موضوع لعل في ذلك تحذيرا وتذكيرا لمن يتذكر أو يخشى ولم أتقيد في سوقها بترتيب خاص بل حسبما اتفق ا ه
أولا : تصويب للشيخ محمد زاهد الكوثري عامله الله بما يستحق :
في الحديث الذي أخرجه النسائي في " الكنى " وعنه الدولابي في " الكنى والأسماء " ( 2/104) عن أبي مالك بشر بن غالب بن غالب عن الزهري عن مجمع بن جارية عن عمه مرفوعا : " الدين هو العقل ومن لا دين له لا عقل له " دون الجملة الأولى
قال النسائي رحمه الله :
" هذا حديث باطل منكر "
قال الألباني رحمه الله :
" وآفته بشر بن غالب فإنه مجهول كما قال الأزدي وأقره الذهبي في " ميزان الأعتدال في نقد الرجال " والعسقلاني في " لسان الميزان "
فائدة :
وقد أخرج الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( ق100/1/1 زوائده ) عن داود بن المحبر بضعا وثلاثين حديثا في فضل العقل
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" كلها موضوعة "
قال الالباني رحمه الله :
" ومنها هذا الحديث كما ذكره السيوطي رحمه الله في " ذيل اللآلئ المصنووعة في الأحاديث الموضوعة " ( ص4-10) ونقله عنه العلامة محمد طاهر الفتني الهندي في " تذكرة الموضوعات " ( ص29-30)
وداود بن المحبر قال الذهبي رحمه الله :
" صاحب " العقل " وليته لم يصنفه " قال أحمد : كان لا يدري ما الحديث وقال أبو حاتم : ذاهب الحديث غير ثقة وقال الدارقطني : متروك وروى عبد الغني ابن سعيد عنه قال : " كتاب العقل " وضعه ميسرة بن عبد ربه ثم سرقه منه داود بن المحبر فركبه باسانيد غير اسانيد ميسرة وسرقه عبد العزيز بن ابي رجاء ثم سرقه سليمان بن عيسى السجزي "
قال الألباني رحمه الله :
ما يحسن التنبيه عليه أن كل ما ورد في فضل العقل من الاحاديث لا يصح منها شيء وهي تدور بين الضعف والوضع وقد تتبعت ما اورده منها أبو بكر بن ابي الدنيا في كتابه " العقل وفضله " فوجدتها كما ذكرت لا يصح منها شيء فالعجب من مصححه الشيخ محمد زاهد الكوثري كيف سكت عنها ؟! بل أشار في ترجمته للمؤلف ( ص 4) الى خلاف ما يقتضيه التحقيق العلمي عفا الله عنا وعنه
وقد قال العلامة ابن القيم في " المنار " ( ص 25) :
" أحاديث العقل كلها كذب "
قال مقيده عفا الله عنه وغفر لوالديه :
ومن كتاب " العقل وفضله " لابن ابي الدنيا 281 ه حققه لطفي محمد الصغير واشرف عليه الدكتور نجم خلف
قال محققه ( ص 5)
فإن إخراج كتاب " العقل وفضله " للحافظ ابلي بكر بن ابي الدنيا في ثوب علمي قشيب جديد ... حينما وقعت في يدي النسخة المطبوعة بمصر باعتناء الشيخ محمد زاهد الكوثري وبعد قراءتي للكتاب قراءة فاحصة ازددت تحمسا لإخراجه وذلك لاعتبارات ثلاث :
· عن الكتاب قد احتوى من الاحاديث الضعيفة والموضوعة ما هو معروف لكل طالب حديث ومع ذلك فإن فضيلة الشيخ الكوثري لم ينبه على ذلك بل زاد في الطين بلة حينما عقد ترجمة لداود بن المحبر في بداية الكتاب ووثقه خلافا للحفاظ هذا مما يجعل القارئ لهذه الاحاديث من غير أهل الاختصاص يعتقد فيها الصحة أ الحسن فأخذت على نفسي بيان درجتها وأقوال الأئمة فيها
· والكتاب على صغره في صورته فيه كثير من التصحيفات ووالتحريفات فشيخ ابن ابي الدنيا سريج بقن يونس تصحف مرة الى سريح ومرات الى شريح ...
