أمير المؤمنين وخليفة المسلمين
مهندس الدولة الأموية
الوليد بن عبد الملك بن مروان رحمه الله
كان عصره من أزهي عصور الدولة الإسلامية على الإطلاق

اتسعت فيه دولة الاسلام وبلغت حدودها من الصين شرقاً الي الاندلس وبحر الظلمات غرباً .

سارت في عصره الجيوش الاسلامية تنشر الاسلام وتفتح البلاد وقام سوق الجهاد بقيادة عظماء الامة قتيبة بن مسلم الذي وصل بجيشه حدود الصين ومحمد بن القاسم الذي فتح السند وموسي بن نصير وطارق بن زياد اللذين فتحا الاندلس ومسلمة بن عبد المللك الذي وقف علي اسوار القسطنطينية كان عهداً زاهياً بكل ما تحتويه الكلمة .

قال عنه الامام الذهبي:
الوليد الخليفة أبو العباس الوليد بن عبدالملك بن مروان بن الحكم الاموي، الدمشقي الذي أنشأ جامع بني أمية.
بويع بعهد من أبيه وكان مترفا طويلا أسمر شيب يتبختر في مشيه وكان قليل العلم نهمته في البناء.
أنشأ أيضا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وزخرفه.
ورزق في دولته سعادة.
ففتح بوابة الاندلس وبلاد الترك وكان لحنة وحرص على النحو أشهرا، فما نفع.
وغزا الروم مرات في دولة أبيه.
وحج.
وقيل كان يختم في كل ثلاث وختم في رمضان سبع عشرة ختمة.
وكان فيه عسف وجبروت وقيام بأمر الخلافة وقد فرض للفقهاء والأيتام والزّمنى والضعفاء وضبط الأمور
قال ابن أبي عبلة رحم الله الوليد وأين مثل الوليد !
افتتح الهند والاندلس وكان يعطيني قصاع الفضة أقسمها على القراء
ومن اجمل اعماله المسجد الاموي بدمشق
قال ابن كثير في حوادث عام 96هـ فيها تكامل بناء الجامع الأموي بدمشق على يد بانيه أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك بن مروان جزاه الله عن المسلمين خير الجزاء .

وقد نقل إلى الوليد بأن الناس يقولون أنفق الوليد أموال بيت المال في غير حقها فنودي في الناس: الصلاة جامعة فاجتمع الناس فصعد الوليد المنبر وقال: إنه بلغني عنكم إنكم قلتم: أنفق الوليد بيوت الأموال في غير حقها.


ثم قال: يا عمر بن مهاجر قم فاحضر أموال بيت المال فحملت على البغال إلى الجامع وبسطت الأنطاع تحت القبة ثم أفرغ عليها المال ذهباً صبيباً وفضة خالصة حتى صارت كوماً حتى كان الرجل لا يرى الرجل من الجانب الآخر وهذا شيء كثير فوزنت الأموال فإذا هي تكفي الناس ثلاث سنين مستقبلة وفي رواية: ستة عشرة سنة مستقبلة ولو لم يدخل للناس شيء بالكلية ـ ففرح الناس وكبروا وحمدوا الله عز وجل على ذلك ثم قال الوليد: يا أهل دمشق إنكم تفخرون على الناس بأربع: بهوائكم ومائكم وفاكهتكم وحماماتكم فأحببت أن أزيدكم خامسة وهي هذا الجامع فاحمدوا الله تعالى. وانصرفوا شاكرين داعين .

وقد كان الجامع الأموي لما كمل بناؤه لم يكن على وجه الأرض بناء أحسن منه ولا أبهى ولا أجل منه، بحيث أنه إذا نظر الناظر إليه أو إلى أي جهة منه أو إلى أي بقعة أو مكان منه تحير فيما ينظر إليه لحسنه جميعه ولا يمل ناظره بل كلما أدمن النظر بانت له أعجوبة ليست كالأخرى .
فيـالـذالـك المجــد التلـــــــــــ ـيد ........
مصادر
"سير أعلام النبلاء" الامام الذهبي

"الدولَة الأمويَّة عَواملُ الازدهارِ وَتَداعيات الانهيار"