المشاركة الأصلية كتبت بواسطة التقرتي
و هذا لا ينطبق على حديث معاوية لأن الحديث يقتضي الرواية عن جماعة من البدريين فحديث كهذا لا يقدح في معاوية فقط بل فل كل الصحابة فتنبهوا لذلك ، هذا يعني ان الصحابة لم يطيعوا رسول الله عليه الصلاة و السلام.
اذن اصلا هذا الحديث مخالف للاصول و هو عدالة الصحابة فهذه علة كافية لبيان وضعه
قلتُ : لم تُصب الرمية أيها الفاضل !
والحق : أن ( خالد بن مخلد ) صدوق متماسك له مناكير وغرائب ينفرد بها !
والأصل في حديثه : هو الاستقامة ، اللهم إلا إذا خالف الثقاتِ ، أو جاء بما يُنْكر عليه ! فهنا تُردُّ روايته ويُتَنَكَّبُ عن الاحتجاج بخبره !
أما حديثه : عن سليمان بن بلال عن جعفر عن جماعة من أهل بدر عن النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا رأيتم معاوية على منبرى فاقتلوه ! )
فلا أرى الطريق ثابتا إليه إن شاء الله ! ولو ثبت ! فليستْ الآفة منه عندي ! ولو ثبتتْ ! فلا يقتضي ذلك أن يكون الرجل ضعيفا !
برهان ذلك : أن أبا أحمد الجرجاني الحافظ : قد ساق هذا الحديث في ( كامله ) ثم قال : ( ثناه ابن سعيد ثنا أبو شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة [ وهو ثقة على التحقيق ] عن خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال ........ )
قلتُ : وشيخ ابن عدي أراه : ( الحافظ أبا العباس ابن عقدة ) ولم يكن في الحديث بالعمدة ! كما شرحه المعلمي في : ( التنكيل ) والعبد الفقير في : ( المحارب الكفيل ) .
وإن كان غيره ؟ فلا بد من معرفة حاله من حيث الضبط والعدالة ؟ .
ثم لو كان شيخ ابن عدي فيه : ثقة حجة ! فإن في الإسناد علة أخرى لا تزول حتى تزول الجبال الرواسي !
وهي : أن جعفر الباقر : لم يدرك أحدا من أهل بدر ولا أُحُدٍ ولا بئر معونة ! ولا أهل هاتيك الأعصار أصلا ! بل بينه وبينهم مفازة شاقة لا يُطيقها البتة !
فقوله : ( عن جماعة من أهل بدر عن النبي صلى الله عليه وسلم ! ) فيه جهالة الواسطة بينه وبين تلك الجماعة من أهل بدر ؟! وجعفر كان يرسل كثيرا عمن لم يدركهم ولا كاد !
فالحاصل : أن بالإسناد المشار إليه : علتين تُزاحم إحداهما الأخرى !
فإن خَلَص الإسناد منهما - وهو لا يخلص أصلا ! - اتجه الحمل فيه على خالد القطواني آنذاك ! فيكون هذا الحديث من تلك الأخبار الساقطة التي هبط مقام خالد بمثلها عند الحذاق من أئمة هذا الشان ! والله المستعان .
كتبه : أبو المظفر السناري ...