تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 24

الموضوع: هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    Question هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

    هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟
    لا يمرون عليه، لأنهم من أهل الجنة ابتداء، وإنما يمر عليه البالغين من أهل الإسلام، والله أعلم.

    للفائدة:
    قال الحافظ ابن رجب: (واعلم أن الناس منقسمون إلى مؤمن يعبد الله وحده ولا شريك به شيئًا، ومشرك يعبد مع الله غيره، فأما المشركون فإنهم لا يمرون على الصراط إنما يقعون في النار قبل وضع الصراط، ويدل على ذلك ما في الصحيحين".

    وذكر طرفًا من حديث أبي هريرة وحديث أبي سعيد الخدري، ثم قال: (فهذا الحديث صريح في أن كل من أظهر عبادة شيء سوى الله، كالمسيح وعزير من أهل الكتاب، فإنه يلحق بالمشركين في الوقوع في النار قبل نصب الصراط). [التخويف من النار: (صـ 236)].

    وقال الدكتور عمر سليمان الأشقر: (الذين يمرُّون على الصّراط هم المؤمنون دون المشركين.

    دلت الأحاديث التي سقناها على أن الأمم الكافرة تتبع ما كانت تعبد من آلهة باطلة، فتسير تلك الآلهة بالعابدين، حتى تهوي بهم في النار، ثم يبقى بعد ذلك المؤمنون وفيهم المنافقون، وعصاة المؤمنين، وهؤلاء هم الذين ينصب لهم الصراط). [القيامة الكبرى: (صـ 275)].
    وقال الشيخ ابن عثيمين: (لا يعبر الصراط إلا المؤمنون على قدر أعمالهم لحديث أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه: فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في جهنم . متفق عليه.


    وفي صحيح مسلم: تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط يقول: يارب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا . وفي صحيح البخاري: حتى يمر آخرهم يسحب سحبا). [مجموع الفتاوى: (5/ 69)].
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي رد: هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

    سُئلَ عن الصغير، وعن الطفل إذا مات‏ هل يمتحن ‏؟‏


    ابن تيمية


    السؤال: سُئلَ عن الصغير، وعن الطفل إذا مات‏:‏ هل يمتحن ‏؟‏

    الإجابة: إذا مات الطفل فهل يمتحن في قبره ويسأله منكر ونكير‏؟‏ فيه قولان في مذهب أحمد وغيره‏:‏

    أحدهما‏:‏ أنه لا يمتحن، وأن المحنة إنما تكون على من كلف في
    الدنيا، قاله طائفة‏:‏ منهم القاضي أبو يعلى وابن عقيل‏.‏

    والثاني‏:‏ أنهم يمتحنون، ذكره أبوحكيم الهمداني، وأبو الحسن ابن عبدوس، ونقله عن أصحاب
    الشافعي‏.‏
    وعلى هذا التفصيل تلقين الصغير والمجنون‏:‏ من قال إنه يمتحن في
    القبر، لقنه‏.‏
    ومن قال‏:‏ لا يمتحن، لم يلقنه‏.‏
    وقد روى مالك وغيره عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أنه صلى الله عليه وسلم صلى على طفل، فقال‏:‏ ‏
    ‏"‏اللّهم قِهِ عذاب القبر وفتنة القبر"‏‏، وهذا القول موافق لقول من قال‏:‏ إنهم يمتحنون في الآخرة، وإنهم مكلفون يوم القيامة، كما هو قول أكثر أهل العلم وأهل السنة من أهل الحديث والكلام، وهو الذي ذكره أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة واختاره، وهو مقتضى نصوص الإمام أحمد ‏.
    ‏‏
    وإذا دخل
    أطفال المؤمنين الجنة فأرواحهم وأرواح غيرهم من المؤمنين في الجنة، وإن كانت درجاتهم متفاضلة، والصغار يتفاضلون بتفاضل آبائهم، وتفاضل أعمالهم إذا كانت لهم أعمال فإن إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم ليس هو كغيره، والأطفال الصغار يثابون على ما يفعلونه من الحسنات، وإن كان القلم مرفوعاً عنهم في السيئات؛ كما ثبت في الصحيح‏ " أن النبي صلى الله عليه وسلم رَفعتْ إليه امرأة صبيًا من مِحَفَّة فقالت‏:‏ ألهذا حج‏؟‏ قال‏:‏ ‏ نعم‏.‏ ولك أجر‏"‏‏‏.‏
    رواه مسلم في صحيحه‏.‏

    وفي السنن أنه قال‏:‏ ‏‏"‏مُرُوهم بالصلاة لِسَبعٍ، واضربوهم عليها لِعَشْرٍ، وفَرِّقوا بينهم في المضاجع‏"‏‏‏.
    ‏‏ وكانوا يُصَوِّمون الصغار يوم عاشوراء وغيره، فالصبي يثاب على صلاته وصومه، وحجه وغير ذلك من أعماله، ويفضل بذلك على من لم يعمل كعمله، وهذا غير ما يفعل به إكراماً لأبويه، كما أنه في النعم الدنيوية قد ينتفع بما يكسبه وبما يعطيه أبواه، ويتميز بذلك على من ليس كذلك‏.‏

    وأرواح المؤمنين في الجنة، كما جاءت بذلك الآثار، وهو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏"‏نسمة المؤمن تَعْلُقُ من الجنة‏" .
    أي‏:‏ تأكل، ولم يوقت في ذلك وقت قبل
    يوم القيامة‏.‏

    والأرواح مخلوقة بلا شك، وهي لا تعدم ولا تفنى، ولكن موتها مفارقة الأبدان، وعند النفخة الثانية تعاد الأرواح إلى الأبدان‏.‏

    وأهل الجنة الذين يدخلونها على صورة أبيهم آدم ـ عليه السلام ـ طول أحدهم ستون ذراعاً، كما ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة‏.‏

    وقد قال بعض الناس‏:‏ إن أطفال الكفار يكونون خدم أهل الجنة، ولا أصل لهذا القول‏.‏

    وقد ثبت في الصحيحين أن الجنة يبقى فيها فضل عن أهل الدنيا، فينشئ اللّه لها خلقاً آخر فيسكنهم الجنة، فإذا كان يسكن من ينشئه من الجنة من غير ولد آدم في فضول الجنة، فكيف بمن دخلها من ولد آدم وأسكن في غير فضولها‏؟‏ فليسوا أحق بأن يكونوا من أهل الجنة، ممن ينشأ بعد ذلك ويسكن فضولها‏.‏

    وأما الورود المذكور في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا‏}‏‏ ‏[‏
    مريم‏:‏ 71‏]‏ فقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، رواه مسلم في صحيحه عن جابر‏:‏"بأنه المرور على الصراط‏"‏‏، والصراط هو الجسر، فلابد من المرور عليه لكل من يدخل الجنة، من كان صغيراً في الدنيا ومن لم يكن‏.‏

    والولدان الذين يطوفون على أهل الجنة خلق من خلق الجنة، ليسوا من أبناء الدنيا، بل أبناء أهل الدنيا إذا دخلوا الجنة كمل خلقهم كأهل الجنة، على صورة آدم، أبناء ثلاث وثلاثين في طول ستين ذراعاً، كما تقدم‏.
    ‏‏ وقد روى أن العرض سبعة أذرع‏.‏


    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــ
    مجموع
    فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - المجلد الرابع (العقيدة)
    طريق الاسلام
    اللهم ارحم ابنك عمر ووالدى ولإخى ولامواتنا وأموات المسلمين
    آمين










    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    ، لأنهم من أهل الجنة ابتداء،
    بالتأمل في النصوص المخبرة عن حال أطفال المسلمين -- 1- في البرزخ 2- عند البعث والحساب يوم القيامة ، 3- ثم عند دخول الجنة - نجد انها ثلاث مراحل - واليك اخى الكريم -هذه المراحل الثلاث :----------------المرحلة الاولى-1-- حالهم في البرزخ - فالثابت أنهم بمجرد موتهم يُنقلون إلى الجنة ، وأن أرواحهم تتنعم فيها :
    ورد ذلك في حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه ، قال :
    ( كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِمَّا يُكثِرُ أن يَقُولَ لِأَصحَابِهِ : هَل رَأَى أَحَدٌ مِنكُم مِن رُؤيَا ؟ قالَ : فَيَقُصُّ عَلَيه مَنْ شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُصَّ .
    وَإِنَّه قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ : إِنَّه أَتَانِي الليلَةَ آتِيَانِ ، وَإِنَّهما ابتَعَثَانِي ، وَإِنَّهُما قَالَا لِي انطَلِق ، وَإِنِّي انطَلَقتُ مَعَهُمَا . . .( فذكر أشياء رآها ثم قال ) فانطَلَقنَا ، فَأتَينَا عَلَى رَوضَةٍ مُعتَمَّةٍ ، فِيهَا مِن كُلِّ لَونِ الرَّبِيعِ ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَي الرَّوضَةِ رَجُلٌ طَويلٌ لَا أَكادُ أَرَى رَأسَهُ طُولًا فِي السَّماءِ ، وإِذَا حَولَ الرَّجُلِ مِن أَكثَرِ وِلدَانٍ رَأيتُهم قَطُّ ، . . . ( ثم كان مما عبره له الملكان ) :
    وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّويلُ الذي فِي الرَّوضَةِ فَإِنَّه إبراهيمُ ، وَأَمَّا الوِلدَانُ الذِينَ حَولَه فَكُلُّ مَولُودٍ مَاتَ عَلَى الفِطْرَةِ ، فَقَالَ بَعضُ المُسلِمِين : يَا رَسُولَ اللهِ ! وَأَوْلَادُ المُشْرِكِين ؟ فَقَالَ : وَأَوْلَادُ المُشرِكِين ) رواه البخاري (7047)
    عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
    " أرواح ولدان المؤمنين في أجواف عصافير تسرح في الجنة حيث شاءت ، فتأوي إلى قناديل معلقة في العرش " انتهى.
    رواه ابن أبي حاتم بسنده ، انظر "تفسير القرآن العظيم" (7/148)

    -------------------------------------------------المرحلة الثانية- 2- فإذا قامت القيامة ، وبُعث الخلق من قبورهم ، بعث الأطفال أيضا على حال طفولتهم وصغرهم الذي ماتوا عليه ، فيشفعون لآبائهم ، ويدخلونهم الجنة برحمة الله لهم :
    عن أبي حسان قال : قلتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ : إنَّه قَدْ مَاتَ لِي ابنانِ ، فَمَا أَنْتَ مُحَدِّثِي عَنْ رَسُولِ اللهِ بِحَدِيْثٍ تُطَيِّبُ بِهِ أَنْفُسَنَا عَنْ مَوْتَانَا ؟
    قالَ : نَعَمْ ، صِغَارُهُم دَعَامِيْصُ الجَنَّةِ ، يَتَلَقَّى أَحَدُهُم أَبَاهُ - أَوْ قَالَ أَبَوَيْهِ - فَيَأْخُذُ بِثَوْبِهِ ، - أَوْ قَالَ بِيَدِهِ - كَمَا آخُذُ أَنَا بِصَنَفَةِ ثَوْبِكَ هذا ،
    فَلَا يَتَنَاهَى حتى يُدخِلَه اللهُ وَأَبَاهُ الجَنَّةَ .
    رواه مسلم (2635)جاءت أحاديث كثيرة تبين مصير أطفال المسلمين، كما ورد في القرآن بعض الآيات التي توضح ذلك، وفي كلام العلماء بيان أيضا فمن ذلك :

    قال تعالى: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم}.

    ومن السنة: ما رواه الإمام أحمد رحمه الله بسنده عن قرة بن إياس رضي الله عنه أن رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: ((تحبه؟)). قال: نعم يا رسول الله، أحبَّك الله كما أحبه، ففقده النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ما فعل فلان بن فلان؟)). قالوا: يا رسول الله مات، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبيه: (
    (ألا تحب أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك؟)). فقال رجل يا رسول الله: أله خاصة أم لكلنا؟ قال: ((بل لكلكم))؛ رواه أحمد، وقال المنذري: رجاله رجال الصحيح.

    وروى مسلم في (الصحيح) عن أبي حسان قال: قلت لأبي هريرة: إنه قد مات لي ابنان فما أنت مُحدِّثي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحديثٍ تُطيِّب به أنفسنا عن موتانا، قال: نعم، صغارهم دعاميص الجنة،
    يتلقَّى أحدهم أباه - أو قال: أبويه - فيأخذ بثوبه - أو قال: بيده - كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا فلا يتناهى - أو قال: فلا ينتهي - حتى يدخله الله وأباه الجنة.وفي رواية للنسائي قال: كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس جلس إليه نفرٌ من أصحابه فيهم رجلٌ له ابنٌ صغيرٌ يأتيه من خلف ظهره فيُقعِدُهُ بين يديه، فهلك فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة لذكر ابنه ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما لي لا أرى فلانا! قالوا يا رسول الله بنيه الذي رأيته هلك، فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن بنيه فأخبره أنه هلك فعزاه عليه ثم قال: ((يا فلان أيما كان أحب إليك: أن تتمتع به عمرك، أو لا تأتي إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك))، قال: يا نبي الله! بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لهو أحب إليَّ. قال: ((فذاك لك))؛ والروايتان صححهما الألباني.

    وروى النسائي أيضًا: ((ما من مُسلِمَيْن يموتُ بينهما ثلاثةُ أولادٍ لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله بفضل رحمته إياهم الجنة، قال: يقال لهم: ادخلوا الجنة فيقولون:
    حتى يدخل آباؤنا فيقال: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم))؛ وصححه الألباني.

    أما أقوال العلماء: فمن ذلك: قال النووي في (شرح مسلم) عند حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "وفي هذا دليل على كون أطفال المسلمين في الجنة،
    وقد نقل جماعةٌ فيه إجماع المسلمين.

    قال المازري: أما أولاد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فالإجماع متحقق على أنهم في الجنة، وأما أطفالُ مَن سواهم من المسلمين فجماهيرُ العلماء على القطع لهم بالجنة، ونقل جماعةٌ الإجماع على كونهم من أهل الجنة قطعًا، لقوله - تعالى: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم}". انتهى كلام النووي. والله تعالى أعلم.

    وقال أيضًا عند حديث عائشة رضي الله عنها المخرج في (صحيح مسلم) - وهو قولها: دُعِي رسول اللَّه - صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم - إلى جنازة صبيٍّ من الأنصار، فقلت: طوبى له، عُصفورٌ من عصافير الجَنَّة لم يعمل سوءً ولم يُدرِكه، فقال: ((أو غير ذلك يا عائشة! إنّ اللَّه خلق للجنةِ أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم)).

    قال النووي (16/ 207): "أجمع من يُعتدُّ به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجَنَّة؛ لأنه ليس مكلَّفًا، وتوقَّف فيه بعضُ من لا يعتدّ به لحديث عائشة هذا، وأجاب العلماء بأنه لعله نهاها عن المسارعة إِلى القطع من غير أن يكون عندها دليلٌ قاطعٌ، كما أنكر على سعد بن أبي وقاص في قوله: أعطه إني لأراه مؤمنًا، قال: ((أو مُسلمًا)).

    وقالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية: "أما أطفال المسلمين فهم من أهل الجنة بإجماع أهل السنة والجماعة".


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

    المرحلة الثالثة- إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأخذوا منازلهم فيها ، فذهب بعض أهل العلم إلى أنهم يدخلونها جميعا – كبارهم وصغارهم – وهم أبناء ثلاث وثلاثين سنة ، لا يهرمون ولا يشيخون ، ويتنعمون في شبابهم أبد الآبدين ، فيزيد الله في عمر الصغير ، وينقص من عمر الشيخ الكبير ، حتى يصير الجميع في سن واحد ، سن ريعان الشباب : سن الثالثة والثلاثين .
    عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
    ( يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلاَثِينَ أَوْ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً )
    رواه الترمذي (2545) وقال حسن غريب . ورواه الإمام أحمد في "المسند" (2/315) من حديث أبي هريرة، وحسنه المحققون. والهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/402)، وصححه أبو حاتم في "العلل" (3/272)، والألباني في "السلسلة الصحيحة" (6/1224)
    بل جاء ذلك صريحا في رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه – وفي إسنادها كلام - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنْ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ يُرَدُّونَ بَنِي ثَلاَثِينَ فِي الجَنَّةِ لاَ يَزِيدُونَ عَلَيْهَا أَبَدًا ، وَكَذَلِكَ أَهْلُ النَّارِ ) رواه الترمذي (2562) وضعفه بقوله : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين – وهو ابن سعد -. قال ابن معين : ليس بشيء. وقال النسائي: متروك.
    وذهب آخرون من أهل العلم ، من الصحابة والتابعين ، إلى أن من مات من أطفال المسلمين قبل بلوغ سن الحلم ، يكونون خدم أهل الجنة ، يطوفون عليهم بالشراب والطعام والنعيم ، وأولئك هم المذكورون في قوله تعالى : ( يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ . بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) الواقعة/17-18 ، وقوله سبحانه : ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ) الطور/24، وقوله عز وجل : ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا) الإنسان/19
    نقل ذلك العلامة ابن القيم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وعن الحسن البصري رحمه الله ، ولكنه اختار رحمه الله ترجيح القول بأن هؤلاء الولدان الذي يخدمون أهل الجنة هم غلمان مخلوقون من الجنة كالحور العين ، وأنهم غير من مات من أطفال المسلمين من أهل الدنيا ، وقال : " وأما ولدان أهل الدنيا فيكونون يوم القيامة أبناء ثلاث وثلاثين " انتهى.
    انظر: "حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح" (ص/309-311) .
    ولعل القول الثاني هو أظهر القولين في المسألة ، لحديث أبي هريرة المذكور أولا ، وفيه : (صِغَارُهُم دَعَامِيْصُ الجَنَّةِ ) ، وهو أصح وأظهر مما احتج به القائلون بالقول الأول .
    قال المناوي رحمه الله :
    " يعني هم سياحون في الجنة ، دخالون في منازلها ، لا يمنعون كما لا يمنع صبيان الدنيا الدخول على الحرم .
    وقيل : الدعموص اسم للرجل الزوار للملوك الكثير الدخول عليهم والخروج ، ولا يتوقف على إذن ولا يبالي أين يذهب من ديارهم ؛ شبه طفل الجنة به لكثرة ذهابه في الجنة حيث شاء لا يمنع من أي مكان منها " انتهى . فيض القدير (4/194) ، ونحوه في مرقاة المفاتيح ، للملا علي القاري (6/14) .
    المصدر: الإسلام سؤال وجواب --مع مصادر اخرى -بتصرف فى جمع الادلة للفائدة

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

    فائدة - -------------- هل جميع الأطفال الذين ماتوا قبل البلوغ سيدخلون الجنة أم الأطفال الذين آباؤهم مسلمون فقط ؟. نص الجواب
    الحمد لله
    الكلام يكون إن شاء الله في مقامين :
    الأول : مصير أطفال المسلمين .
    والثاني : مصير أطفال الكفار .
    = أما الأول : وهو مصير أطفال المسلمين :
    فقد قال ابن كثير رحمه الله : فأما ولدان المؤمنين فلا خلاف بين العلماء كما حكاه القاضي أبو يعلى بن الفراء الحنبلي عن الإمام أحمد أنه قال : لا يختلف فيهم أنهم من أهل الجنة . وهذا هو المشهور بين الناس ( أي عامة العلماء ) وهو الذي نقطع به إن شاء الله عز وجل أ.هـ " تفسير القرآن العظيم " ( 3 / 33 ) .
    وقال الإمام أحمد رحمه الله : من يشك أن أولاد المسلمين في الجنة ؟!
    وقال أيضا : إنه لا اختلاف فيهم . أ.هـ " حاشية ابن القيم على سنن أبي داود " ( 7/ 83) .
    وقال الإمام النووي : أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة ؛ لأنه ليس مكلفا . أ.هـ " شرح مسلم " (16 / 207) .
    وقال القرطبي : إن قول أنهم في الجنة هو قول الأكثر ، وقال : وقد أنكر بعض العلماء الخلاف فيهم. " التذكرة " (2/328) .
    = وأما الثاني : وهو مصير أطفال الكفار :
    فقد اختلف العلماء فيه إلى أقوال :
    1. أنَّهم في الجنَّة - وبعضهم يقول : إنَّهم على الأعراف ، ومردُّ هذا القول أنَّهم في الجنَّة لأن هذا هو حال أهل الأعراف - . وهو قول الأكثر من أهل العلم كما نقله عنهم ابن عبد البر في " التمهيد " (18/96) .
    ودليلهم :
    أ . حديث سمرة رضي الله عنه : أنه عليه السلام رأى مع إبراهيم عليه السلام أولاد المسلمين وأولاد المشركين . رواه البخاري (6640 ) .
    ب . عن حسناء بنت معاوية من بني صريم قالت حدثني عمي قال قلت يا رسول الله من في الجنة قال النبي في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة والوئيد في الجنة . رواه الإمام أحمد ( 5/409 ) . ضعفه الألباني في " ضعيف الجامع " (5997) .
    2. أنَّهم مع آبائهم في النار . وقد نسب القاضي أبو يعلى هذا القول لأحمد ! وغلَّطه شيخ الإسلام جدّاً . انظر " حاشية ابن القيم على سنن أبي داود " (7/ 87) .
    ودليلهم :
    أ . عن سلمة بن قيس الأشجعي قال أتيت أنا وأخي النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا إن أُمّنا ماتت في الجاهلية وكانت تقري الضيف وتصل الرحم وأنها وأدت أختا لنا في الجاهلية لم تبلغ الحنث فقال الوائدة والمؤودة في النار إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فتسلم .
    والحديث حسنه الحافظ ابن كثير في " التفسير " ( 3/ 33) ، ومن قبله ابن عبد البر في " التمهيد " ( 18/120 ) .
    ب . ولهم أحاديث أخرى ، لكنها ضعيفة .
    3. التوقف فيهم . وهو قول حماد بن زيد وحماد بن سلمة وابن المبارك وإسحاق بن راهويه .
    دليلهم :
    أ . عن ابن عباس سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين قال الله أعلم بما كانوا عاملين .
    رواه البخاري (1383) ومسلم (2660) .
    ب . ومثله من حديث أبي هريرة .
    رواه البخاري (1384) ومسلم (2659).
    4. ومنهم من قال : إنَّهم خدم أهل الجنَّة .
    قال شيخ الإسلام رحمه الله : ولا أصل لهذا القول . " مجموع الفتاوى " (4/279) .
    قلت : وقد ورد ذلك في حديث عند الطبراني والبزار ، لكن ضعفه الأئمة ومنهم الحافظ ابن حجر في " الفتح " ( 3/246) .
    5. أنَّهم يُمتحنون في الآخرة ، فمن أطاع الله دخل الجنة ، ومن عصى دخل النار . وهو قول معظم أهل السنة والجماعة كما نقله عنهم أبو الحسن الأشعري ، وهو قول البيهقي ، وطائفة من المحققين ، وهو الذي مال إليه شيخ الإسلام ابن تيمية ، وذكر أنه مقتضى نصوص الإمام أحمد ، وهو الذي رجحه الحافظ ابن كثير ، وقال : وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة الشاهد بعضها لبعض . " التفسير " (3/31) .
    دليلهم :
    أ . عن أنس قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يؤتى بأربعة يوم القيامة : بالمولود ، والمعتوه ، ومن مات في الفترة ، والشيخ الفاني ، كلهم يتكلم بحجته ، فيقول الرب تبارك وتعالى لعُنُق من النار : أُبْرزْ ، ويقول لهم : إني كنت أبعث إلى عبادي رسلا من أنفسهم ، وإني رسول نفسي إليكم ، اُدخلوا هذه ( أي النار ) ، قال : فيقول من كتب عليه الشقاء : يا رب أنى ندخلها ومنها كنا نفرّ ، قال : ومن كتب عليه السعادة يمضي فيقتحم فيها مسرعاً ، قال : فيقول الله تعالى أنتم لرسلي أشد تكذيبا ومعصية ، فيدخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار" .
    رواه أبو يعلى ( 4224) ، وله شواهد كثيرة ذكرها الحافظ ابن كثير في " التفسير ( 3 /29-31).
    وقال ابن القيم رحمه الله : وهذا أعدل الأقوال وبه يجتمع شمل الأدلة وتتفق الأحاديث في هذا الباب .
    وعلى هذا فيكون بعضهم في الجنة كما في حديث سمرة ، وبعضهم في النار كما دل عليه حديث عائشة ، وجواب النبي صلى الله عليه وسلم يدل على هذا ؛ فإنه قال : "الله أعلم بما كانوا عاملين إذْ خلقهم" ، ومعلوم أن الله لا يعذبهم بعلمه فيهم ما لم يقع معلومه ، فهو إنما يعذب من يستحق العذاب على معلومه وهو متعلق علمه السابق فيه لا على علمه المجدد وهذا العلم يظهر معلومه في الدار الآخرة.
    وفي قوله : "الله أعلم بما كانوا عاملين" : إشارة إلى أنه سبحانه كان يعلم ما كانوا عاملين لو عاشوا ، وأن من يطيعه وقت الامتحان كان ممن يطيعه لو عاش في الدنيا ، ومن يعصيه حينئذ كان ممن يعصيه لو عاش في الدنيا فهو دليل على تعلق علمه بما لم يكن لو كان كيف كان يكون .
    .. والله أعلم . أ.هـ " حاشية ابن القيم على سنن أبي داود " ( 7/87 ) .
    = وما جاء في بعض الأحاديث السابقة أنهم في الجنة أو النار لا يشكل على ما رجحناه ، قال ابن كثير رحمه الله : أحاديث الامتحان أخص منه فمن علم الله منه أنه يطيع جعل روحه في البرزخ مع إبراهيم وأولاد المسلمين الذين ماتوا على الفطرة ومن علم منه أنه لا يجيب فأمره إلى الله تعالى ويوم القيامة يكون في النار كما دلت عليه أحاديث الامتحان ونقله الأشعري عن أهل السنة . أ.هـ " التفسير " ( 3 / 33 ) .
    = وما جاء من قوله صلى الله عليه وسلم " الله أعلم بما كانوا عاملين " : لا يدل على التوقف فيهم .
    قال ابن القيم رحمه الله : وفيما استدلت به هذه الطائفة نظر والنبي صلى الله عليه وسلم لم يُجِب فيهم بالوقف وإنما وكل علم ما كانوا يعملونه لو عاشوا إلى الله وهذا جواب عن سؤالهم كيف يكونون مع آبائهم بغير عمل وهو طرف من الحديث …. والنبي صلى الله عليه وسلم وَكَل العلم بعملهم إلى الله ، ولم يقل الله أعلم حيث يستقرون أو أين يكونون ، فالدليل غير مطابق لمذهب هذه الطائفة. أ.هـ " حاشية ابن القيم على سنن أبي داود " ( 7/ 85 ) .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

    مصير أطفال المشركين في الآخرة

    يقول الامام بن باز رحمه الله. أما أولاد الكفار فقد سئل عنهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل له: يا رسول الله، ما ترى في أولاد المشركين؟ قال: ((الله أعلم بما كانوا عاملين))، قال أهل العلم: معناه أنهم يُمتحنون يوم القيامة حتى يظهر علم الله فيهم يوم القيامة، وهم من جنس أهل الفترات الذي لم تأتهم الرسل، ولم تبلغهم الرسل، وأشباههم ممن لم يصل إليهم رسول، فإنهم يمتحنون ويختبرون يوم القيامة بأوامر توجه إليهم، فإن أجابوا صاروا إلى الجنة، وإن عصوا صاروا إلى النار، وقد ثبت هذا في أحاديث صحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام .

    فعند هذا يظهر علم الله فيهم فيكونون على حسب ما ظهر من علم الله فيهم، إن أطاعوا صاروا إلى الجنة وإن عصوا صاروا إلى النار، هذا هو المعتمد فيهم، وهذا هو القول الصواب فيهم.

    وقال جماعة من أهل العلم: إنهم يكونون في الجنة؛ لأنه لا ذنب عليهم، فيكونون في الجنة كأولاد المسلمين، ولكنه قول مرجوح، والصواب أنهم يُمتحنون ويُختبرون يوم القيامة؛ لأن الله سبحانه قال: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً -فهو لا يعذب إلا بمعصية من المعذَّب أو كفر من المعذَّب، والأطفال ليس منهم معصية ولا كفر، فلهذا يمتحنون يوم القيامة كما يمتحن الذين لم تبلغهم دعوة.[الموقع الرسمى للامام بن باز]

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو وليد البحيرى مشاهدة المشاركة


    وأما الورود المذكور في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏
    وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا‏}‏‏ ‏[‏مريم‏:‏ 71‏]‏ فقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، رواه مسلم في صحيحه عن جابر‏:‏"بأنه المرور على الصراط‏"‏‏، والصراط هو الجسر، فلابد من المرور عليه لكل من يدخل الجنة، من كان صغيراً في الدنيا ومن لم يكن‏.‏

    والولدان الذين يطوفون على أهل الجنة خلق من خلق الجنة، ليسوا من أبناء الدنيا، بل أبناء أهل الدنيا إذا دخلوا الجنة كمل خلقهم كأهل الجنة، على صورة آدم، أبناء ثلاث وثلاثين في طول ستين ذراعاً، كما تقدم‏.
    ‏‏ وقد روى أن العرض سبعة أذرع‏.‏


    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــ
    مجموع
    فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - المجلد الرابع (العقيدة)
    طريق الاسلام
    اللهم ارحم ابنك عمر ووالدى ولإخى ولامواتنا وأموات المسلمين
    آمين


    اللهم آمـيـن



    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو وليد البحيرى

    وأما الورود المذكور في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏
    وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا‏}‏‏ ‏[‏مريم‏:‏ 71‏]‏ فقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، رواه مسلم في صحيحه عن جابر‏:‏"بأنه المرور على الصراط‏"‏‏، والصراط هو الجسر، فلابد من المرور عليه لكل من يدخل الجنة، من كان صغيراً في الدنيا ومن لم يكن‏.‏

    والولدان الذين يطوفون على أهل الجنة خلق من خلق الجنة، ليسوا من أبناء الدنيا، بل أبناء أهل الدنيا إذا دخلوا الجنة كمل خلقهم كأهل الجنة، على صورة آدم، أبناء ثلاث وثلاثين في طول ستين ذراعاً، كما تقدم‏.
    ‏‏ وقد روى أن العرض سبعة أذرع‏.‏
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــ
    مجموع
    فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - المجلد الرابع (العقيدة)
    نعم بارك الله فيك

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو وليد البحيرى مشاهدة المشاركة

    اللهم ارحم ابنِك عمر ووالدى ولإخى ولامواتنا وأموات المسلمين
    آمين


    آمين

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

    توفي ابني عمر رحمه الله الأسبوع الفائت:
    https://majles.alukah.net/t177963/
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    توفي ابني عمر رحمه الله الأسبوع الفائت:
    أسأل الله تعالى أن يرحم إبنِك عمر إنّا لله وإنّا إليه راجعون -أسأل الله أن يصبرك ويربط على قلبك وأن يجعله فرطا لكى على الحوض ويأخذ بيدك الى الجنة
    قال تعالى : "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ "

    عَنْ أَبِي إِيَاسٍ ، وَهُوَ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ؛أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ : أَتُحِبُّهُ ؟ فَقَالَ : أَحَبَّكَ اللهُ كَمَا أُحِبُّهُ ، فَمَاتَ ، فَفَقَدَهُ ، فَسَأَلَ عَنْهُ ، فَقَالَ : أَمَّا يَسُرُّكَ أَنَّهُ لاَ تَأْتِي بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ تَسْتَفْتِحُهُ ، إِلاَّ جَاءَ يَسْعَى حَتَّى يَسْتَفْتِحَهُ لَك ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلَهُ خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً ؟ قَالَ : لَكُمْ عَامَّةً.
    - وفي رواية : أَمَا تُحِبُّ أَنْ لاَ تَأْتِىَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلاَّ وَجَدْتَهُ يَنْتَظِرُكَ ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلَهُ خَاصَّةً أَمْ لِكُلِّنَا ؟ قَالَ : بَلْ لِكُلِّكُمْ. أخرجه أحمد 3/436(15680)
    عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ شُفْعَةَ ، عَنْ بَعْضِ أصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :يُقَالُ لِلْوِلْدَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : ادْخُلُوا الْجَنَّة , قال : فَيَقُولُونَ : يَارَبِّ ، حَتَّى يَدْخُلَ آبَاؤُنَا وَأمَّهَاتُنَا , قال : فَيَأْتُونَ , قال : فَيَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ : مَالِي أَرَاهُمْ مُحْبَنْطِئِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ , قال : فَيَقُولُونَ : يَارَبِّ آبَاؤُنَا وَأُمَّهَاتُنَا , قال : فَيَقُولُ : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ - اخرجه احمد 4/105(17096)- الألباني :صحيح الجامع ( 5780 ).
    -----
    عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده. فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد . رواه الترمذي وحسنه، وأحمد، وحسنه الألباني.
    وعن قرة بن إياس قال:كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس يجلس إليه نفر من أصحابه وفيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه، فهلك فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة لذكر ابنه فحزن عليه، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مالي لا أرى فلانا؟ قالوا: يا رسول الله بنيه الذي رأيته هلك. فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن بنيه فأخبره أنه هلك، فعزاه عليه ثم قال: يا فلان أيما كان أحب إليك أن تمتع به عمرك أو لا تأتي غدا إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك. قال: يا نبي الله بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لي لهو أحب إلي. قال: فذاك لك. رواه النسائي وصححه ابن حبان والحاكم وابن حجر والألباني.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

    مواساة -
    إِنَّـما أولادُنَا أكـبادُنا *** أرواحُنا تمشي على الأرضِ
    إِنْ هَبَّتِ الريحُ على بعضِهِمْ *** امتنعتْ عيني عَنِ الغَمْـضِ

    فقد الولد مصيبة لا تتحملها إلا نفس مؤمنة صابرة راضية بقضاء الله تعالى وقدره , عَنْ ثَابِتٍ ، عن أنس رضي الله عنه قال : دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ ، وَكَانَ ظِئْرًا لإِبْرَاهِيمَ ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِبْرَاهِيمَ ، فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ ، ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَذْرِفَانِ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَانِ بْنُ عَوْفٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟! فَقَالَ : يَا ابْنَ عَوْفٍ ، إِنَّهَا رَحْمَةٌ ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ ، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرْضَى رَبُّنَا ، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ. أخرجه أحمد 3/194(13045) و\"البُخَارِي\" 2/105(1303).
    قال ابن مسعود : ما منكم إلا ضيف ، وماله عارية ، والضيف مرتحل ، والعارية مؤداة إلى أهلها,


    وما المال والأهلون إلا ودائع *** ولا بُّد من يومٍ تُردُّ الودائعُ
    وقال أبو الحسن التهامي يرثي ولده :
    إِنّـي وُتِـرتُ بِصارِمٍ ذي رَونَق ** أَعـددتـهُ لِـطِـلابَـةِ الأَوتـــارِ
    وَالنَفسُ إِن رَضِيَت بِذَلِكَ أَو أَبَت ** مُـنـقـادة بِـأَزمَّــــة الأَقـــدارِ
    يـا كَـوكَباً ما كانَ أَقصَرَ عُمرَهُ ** وَكَـذاكَ عُمرُ كَواكِبِ الأَسحارِ
    وَهـلال أَيّـامٍ مَضى لَم يَستَدِر ** بَـدراً وَلَـم يمهل لِوَقت سِرارِ
    عَـجِلَ الخُسوف عَلَيهِ قَبلَ أَوانِه ** فَـمَـحـاهُ قَـبلَ مَظَنّــَة الإِبـدارِ
    واسـتَـلَّ مِـن أَتـرابِهِ وَلِداتِه ** كَـالـمُـقلَةِ استَلَت مِنَ الأَشفارِ
    فَـكَـأَنَّ قَـلـبـي قبره وَكَأَنَّه ** فـي طَـيِّـــهِ سِـرٌّ مِنَ الأَســرارِ
    إِنَّ الـكَـواكِبِ في عُلُوِّ مَكانِها ** لَـتُـرى صِغاراً وَهيَ غَيرُ صِغارِ


  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

    روي عن ابن عباس أنه أُخبِرَ بوفاة ابنٍ له وهو في سفر فاسترجع وقال : عورة سترها الله ، ومؤنه كفاها الله ، وأجرٌ ساقه الله تعالى ، ثم نزل فصلى ركعتين ثم قال : قد صنعنا ما أمرنا الله تعالى به ، قال تعالى : وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاة .
    وروى الحافظ أبو نعيم: لما توفي ذر بن عمر الهمداني، جاءه أبوه أو جاء أبوه، فوجده قد مات، فوجد أهل بيته يبكون، فقال: ما بكم؟ قالوا: مات ذر، فقال: الحمد لله، والله ما ظلمنا ولا قهرنا ولا ذهب لنا بحق، وما أريد غيرنا بما حصل لذر، ومالنا على الله من مأثم، ثم غسَّله وكفَّنه، وذهب ليصلي مع المصلين، ثم ذهب به إلي المقبرة، ولما وضعه في القبر قال: رحمك الله يا بني، قد كنت بي بارًا، وكنت لك راحمًا، ومالي إليك من وحشة ولا إلى أحد بعد الله فاقة، والله يا ذر ما ذهبت لنا بعز، وما أبقيت علينا من ذل، ولقد شغلني والله الحزن لك عن الحزن عليك، يا ذر –والله- لولا هول يوم المحشر لتمنيت أني صِرْت إلى ما إليه صرت. يا ليت شعري ماذا قيل لك وبماذا أجبت؟ ثم يرفع يديه أخري باكيًا، اللهم إنك قد وعدتني الثواب إن صبرت، اللهم ما وهبته لي من أجر فاجعله لذر صلة مني، وتجاوز عنه، فأنت أرحم به مني، ا للهم إني قد وهبت لذر إساءته فهب له إساءته فأنت أجود مني وأكرم ثم انصرف ودموعه تقطر على لحيته.

    وليس الذي يجري من العين ماؤها *** ولكنها روح تسيل فتقطر
    فانصرف وهو يقول: يا ذر قد انصرفنا وتركناك، ولو أقمنا ما نفعناك، وربنا قد استودعناك، والله يرحمنا وإياك. : موسوعة البحوث والمقالات العلمية


    عَطِيَّتُهُ إِذَا أَعْطَى سُرُورًا * * * وَإِنْ أَخَذَ الذي أعطَى أَثَابَا
    فَأَيُّ النعمتينِ أجلُّ قدرًا * * * وَأَحْمَدُ فِي عَوَاقِبِهَا مَآَبَا
    أَنِعْمَتُهُ التي أَهْدَتْ سُرُورًا؟ * * * أَمِ الأُخْرَى التي أَهْدَتْ ثَوَابَا؟
    بَلِ الأُخرَى وإِن نزلتْ بِكُرْهٍ * * * أَحَقُّ بِشُكْرِ مَنْ صَبَرَ احتِسَا

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

    اللهم ارحم المؤمنين والمؤمنات و المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
    اللهم أنس وحشتــــــهم وارحم غربتهم وتجـــاوز عن سيــائــهم واقبـــل منهم حسنــاتهم
    اللهم نقهم من الذنـــــــوب والخطـــايا كمـــــا ينقـــى الثــوب الأبيـــض من الدنـــس برحمتــك يا أرحــم الراحميـــن
    اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات وآلف بين قلوبهم وأجعل قلوبهم على قلوب أخيارهم اللهم ارفع درجاتهم في المهديين
    اللهم اغفر لميتنا وارفع درجته في المهديين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه يا رب العالمين ...آمين

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

    قال بن القيم رحمه الله - فصل

    في هديه - صلى الله عليه وسلم - في علاج حر المصيبة وحزنها

    قال تعالى : ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) [ البقرة : 155 ] . وفي " المسند " عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( ما من أحد تصيبه مصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها ، إلا أجاره الله في مصيبته ، وأخلف له خيرا منها ) .

    وهذه الكلمة من أبلغ علاج المصاب ، وأنفعه له في عاجلته وآجلته ، فإنها تتضمن أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتهما تسلى عن مصيبته .

    أحدهما : أن العبد وأهله وماله ملك لله عز وجل حقيقة ، وقد جعله عند العبد عارية ، فإذا أخذه منه فهو كالمعير يأخذ متاعه من المستعير ، وأيضا فإنه محفوف بعدمين : عدم قبله وعدم بعده ، وملك العبد له متعة معارة في زمن يسير ، وأيضا فإنه ليس الذي أوجده عن عدمه ، حتى يكون ملكه حقيقة ، ولا هو الذي يحفظه من الآفات بعد وجوده ، ولا يبقي عليه وجوده ، فليس له فيه تأثير ، ولا ملك حقيقي ، وأيضا فإنه متصرف فيه بالأمر تصرف العبد المأمور المنهي لا تصرف الملاك ، ولهذا لا يباح له من التصرفات فيه إلا ما وافق أمر مالكه الحقيقي .

    والثاني : أن مصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق ، ولا بد أن يخلف الدنيا وراء ظهره ، ويجيء ربه فردا كما خلقه أول مرة : بلا أهل ، ولا مال ، ولا عشيرة ، ولكن بالحسنات ، والسيئات ، فإذا كانت هذه بداية العبد وما خوله ونهايته ، فكيف يفرح بموجود أو يأسى على مفقود ، ففكره في مبدئه ومعاده من أعظم علاج هذا الداء ، ومن علاجه أن يعلم علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه . قال تعالى : ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ) [ الحديد : 22 ] .

    ومن علاجه أن ينظر إلى ما أصيب به ، فيجد ربه قد أبقى عليه مثله ، أو أفضل منه ، وادخر له - إن صبر ورضي - ما هو أعظم من فوات تلك المصيبة بأضعاف مضاعفة ، وأنه لو شاء لجعلها أعظم مما هي .

    ومن علاجه أن يطفئ نار مصيبته ببرد التأسي بأهل المصائب ، وليعلم أنه في كل واد بنو سعد ، ولينظر يمنة فهل يرى إلا محنة ؟ ثم ليعطف يسرة فهل يرى إلا حسرة ؟ وأنه لو فتش العالم لم ير فيهم إلا مبتلى ، إما بفوات محبوب ، أو حصول مكروه ، وأن شرور الدنيا أحلام نوم ، أو كظل زائل ، إن أضحكت قليلا أبكت كثيرا ، وإن سرت يوما ساءت دهرا وإن متعت قليلا ، منعت طويلا ، وما ملأت دارا خيرة إلا ملأتها عبرة ، ولا سرته بيوم سرور إلا خبأت له يوم شرور ، قال ابن مسعود - رضي الله عنه - : " لكل فرحة ترحة ، وما ملئ بيت فرحا إلا ملئ ترحا " وقال ابن سيرين : " ما كان ضحك قط إلا كان من بعده بكاء " .

    وقالت هند بنت النعمان : لقد رأيتنا ونحن من أعز الناس وأشدهم ملكا ، ثم لم تغب الشمس حتى رأيتنا ، ونحن أقل الناس وأنه حق على الله ألا يملأ دارا خيرة إلا ملأها عبرة .

    وسألها رجل أن تحدثه عن أمرها فقالت : " أصبحنا ذا صباح وما في العرب أحد إلا يرجونا ثم أمسينا وما في العرب أحد إلا يرحمنا " .

    وبكت أختها حرقة بنت النعمان يوما ، وهي في عزها فقيل لها : ما يبكيك لعل أحدا آذاك ؟ قالت : لا ولكن رأيت غضارة في أهلي ، وقلما امتلأت دار سرورا إلا امتلأت حزنا .

    قال إسحاق بن طلحة : دخلت عليها يوما فقلت لها : كيف رأيت عبرات الملوك ؟ فقالت : ما نحن فيه اليوم خير مما كنا فيه الأمس ، إنا نجد في الكتب أنه ليس من أهل بيت يعيشون في خيرة إلا سيعقبون بعدها عبرة ، وأن الدهر لم يظهر لقوم بيوم يحبونه إلا بطن لهم بيوم يكرهونه ثم قالت :


    فبينا نسوس الناس والأمر أمرنا إذا نحن فيهم سوقة نتنصف فأف لدنيا لا يدوم نعيمها
    تقلب تارات بنا وتصرف

    ومن علاجها أن يعلم أن الجزع لا يردها ، بل يضاعفها ، وهو في الحقيقة من تزايد المرض .

    ومن علاجها أن يعلم أن فوت ثواب الصبر والتسليم ، وهو الصلاة والرحمة والهداية التي ضمنها الله على الصبر ، والاسترجاع أعظم من المصيبة في الحقيقة .

    ومن علاجها أن يعلم أن الجزع يشمت عدوه ، ويسوء صديقه ، ويغضب ربه ، ويسر شيطانه ، ويحبط أجره ، ويضعف نفسه ، وإذا صبر واحتسب أنضى شيطانه ورده خاسئا وأرضى ربه وسر صديقه ، وساء عدوه ، وحمل عن إخوانه ، وعزاهم هو قبل أن يعزوه ، فهذا هو الثبات والكمال الأعظم ، لا لطم الخدود ، وشق الجيوب ، والدعاء بالويل ، والثبور ، والسخط على المقدور .

    ومن علاجها : أن يعلم أن ما يعقبه الصبر والاحتساب من اللذة والمسرة أضعاف ما كان يحصل له ببقاء ما أصيب به لو بقي عليه ، ويكفيه من ذلك بيت الحمد الذي يبنى له في الجنة على حمده لربه ، واسترجاعه فلينظر : أي المصيبتين أعظم ؟ : مصيبة العاجلة ، أو مصيبة فوات بيت الحمد في جنة الخلد . وفي الترمذي مرفوعا : ( يود ناس يوم القيامة أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض في الدنيا لما يرون من ثواب أهل البلاء ) .

    وقال : بعض السلف لولا مصائب الدنيا لوردنا القيام مفاليس .

    ومن علاجها : أن يروح قلبه بروح رجاء الخلف من الله ، فإنه من كل شيء عوض إلا الله ، فما منه عوض كما قيل :
    من كل شيء إذا ضيعته عوض وما من الله إن ضيعته عوض

    ومن علاجها : أن يعلم أن حظه من المصيبة ما تحدثه له ، فمن رضي فله الرضى ، ومن سخط فله السخط ، فحظك منها ما أحدثته لك فاختر خير الحظوظ ، أو شرها ، فإن أحدثت له سخطا وكفرا ؛ كتب في ديوان الهالكين ، وإن أحدثت له جزعا وتفريطا في ترك واجب أو فعل محرم ؛ كتب في ديوان المفرطين ، وإن أحدثت له شكاية وعدم صبر ؛ كتب في ديوان المغبونين ، وإن أحدثت له اعتراضا على الله وقدحا في حكمته ؛ فقد قرع باب الزندقة أو ولجه ، وإن أحدثت له صبرا وثباتا لله ؛ كتب في ديوان الصابرين ، وإن أحدثت له الرضى عن الله ؛ كتب في ديوان الراضين ، وإن أحدثت له الحمد والشكر ؛ كتب في ديوان الشاكرين ، وكان تحت لواء الحمد مع الحمادين ، وإن أحدثت له محبة واشتياقا إلى لقاء ربه ؛ كتب في ديوان المحبين المخلصين .

    وفي مسند " الإمام أحمد " والترمذي من حديث محمود بن لبيد يرفعه ( إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط ) زاد أحمد : ( ومن جزع فله الجزع ) .

    ومن علاجها : أن يعلم أنه وإن بلغ في الجزع غايته ، فآخر أمره إلى صبر الاضطرار ، وهو غير محمود ولا مثاب ، قال بعض الحكماء : العاقل يفعل في أول يوم من المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام ، ومن لم يصبر صبر الكرام سلا سلو البهائم .

    وفي " الصحيح " مرفوعا : ( الصبر عند الصدمة الأولى ) وقال الأشعث بن قيس : " إنك إن صبرت إيمانا واحتسابا ، وإلا سلوت سلو البهائم " .

    ومن علاجها : أن يعلم أن أنفع الأدوية له موافقة ربه وإلهه فيما أحبه ورضيه له ، وأن خاصية المحبة وسرها موافقة المحبوب ، فمن ادعى محبة محبوب ثم سخط ما يحبه وأحب ما يسخطه فقد شهد على نفسه بكذبه وتمقت إلى محبوبه .

    وقال أبو الدرداء : إن الله إذا قضى قضاء ، أحب أن يرضى به ، وكان عمران بن حصين يقول في علته : أحبه إلي أحبه إليه ، وكذلك قال أبو العالية .

    وهذا دواء وعلاج لا يعمل إلا مع المحبين ، ولا يمكن كل أحد أن يتعالج به .

    ومن علاجها : أن يوازن بين أعظم اللذتين ، والمتعتين وأدومهما : لذة تمتعه بما أصيب به ، ولذة تمتعه بثواب الله له ، فإن ظهر له الرجحان فآثر الراجح ، فليحمد الله على توفيقه ، وإن آثر المرجوح من كل وجه فليعلم أن مصيبته في عقله ، وقلبه ، ودينه أعظم من مصيبته التي أصيب بها في دنياه .

    ومن علاجها أن يعلم أن الذي ابتلاه بها أحكم الحاكمين ، وأرحم الراحمين ، وأنه سبحانه لم يرسل إليه البلاء ليهلكه به ، ولا ليعذبه به ، ولا ليجتاحه ، وإنما افتقده به ليمتحن صبره ورضاه عنه وإيمانه وليسمع تضرعه وابتهاله ، وليراه طريحا ببابه لائذا بجنابه مكسور القلب بين يديه رافعا قصص الشكوى إليه .

    قال الشيخ عبد القادر : يا بني إن المصيبة ما جاءت لتهلكك ، وإنما جاءت ؛ لتمتحن صبرك وإيمانك يا بني القدر سبع والسبع لا يأكل الميتة .

    والمقصود : أن المصيبة كير العبد الذي يسبك به حاصله فإما أن يخرج ذهبا أحمر ، وإما أن يخرج خبثا كله كما قيل :


    سبكناه ونحسبه لجينا فأبدى الكير عن خبث الحديد

    فإن لم ينفعه هذا الكير في الدنيا ، فبين يديه الكير الأعظم ، فإذا علم العبد أن إدخاله كير الدنيا ، ومسبكها خير له من ذلك الكير والمسبك ، وأنه لا بد من أحد الكيرين ، فليعلم قدر نعمة الله عليه في الكير العاجل .

    ومن علاجها : أن يعلم أنه لولا محن الدنيا ومصائبها لأصاب العبد - من أدواء الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلب - ما هو سبب هلاكه عاجلا وآجلا فمن رحمة أرحم الراحمين أن يتفقده في الأحيان بأنواع من أدوية المصائب ، تكون حمية له من هذه الأدواء ، وحفظا لصحة عبوديته ، واستفراغا للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة منه ، فسبحان من يرحم ببلائه ، ويبتلي بنعمائه كما قيل :


    قد ينعم بالبلوى وإن عظمت ويبتلي الله بعض القوم بالنعم

    فلولا أنه - سبحانه - يداوي عباده بأدوية المحن ، والابتلاء لطغوا ، وبغوا وعتوا والله - سبحانه - إذا أراد بعبد خيرا سقاه دواء من الابتلاء ، والامتحان على قدر حاله يستفرغ به من الأدواء ، المهلكة حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه أهله لأشرف مراتب الدنيا ، وهي عبوديته وأرفع ثواب الآخرة ، وهو رؤيته وقربه .

    ومن علاجها : أن يعلم أن مرارة الدنيا هي بعينها حلاوة الآخرة ، يقلبها الله سبحانه كذلك ، وحلاوة الدنيا بعينها مرارة الآخرة ، ولأن ينتقل من مرارة منقطعة إلى حلاوة دائمة ، خير له من عكس ذلك ، فإن خفي عليك هذا فانظر إلى قول الصادق المصدوق : ( حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ) .

    وفي هذا المقام تفاوتت عقول الخلائق ، وظهرت حقائق الرجال فأكثرهم آثر الحلاوة المنقطعة على الحلاوة الدائمة التي لا تزول ، ولم يحتمل مرارة ساعة لحلاوة الأبد ، ولا ذل ساعة لعز الأبد ، ولا محنة ساعة لعافية الأبد ، فإن الحاضر عنده شهادة ، والمنتظر غيب ، والإيمان ضعيف ، وسلطان الشهوة حاكم ، فتولد من ذلك إيثار العاجلة ، ورفض الآخرة ، وهذا حال النظر الواقع على ظواهر الأمور ، وأوائلها ومبادئها ، وأما النظر الثاقب الذي يخرق حجب العاجلة ، ويجاوزه إلى العواقب والغايات ، فله شأن آخر .

    فادع نفسك إلى ما أعد الله لأوليائه ، وأهل طاعته من النعيم المقيم ، والسعادة الأبدية ، والفوز الأكبر ، وما أعد لأهل البطالة ، والإضاعة من الخزي والعقاب والحسرات الدائمة ، ثم اختر ؛ أي القسمين أليق بك ، وكل يعمل على شاكلته ، وكل أحد يصبو إلى ما يناسبه ، وما هو الأولى به ، ولا تستطل هذا العلاج ، فشدة الحاجة إليه من الطبيب والعليل دعت إلى بسطه ، وبالله التوفيق . [زاد المعاد]

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    أن مصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق ، ولا بد أن يخلف الدنيا وراء ظهره ، ويجيء ربه فردا كما خلقه أول مرة : بلا أهل ، ولا مال ، ولا عشيرة ، ولكن بالحسنات ، والسيئات ، فإذا كانت هذه بداية العبد وما خوله ونهايته ، فكيف يفرح بموجود أو يأسى على مفقود ، ففكره في مبدئه ومعاده من أعظم علاج هذا الداء ، ومن علاجه أن يعلم علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه . قال تعالى : ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور )
    رحم الله الامام بن القيم ---
    اللَّهُمَّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمُسلمين والمُسلمات، الاحياء منهم والاموات
    اللَّهُمَّ اغفر لجميع موتى المُسلمين الذين شهدُوا لك بالوحدانيَّة، ولنبيِّك بالرِّسَالة، وماتُوا على ذلك .
    اللَّهُمَّ اغفر لَهُم وارحمهُم، وعافِهِم واعفُ عَنْهم، وأكرم نُزُلَهُم،
    ووسِّع مدخَلهُم، واغسلهُم بالماء والثَّلج والبرد، ونَقِّهم من الذُّنُوبِ والخطايا كما يُنقَّى الثوبُ الأبيض من الدَّنَس .
    اللَّهُمَّ وأنزل على قُبُورهم الضِّيَاءَ والنُّورَ والفُسحَة والسُّرُورَ، وجازهم بالإحسان إحساناً، وبالسَّيّئات عَفواً وغُفراناً، حَتَّى يكُونُوا في بُطُون الألحَاد مُطمئنِّين، وعند قيامِ الأشهاد آمنين، وبجُودك ورضوانك واثقين، ، برحمتك يا أرحم الرَّاحمين .
    اللَّهُمَّ انقُلهُم جميعاً من ضيق اللُّحُودِ، ومراتع الدُّود، إلى جنَّات الخُلُودِ، في سدرٍ مخضُودٍ، وطلحٍ منْضُودٍ، وظلٍّ ممدُودٍ...آمين

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

    آمـــيــن، بارك الله فيكم ونفع بكم...
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    آمـــيــن، بارك الله فيكم ونفع بكم...
    وبارك الله فيك- وما دام ثبت مرور كل من يدخل الجنة على الصراط ومنهم أطفال المسلمين لعموم قوله تعالى وإن منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا - فيشمل الكبير والصغير كما تقدم فى كلام شيخ الاسلام - فأسألك الله ان يأخذ عمر بيدك على الصراط الى الجنة ... آمين

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل يمر أطفال المسلمين على الصراط؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    وبارك الله فيك- وما دام ثبت مرور كل من يدخل الجنة على الصراط ومنهم أطفال المسلمين لعموم قوله تعالى وإن منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا - فيشمل الكبير والصغير كما تقدم فى كلام شيخ الاسلام - فأسألك الله ان يأخذ عمر بيدك على الصراط الى الجنة ... آمين
    وهل تشمل السبعين ألفًا؟
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •