على أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة. كم؟ سبعة آلاف سنة، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث في الألف الأخير، يقول ابن القيم -رحمه الله- في المنار المنير مستدلا على وضع هذا الحديث،
يقول: فهذا الحديث كذب على النبي -صلى الله عليه وسلم
-؛
لأنه يقول: ما دام أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث في الألف الأخيرة، فمعنى ذلك أنه لم يبق على قيام الساعة -إلا كم؟ ابن القيم توفي سنة سبعمائة وإحدى وخمسين للهجرة- فيقول: لم يبق على قيام الساعة سوى مائتين وخمسين سنة، لا مائتين وخمسين سنة، يعني هو يمكن تحدث في السنة التي قبل التي توفي فيها، فيقول لم يبق على قيام الساعة وانقضاء الدنيا سوى مائتين وخمسين سنة.
يقول: وهذا كذب مخالف لكتاب الله -جل وعلا- وهو القائل سبحانه: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ﴾(2) فهذا فيه المخالفة لماذا؟ لنص القرآن، ومع ذلك ففيه مخالفة لأي شيء الآن؟ للواقع، مضت الألف سنة، ومضى أربعمائة سنة بعدها وزيادة، والساعة لم تقم، فدل هذا على أن هذا الحديث فعلا مكذوب وموضوع على النبي صلى الله عليه وسلم.
منقول