كنّا نسمع فضلاء يرددون ( رمضان مدرسة الأجيال )، ولم نكن نعي الوعي التام لهذه العبارة، ثم تكشفت لنا مع السنين، وطرق العبد الفقير ذلك الموضوع ، ولم نزل متعلمين ومدققين في روعة وجمال هذا الشهر، وما أودعه الله فيه من أسرار وعجائب منذ كنّا صغارا، حتى اتسع النظر مع طول العمر، وتعاقب الرمضانات، واستكناه حال الأمة في هذا الموسم الكريم، وأدركنا أن الشهر منحة إلهية ودرة ذهبية، فكانت تلكمُ الدروس والتجارب التربوية التي تدل وغيرها على أن رمضان (مدرسة حقيقية) تتعلم منها الأجيال، كبارهم وصغارهم، وإناثهم وذكرانهم، وعالمهم وجاهلهم، ومنها :
- إمكانية اجتماع الأمة والأقارب والأحباب ، وأن الصوم بوابة التصافي والتحاب .(( وتعاونوا على البر والتقوى)) سورة المائدة. وأي بر وتقوى أفضل من رمضان..؟!
- روعة التقوى المكتسبة من جراء إمساك نزيه، لم تعكره خطيئة، أو يشوش عليه لغو .
(( لعلكم تتقون )).سورة البقرة .
- التنزه في حدائق القرآن المزينة بأفانين الأطايب والرياحين .(( قد جاءتكم موعظةٌ من ربكم وشفاء لما في الصدور )) سورة يونس .
- رحمة الفقراء وانكسار الأنفس المتكبرة ورجوعها إلى الله.(( وصُفدت الشياطين )).
- لذة قيام الليل والتراويح ودوي القرآن المورث للخشوع والتدبر، أين كنّا عن ذاك.؟!(( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون )) سورة الذاريات .
- ترابط أهل الإيمان وشعورهم باحتياجهم إلى بعض (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض )) سورة التوبة .
- فن التسامح والتغاضي والاغتفار(( فإن سابه أحد أو قاتله ..))
- المقدرة على تغيير العادات السيئة والأفعال المشينة، كما في الحديث: (( من لم يدع قول الزور..)).
- ارتفاع الهمة وشحذ العزيمة (( وكان أجود ما يكون في رمضان )).
- بلوغ الصبر وملامسة أغصانه المبثوثة في كل مكان وموضوعة على كل بلاء، وأن رمضان حفلة للصبر والاحتمال.(( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) سورة الزمر، وهم الصائمون في أكثر الأقوال.
- اعتياد الجلوس في المساجد وتعلم الرباط الإيماني المزهر بالذكر (( فاذكروني أذكركم )) سورة البقرة .
- استشعار أهمية الصدقة والجود، وحلاوتها على القلب والانشراح .(( من فطر صائما فله مثل أجره )).
- حضور التوبة في النفوس وحاجتها للرجوع والإنابة، (( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون )) سورة النور .
- محاسبة الأنفس واسترجاع التندم والألم على مافات .
- استطعام الطاعة المفقود عند كثيرين، وتلذذهم في مدرسة الثلاثين يوما
(( ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة )).
منقول
يتبع بإذن الله