نفع الله بكم جميعاً, ولعل الأخ أبامالكاً قصد (المتفق والمفترق) للخطيب بنفس الرقم, وليس (الفقيه والمتفقّه).
- أثر علي رضى الله عنه رُوى عنه تاماً ومختصراً:
- أمّا التام, فله عنه طريقين:
1) متصلٌ: وله عنه ثلاثة طرق:
أولهما: مارواه عبدالرزاق في مصنّفه( 21031), ومن طريقه أخرجه أبونُعيم في الحلية (1|76), والبيهقي في (شعب الإيمان برقم 9267), وإبن عبدالبر في جامع بيان العلم (547), وسنده مقاربٌ, لأجل إسحق بن إبراهيم الدبري (رواية المصنّف) - وسأنقل لك ترجمته من (إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني ) للمنصوي – ترجمة رقم 266 -: (قد حدّث عن: عبد الرزاق - وهو راويته - سمع تصانيفه منه سنة عشر ومائتين بإعتناء أبيه به، وكان حدثًا وقت إذ، فإنّ مولده سنة خمس وتسعين وسماعه منه صحيح.
وعنه: أبو القاسم الطبراني، وأكثر عنه في " معاجمه "، وأبو عوانة الإسفرائيني في " صحيحة "، وأبو جعفر العقيلي، وخيثمة بن سليمان، ومحمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة الحمال، وخلق من المغاربة والرحالة.
قال ابن عدي: استصغر في عبد الرزاق، أحضره أبوه عنده وهو صغير جدًا فكان يقول: قرأنا على عبد الرزاق، أي قرأ غيره، وحضر صغيرًا، وحدث عنه بحديث منكر. قال الذهبي: قلت ساق له حديثًا واحدًا من طريق أنعم الإفريقي يحتمل مثله، فأين الأحاديث التي ادعى أنها له مناكير، والدبري صدوق محتج به في الصحيح، سمع كتبًا فأداها كما سمعها. وقال الدارقطني: صدوق، وما رأيت فيه خلاف، وإنما قيل لم يكن من رجال هذا الشأن، قيل له: يدخل في الصحيح، قال: إي والله. وقال مسلمة بن قاسم: لا بأس به، وكان العقيلي يصحح روايته، وأدخله في الصحيح الذي ألفه. وقال الذهبي: ما كان الرجل صاحب حديث، إنما أسمعه أبوه وأعتني به، لكن روى عن عبد الرزاق أحاديث منكرة فوقع التردد فيها هل هي منه فانفرد بها عنه، أو هي معروفة مما تفرد به عبد الرزاق. قال ابن الصلاح: ذكر أحمد أن عبد الرزاق عمي في آخر عمره، فكان يلقن فيتلقن، فسماع من سمع منه بعدما عمي لا شيء. قلت: وقد وجدت فيما روي عن الطبراني عن إسحاق الدبري عن عبد الرزاق أحاديث استنكرتها جدًا فأحلت أمرها على ذلك، فإن سماع الدبري عن عبد الرزاق منه، متأخر جدًا. وقال الذهبي في موضع آخر: الشيخ العالم المسند الصدوق. وقال الألباني: (فيه ضعفٌ).
مات سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وقيل: أربع وثمانين، وقيل: خمس وثمانين، وقيل: سبع وثمانين، قال الحافظ: وهو الأشهر.
- الكامل (1/ 338)، أسئلة الحاكم (62)، مقدمة ابن الصلاح (196)، تاريخ ابن زبر (2/ 611)، تاريخ الإسلام (21/ 118)، النبلاء (13/ 417)، الميزان (1/ 181)، اللسان (1/ 461)، الضعيفة (10/ 548 / 4903)، معجم أسامي الرواة (1/ 170 / 171).
* قلت: (صدوق، راوية عبد الرزاق، وله عنه أفراد ومناكير، ولعل ذلك لسماعه المتأخر من عبد الرزاق بعدما عمي) إنتهى
ثانيها: ماأخرجه الجوهري في مسند الموطا(رقم 19), ومن طريقه القاضي عياض في الإلماع (رقم 144 – الصومعي), والعدني في الإيمان (رقم 19), وإبن عبدالبر في جامع بيان العلم(548), وفي سنده: السري بن إسماعيل الهمذاني – إبن عم الشعبي – وهو متروكٌ, كما قال إبن حجر في تقريب التهذيب(شاغف ص367).
فهذه الطريق ضعيفةٌ جداً
ثالثها: ماأخرجه أبونُعيم في الحلية(1|76), وفي سنده: أبوداود – عيسى بن مسلم الطهوي – قال عنه أبو حاتم: ليس بالقوي, وقال أبو زرعة: لينٌ(ميزان الإعتدال – الرسالة رقم6242), وقال إبن حجر: ليّنُ الحديثِ - التقريب(شاغف ص771), وشيخه ثابت بن أبي صفية الثُمالي, قال عنه أحمد، وإبن معين: ليس بشئ.
وقال أبو حاتم: لينُ الحديث, وقال النسائي: ليس بثقة (الميزان رقم 1298), وقال إبن حبان في المجروحين(حمدي 1|238):(... كثير الوهم في الأخبار حتى خرج عن حد الإحتجاج به إذا إنفرد مع غلوه في تشعيه), وقال إبن حجر: كوفي ٌ ضعيفٌ رافضيٌ (التقريب - شاغف ص185), وفيه أبي الزغل – ففيه جهالةٌ - قال الفريوائ في تحقيق كتاب الزهد لوكيع ص451: (وابو الزغل كذا في المطبوع, ولم أجده في كتب الرجال التي بين يدي, ولعله مصّحفٌ من أبي الزعراء, وهو الأكبر, عبدالله بن هانئ وثقه العجلي, من الطبقة الثانية (التقريب1|458)) إنتهى
فهذه الطريق ضعيفةٌ غايةُ, مع مافي بعض رواتها من التشيّع.
ولكن تمة أمران:
الأول: وهو كون الدبري سمع من عبدالرزاق وهو صغيرٌ جداً, وبعد أن عمى وصار يتلقّن, قال إبن الصلاح: ( ذكر أحمد بن حنبل أنه عمي في أخر عمره فكان يلقن فيتلقن فسماع من سمع منه بعدما عمي لا شيء) (معرفة أنواع علم الحديث ص 498 – الفحل) و قال النسائ في (الضعفاء والمتروكين – ترجمة 400): (فيه نظرٌ, لمن كتب عنه بأخرة), وقال إبن الصلاح في (معرفة أنواع علم الحديث ص498- الفحل)(..فإنّ سماعه منه متأخرٌ جداُ), و وقال الحربي(مات عبدالرزاق وللدبري ست سنين أوسبع سنين)( الكواكب النيرات ص273), وقال: (أتينا عبدالرزاق قبل المائتين, وهو صحيح البصرِ, ومن سمع منه بعد ماذهب بصره, فهو ضعيفُ السماعِ)(أخرجه أبوزرعة في تاريخه 1|457 بسند صحيح عنه), والدبري هذا قد سمع منه بعد سنة عشر ومائتين (كما في الكواكب النيرات ص275).
الثاني: اُتهم عبدالرزاق بالتشيّع, وأخشى أن تكون مثل هذه الآثار عنه تؤيّد ماهو عليه, في رواية الفضائل المنسوبةً لأهل البيت – رضى الله عنهم, قال إبن عدي في(الكامل 6|545): (..ولعبد الرَّزَّاق بْن همام أصناف وحديث كَثِيرٍ وقد رحل إليه ثقات المسلمين وأئمتهم وكتبوا عَنْهُ ولم يروا بحديثه بأسا إلاَّ أنهم نسبوه إِلَى التشيع وقد روى أحاديث فِي الفضائل مما لا يوافقه عَلَيْهَا أحد من الثقات فهذا أعظم ما رموه به من روايته لهذه الأحاديث ولما رواه فِي مثالب غيرهم مما لم أذكره فِي كتابي هَذَا وأما فِي باب الصدق فأرجو أنه لا بأس به إلاَّ أنه قد سبق منه أحاديث فِي فضائل أهل البيت ومثالب آخرين مناكير), وذكره إبن حبان في الثقات (8|412) وقال:(..وكان ممن يخطىء إذا حدّث من حفظه على تشيعِ فيه), وقال العجلي: ثقةٌ يتشيّع وكذا قال البزار, وقال أبوداود:كان يُعرّض بمعاوية (تهذيب التهذيب – الرسالة 2|574)
2) المنقطع:
وهو ماأخرجه إبن أبي شيبة في مصنّفه (37223), ومن طريقه البيهقي في الشعب والدينوري في المجالسة وجواهر العلم(309), ومن طريقها إبن عساكر في تاريخ دمشق(42|510), والبرزلي في مشيخة إبن جماعه 2|592), وذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء(1|308) بأنّ سعيد بن منصور قد أخرجه في سننه, ولم نجده في المطبوع, ولعله في مفقوده. وخالد الأحمر: صدوقٌ يخطي, وسند الأثر منقطعٌ بين أبي إسحق – وهو مدلّسٌ واختلط بآخره - وعلي رضى الله عنه, وهو لم يسمع منه, وقيل رأه – كما قال المزي في تهذيب الكمال (22|106), وجامع التحصيل(245).
- وأّمّا المختصر:فله عنه رضى الله عنه طريقان:
الأول: أخرجه عنه إبن أبي شيبة في كتاب الإيمان(برقم 130 – الألباني), ومن طريقه البيهقي في شعبه (رقم 40) – بسنده المنقطع الذي ذكرناه بالأعلى – ( وقد ضعفّه الألباني والحجوري في تعليقه على الإيمان), ولم ينتبها للطريق التي أخرجها اللالكائ في شرح إعتقاد أهل السنة والجماعة برقم 1569, والتي أشار إليها محقق الشُعب, ومع هذا تجاهلها!! وهذه الطريق – مع آثار آخرى – صححها: عبدالله بن عبدالحميد الأثري في (الوجيز في عقيدة السلف الصالح)ص 105 بقوله: (أخرج هذه الآثار بأسانيد صحيحة اللالكائ...إلخ)
الثاني: ماأخرجه وكيع في الزهد (رقم199), وسنده ضعيفٌ, ففيه: أبوجعفر الرازي, وهو صدوقٌ سئُ الحفظِ, وعمر: مجهولٌ, ومحمد بن علي – إن لم يكن مجهولاً, فهو الباقر, وراوايته عن علي مرسلةٌ.
وهذا ماتيسّر جمعه هاهنا, والأثرالتام: وحسنّه الزهيري في تحقيق جامع بيان العلم (547), وصححه د. بوسريح في تحقيق مسند الموطأ للجوهري (تحت رقم 19) بقوله: (وأخرجه أبونُعيم من طريقين أحدهما صحيحٌ), وليّنه مشهور في تخريج المجالسة وجواهر العلم (رقم309), وضعّفه محقق شُعب الإيمان(رقم 9267) لأجل جهالة شيخ الحاكم!! وفيه نظرٌ, لأنّه متابعٌ, وضعّفه الشثري في تحقيق المصنّف (رقم 37223) لأجل الإنقطاع – ولم يتكلم على طريق عبدالزراق – وقوّاه الفريوائ في تحقيق الزهد لوكيع بمجموع طرقه بقوله:(..جميع طرق الأثرفيها ضعفٌ, ولكن يشدُ بعضه بعضاً حيث, ولأجل هذا أورده شيخ الإسلام إبن تيمية في كلامٍ له عن الصبر مستدلاً به وسكت عليه, أنظر فتاواه(10|40), وضعّفه الألباني في تحقيقه للإيمان لإبن أبي شيبة(رقم 130), والحجوري في تحقيق الإيمان (رقم 130), ومحقق الشُعب (برقم 40) وفيه نظرٌ - لأجل رواية اللالكائ –
هذا ماتيّسر جمعه, والله أعلم