لفتة لـ نسب النبيّ الزكِي _صلى الله عليه وسلم_
يعدّ نسب النبي_صلى الله عليه وسلم_ من أفضل الأنساب في بقاع أهل الأرض و من أفضل فروع قريش وهم بنو هاشم
ذكر الإمام البخاري -رحمه الله- نسب النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف" وعدَّ من آباء النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوَ العشرين أبًا، وانتهى إلى عدنان.
وهذا النسب الزكي متفق عليه بين علماء الأنساب إلى "عدنان".
قال الحافظ أبو الخطاب بن دحيه: "أجمع العلماء على أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما انتسب إلى عدنان ولم يجاوزه"، يعني لم يتعداه إلى غيره".
وأما من بعد عدنا من آباء النبي -صلى الله عليه وسلم- مختلف فيهم، وإن كان النسابون اتفقوا على أن عدنان ينتهي نسبه إلى إبراهيم -عليه السلام- فإبراهيم هو جدّ النبي الأعلى، وقد انتقلت إليه منه بعض الصفات الجسمانية.
ففي الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما ذكر إبراهيم -عليه السلام-
قال: «وإنه لأشبه الناس بصاحبكم»، «وإنه» يعني إبراهيم «لأشبه الناس بصاحبكم».
\ وفي صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «
إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى من كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم»، ورواه الترمذي في سننه بزيادة في أوله، قال: «إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل».
والمراد بالاصطفاء: تخيُّر الفروع الزكية من الأصول الكريمة تخيرًا مبناه الخلاق الكريمة، والفضائل الإنسانية السامية، والطباع الفطرية السليمة
وما من أم من أمهاته إلا وهي أفضل نساء قومها نسبًا وموضعًا، وتزل الفضائل والكماليات البشرية تنحدر من الأصول إلى الفروع حتى تجمعت كلها في سلالة ولد آدم ومصاصة بني إبراهيم وإسماعيل محمدٍ بن عبد الله الأمين -صلى الله عليه وسلم.
وليس من شك في أن النسب الكريم إذا زانه الحسب العريق؛ كان ذلك من أسباب الكمال ووراثة الصفات الخَلقية والخُلُقية
وقد ورث -صلى الله عليه وسلم- من آبائه كل المكارم وكل الفضائل في الجسم والعقل والدين والخلق والنسب ولحسب -عليه الصلاة والسلام.(
1)
عن أبي عمار، شداد؛ أنه سمع واثلة بن الأسقع يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
"إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل. واصطفى قريشا من كنانة. واصطفى من قريش بني هاشم. واصطفاني من بني هاشم". (2)
وقد رُوي عن العَبَّاسٍ -رضيَ اللهُ عنهُ-عن رسولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-,أنه قالَ:(إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم وخير الفريقين,ثُمَّ تخيَّر القبائلَ فجعلني مِنْ خيرِ قبيلةٍ,ثُمَّ تَخيَّرَ البيوتَ فجعلني من خيرِ بيوتِهم,فأنا خيرُهم نَفْسَاً,وخيرُه بيتاً)(3)
ـــــــــــــــ ــــــــــ
فقه السيرة(1)
صحيح مسلم (2)
(3) رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن