هنالك سؤال حيرني جدا و حاولت أن أجد له إجابة و لكن لم أجد و لذلك قررت اللجوء إلى هذا المكان الذي حصلت فيه أكثر من مرة على إجابات شافية و كافية لأسئلة حيرتني راجيا الله أن يوفق الإخوة هذه المرة أيضا في أن يجدوا لنا كلاما نافعا من كلام أهل العلم في هذا الأمر.
كلنا نعلم أن الله لم ينهانا عن الذين لم يقاتلونا في الدين و أمرنا بالإحسان إليهم كما نعلم جميعنا أن الإنسان مأمور بالإعمار في الأرض و من دليل ذلك عديد الآيات القرآنية و الأحاديث و كل مرة أتحدث مع أحدهم فيُذَكّرني بالإنسانية و ضرورة التحابب و التآخي و كل ذلك.
لكن فجأة أتوقف و أتذكر أن الأمر فيه نعيم أبدي و جحيم أبدي. هل للإعمار و للإنسانية و للتحابب من معنى إذا تذكرنا و تفكرنا أن الأمر سوف ينتهي بالعديد بل بأغلب الناس في نار جهنم خالدين فيها نسأل الله أن يحفظنا؟ هل يستطيع أحدنا أن يصبر على النار و لو دقيقة واحدة فما بالك بالخلود فيها؟ هل سيظل الناس يتحدثون عن إنسانية و إعمار و تحابب لك توقفوا للحظة و تفكروا في هول هذا الأمر؟! هل للصين و لأمريكا و لأوروبا و للجيوش و الآلات و الزراعات و الأقمار الصناعية و الهواتف و الطائرات و كل شيء على وجه الأرض بل في هذا الكون الفسيح من معنى إذا توفقنا للحظة و فكرنا في عظمة هذا الأمر لا سيما و قد وصف الله لنا عذاب النار في القرآن وصفا مفصلا؟! كيف نوفق بين الأمرين جزاكم الله خيرا و حفظنا و إياكم و نجانامن عذاب النار و أهالينا و المؤمنين والمؤمنات؟