وتيممت إلى أقرب مجمّع للخدمات ، ومعي الصغير قاصدة قسم التحقيقات
ونزلنا من السيارة أمام القسم المنشود ، وإذا بزحام وجمع مشهود
فسألت : أين يمكنني اتمام أوراق تحقيق الشخصية ؟
فأجابوني أن الأجهزة معطلة لا تعمل ؛ وعليك التوجه إلى مكان استخراج الأول
فوقفت برهة أعب الهواء بنفس عميق ، و عدت أدراجي إلى الطريق
أوقفنا سيارة أجرة ، وذهبنا إلى المكان المنشود بسرعة
وأمام المكان حططنا الرحال ، فإذا المكان مهجور من النساء والرجال
قلت لعل الزحام خفّ ، لأنني تأخرت ووقت الإغلاق أزف !
ثم سألت سيدة واقفة من بعيد : فضلا أين العاملون .. أمازالوا في عطلة العيد !!!
قالت في عجب : ألم تعلمي بانتقال العاملين وكامل المكتب ؟!!
قلت بدهشة : نعم لا علم لي بهذا الخبر الجديد !
فقالت كالراثية لحالي : بل حدث هذا من زمن بعيد !!!
فوقفت برهة أعبّ الهواء بنفس عميق ، و عدت أدراجي إلى الطريق..
أوقفنا سيارة أجرة ، وذهبنا إلى المكان المنشود بسرعة..
وأمام المكان حططنا الرحال ، فإذا المكان مزدحم بالنساء والرجال
فاستبشرت خيرا ، وتأهبت لأتخذ لي دورا ..
و لأنني خشيت من سوء المآل ؛ أردت التأكد بالسؤال عن صحة المكان والحال
فأرشدني القوم ؛ لأقف بلا عتاب ولا لوم
وفي الأخير وبعد عناء طويل.. وصلت إلى المكان المنشود ،
وبشارت بشراء الأوراق ودفع النقود ...
ثم أخذت أملأ الفرغات بكتابة ما هو مطلوب من معلومات ،
وكلما احتجت ورقا قلت لولدي من حقيبتي : هات
وبقي فقط مكان يحتاج إلى بيان ، فقلت لولدي : هات ورقة كذا بسلام
فلما أبطأ علي الولد فقد بدا من صوته أن جهده فُقد
، سارعت بأخذ الحقيبة لاخراج الورق ...
ومع شديد توتري وانصباب العرق ؛ سقطت حقيبتي
و تبعثر على الأرض الورق !!!
فمال الصبي ليجمع الأوراق ، وإذا به يصرخ وقد زايل صوته الإرهاق
أمي ... أمي : انظري هذا هو تحقيق الشخصية ،
يبدو أنه كان في ورقة مخفية !!!
فتمتمت أحمد الله ؛ إذ لن أُضطر لإتمام تلكم المعاناة
فوقفت برهة أعب الهواء بنفس عميق ، و عدت أدراجي إلى الطريق
أوقفنا سيارة أجرة ، وعدنا إلى بيتنا بسرعة...
وأخيرا وصلنا أمام الدار ، فنزلت وقد انتابني الإعياء والإرهاق و الدوار
وكأنني كنت في رحلة طويلة إجبارية ؛ أثبت فيها صحة أن الأرض
لا محالة كروية .... الله المستعان