· وإن الكتاب قد حوى فقه السلف في أهمية العقل وما ينبغي أن يكون عليه العقلاء من الفطنة والحذر والحيطة وخوف الله عز وجل وخشيته من خلال الآثار الموقوفة والمقطوعة التي تصل نسبتها الى 87% ) ا ه
وقال محققه ( ص 6)
" وهذا الكتاب القيم " كتاب العقل وفضله " للإمام الحافظ ابن ابي الدنيا يعرض صورا مشرقة لتوجيهات الأئمة من السلف الصالح في القرون الثلاثة الأولى الفاضلة والتي تمثل انطباعتهم وتأثرهم بالجو الإسلامي العام الذي كان يدور مع الكتاب والسنة حيث دارا ) ا ه
وقال محققه ( ص 7)
" وقد استغل الكثير من اصحاب الاهواء والفرق الضالة هذه القضية واعتمدوا عليها في تنفير المسلمين من جماعة السنة والحديث وشنعوا عليهم وأشاعوا حولهم بأنهم " حشوية " وانهم " زوامل أخبار " وبأنهم ألغوا عقولهم وعطلوا طاقاتهم الفكرية الابداعية وكانت هذه المذاهب والاهواء وعلى رأسها المعتزلة وفي جملتها الخوارج والمرجئة والاسماعيلية وغيرهم قد تضع العقل في بعض الاحيان في مرتبة الوحي والعياذ بالله فجاءت محاولة الحافظ ابن ابي الدنيا في تسجيل مواقف أهل السنة من العقل واعتنائهم وتركيزهم عليه صفعة قوية في وجوه اهل الاهواء والبدع كما حاول ان يعالج الافراط والتفريط في هذا الجانب الهام
كما يروي بسنده المتصل الى عبيدالله قوله : " ما أوتي رجل بعد الايمان بالله عز وجل خير من العقل " ا ه
وقال ( ص 11)
" إلا أن اشتمال الكتاب على هذه المزايا والمحاسن لا يعنى رضاؤنا التام عن كل ما جاء فيه فغن الحافظ ابن ابي الدنيا وغن وفق إلى حسن المقصد ونبيل الهدف إلا أنه توسع في استعمال الوسيلة للوصول الى غايته فأحوجه الموضوع الى اخراج جملة من الاحاديث المرفوعة الى النبي صلى الله عليه وسلم وهي غاية الضعف والتهافت وهو وغن كان قد اخرجها مسندة بينة غير أنه كان يكفيه ما اخرجه من نفائس آثار الصحابة ودرر أقوال التابعين وتابعيهم وهو المؤرخ الثقة الصدوق ولو أنه صنع ذلك واكتفى لنزه كتابه عن هذه الواهيات التى لا تعضد الهدف لا تسعف المصنف بيد ان المصنف قد تحمل هذه الاحاديث الواهية عن شيوخ ثقات أثبات كعلي بن الجعد ويعقوب بن اسحاق القلوصي وابي كريب محمد ابن العلاء وسريج بن يونس المروزي وبهذه تكون الآفة في رواية هذه الاحاديث ليست من جانب ابن ابي الدنيا ولا من شيوخه المباشرين وإنما جاءت ممن فوقهم من الرواة ) ا ه
وقال ( ص 13)
وكتاب العقل كغيره من كتبه لا بد وأن هناك دافعا قويا جعل ابن ابي الدنيا يقدم على تأليف هذا الكتاب وهذا الدافع يتجلى لنا من خلال دراسة العصر الذي عاش فيه ابن ابي الدنيا فبرجوعنا الى القرن الثالث نجد التناطح بين المذاهب الفكرية السياسية من معتزلة وخوارج ومرجئة واسماعيلية على اشده وكانت بعض تلك المذاهب واهمها المعتزلة تضع العقل ومساواة العاقل والمجنون بل بتفضيل المجنون على العاقل معتمدين على حديث لا يصح يدندن به جهلة المتصوفة وهو " أكثر الجنة البله " { وقال ابن عدي : منكر واورده الغزالي في " الإحياء " وقال العراقي : وهو ضعيف وصححه القرطبي في التذكرة وليس كذلك وقال ابن الجوزي : لا يصح وقال الدارقطني : تفرد به سلامة عن عقيل وهو ضعيف ..}
فانبرى ابن ابي الدنيا للدفاع عن أهل السنة وتبيين نظرتهم إلى العقل ومكانته من غير إفراط ولا تفريط فجمع ما استطاع اليه سبيلا من نصوص وآثار موقوفة ومقطوعة بالاضافة إلى الأشعار ليؤكد سداد نظرة أهل السنة إلى العقل وأنهم أنزلوه المنزلة اللائقة به ..) ا ه
قال محققه ( ص 15) :
· قال العراقي في " تخريجه الكبير على الإحياء " ورقة ( 15) : " وهذه الاحاديث التي ذكرها في العقل كلها ضعيفة وتعبير المصنف في بعضها بصيغة الجزم مما ينكر عليه وبالجملة فقد قال غير واحد من الحفاظ أنه لا يصح في العقل حديث "
· وقال ابن حبان في " روضة العقلاء " ( ص 16) : لست أحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم خبرا صحيحا في العقل لأن أبان بن ابي عياش وسلمة بن وردان وعمير بن عمران وعلي بن زيد ومنصور بن صقير وعباد بن كثير وميسرة بن عبد ربه وداود بن المحبر ليسوا ممن احتج بأخبارهم فأخرج ما عندهم من احاديث العقل "
· وقال محققه " واحاديث فضل العقل المرفوعة في هذا الكتاب وغيره لا تصح نسبتها الى النبي صلى الهل عليه وسلم ولا يجوز رواية أحدها بصيغة الجزم لكن هذا لا يعني إسقاط قيمة هذا الكتاب وذلك لأن الاحاديث المرفوعة لا تتجاوز نسبتها 13% من مجموع الكتاب
ملاحظة :
· قال محققه ( ص 16) :
· " لما قام به الشيخ الكوثري من تبرئة لساحة لداود بن المحبر بل زاد ان وثقه ووصفه بأنه جاز القنطرة .... نذكر اقوال العلم فيه
قال ابن المديني : ذهب حديثه
قال النسائي : ضعيف
قال الدراقطني : متروك الحديث
قال ابن حجر : متروك وأكثر كتاب العقل الذي صنفه موضوعات "
· وقال ( ص 17)
- لذا انكر بعض المعاصرين على الشيخ الكوثري هذا الصنيع فقال عبد العزيز بن محمد بن الصديق : " ومن العجب محاولة الشيخ زاهد الكوثري رحمه الله في المقدمة التي كتبها لكتاب " العقل وفضله " لابن ابي الدنيا بتبرئة ساحة داود بن المحبر من التهمة الملصقة به من جمهور أهل الحديث في شأن حديث العقل معضدا في ذلك على من مشى حاله من ائمة الجرح ... فلهذا أرى دفاع الشيخ الكوثري عن داود غير معقول ولم يسلك فيه طريق الجادة " " التهاني في التعقيب على موضوعات الصغاني "
والله أعلم
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات