الدروس المستفادة من معاهدات النبي صلى الله عليه وسلم
أبو حاتم عبد الرحمن الطوخي
المقدِّمة
أبو حاتم عبد الرحمن الطوخي
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد في الآخرة والأولى، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله بعثه بالهدى، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وتركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله الأصفياء، وأصحابه الأتقياء، والتابعين الأمناء، ومن تبعهم بإحسانٍ وسار على نهجهم من العلماء والنجباء. أما بعد؛
"فإن خير ما يتدارسه المسلمون، ولا سيما الناشئون والمتعلمون، ويُعنَى به الباحثون والكاتبون دراسة السيرة المحمدية؛ إذ هي خيرُ مُعلم ومُثقّف، ومُهذب ومُؤدِّب، وأصل مدرسة تخرّج فيها الرعيل الأول من المسلمين والمسلمات، الذين قلّما تجود الدنيا بأمثالهم.
ففيها ما ينشده المسلم، وطالب الكمال من دين، ودنيا، وإيمان واعتقاد، وعلم، وعمل، وآداب وأخلاق،وسياسة وكياسة، وإمامة وقيادة، وعدل ورحمة، وبطولة وكفاح، وجهاد واستشهاد، في سبيل العقيدة والشريعة، والمثل الإنسانية الرفيعة، والقيم الخلقية الفاضلة.
ولقد كانت السيرة النبوية مدرسة تخرج فيها أمثل النماذج البشرية، وهم الصحابة- رضوان الله عليهم- فكان منهم الخليفة الراشد، والقائد المحنك، والبطل المغوار، والسياسي الداهية، والعبقري الملهم، والعالم العامل، والفقيه البارع، والعاقل الحازم، والحكيم الذي تتفجر من قلبه ينابيع العلم والحكمة، والتاجر الذي يحول رمال الصحراء ذهبا، والزارع والصانع اللذان يريان في العمل عبادة،والكادح الذي يرى في الاحتطاب([1]) عملا شريفا يترفع به عن التكفف والتسول، والغني الشاكر الذي يرى نفسه مستخلفا في هذا المال ينفقه في الخير والمصلحة العامة، والفقير الصابر الذي يحسبه من لا يعلم حاله غنيا من التعفف، وكل ذلك كان من ثمرات الإيمان بالله، وبرسول الله، وبهذا كانوا الأمة الوسط، وكانوا خير أمة أخرجت للناس"!!([2])
ولقد كان السلف الصالح من هذه الأمة الإسلامية يدركون ما لسيرة خاتم الأنبياء، وسير الصحابة النبلاء، من آثار حسنة في تربية النشء، وتنشئة جيل صالح لحمل رسالة الإسلام، والتضحية في سبيلها بالنفس والمال، فمن ثمّ كانوا يتدارسون السيرة، ويحفظونها، ويلقنونها للغلمان كما يلقنونهم السور من القران، رُوي عن زين العابدين علي بن الحسين([3]) -رضي الله تعالى عنهما- أنه قال: «كنا نعلّم مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما نعلّم السورة من القران»([4])
والإمام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري([5]) عالم الحجاز والشام من قدماء من عُنوا بجمع السيرة، بل قيل إن سيرته أول سيرة أُلفت في الإسلام([6])، يقول: «في علم السيرة علم الدنيا والاخرة"([7])، وإنها لكلمة صدق وحق، ورُوي عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه- أنه قال: «كان أبي يعلمنا المغازي والسرايا، ويقول: يا بَني هذه شرف ابائكم، فلا تضيعوا ذكرها»([8]) نعم- والله- إنها لشرف الاباء، والمدرسة التي يتربى فيها الأبناء!!
وهكذا هذه الكلمات كانت تعبيرا عن حقائق قائمة، ورثت تنفيذها وتطبيقها الأجيال التالية التي جعلت مكتبة السيرة النبوية عامرة مثل مكتبة السنة المطهرة، وكلاهما يتعانقان ويتداخلان. لقد كان هذا الاهتمام بالغا وشاملا ومتواصلا لأنه عبادة وللعبادة، ولمعرفة الإسلام كافة، بتطبيقاته العملية في الحياة بكل ميادينها وأمورها ومراميها.
ولئن كان النبي صلى الله عليه وسلم بإخائه بين المهاجرين والأنصار بلغ الغاية في الحكمة والتدبير السياسة، فقد كان العمل البارع حقا الذي يدل على الحنكة السياسية والقدرة الفائقة على حل المشاكل- هو ما قام به من موادعة اليهود ومحالفتهم، فقد كتب بين المهاجرين والأنصار كتابا وادع فيه اليهود وعاهداهم وأقرهم على دينهم وأموالهم، واشترط عليهم، وشرط لهم.
قال الإمام محمد بن إسحاق([9])" وكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابًا بين المهاجرين والأنصار، وادع فيه يهود، وعاهدهم، وأقرّهم على دينهم وأموالهم، وشرط لهم واشترط عليهم....... "([10])
وذَكَرَ ابنُ إسحاق بنود هذه الصحيفة، وهي وإن كان ذكرها مرسلة بلا إسناد ([11])، فإنه ثبت في أحداث السيرة النبوية ما يصدق بنودها([12]).
وقال الإمام ابن القيم([13]): ووادع([14]) رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنْ بالمدينة من اليهود، وكتب بينه وبينهم كتابا ([15]).
وروى الإمام مسلم([16]) في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كتب النبي صلى الله عليه وسلم على كل *بَطْنٍ ([17])عَقُولَهُ ([18]).
قال أبو العباس القرطبي([19]) في" المفهم "([20]): (قوله: كَتَبَ *عَلَى *كُلِّ *بَطْنٍ عَقُولَهُ) أي أوجب عليهم تحمل الدية التي وجبت على من جنى منهم في الخطإ وشبه العمد وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة واستقر أمره فيها، آخى بين المهاجرين والأنصار، وصالح من كان فيها من اليهود، وميز القبائل بعضها عن بعض، وضم البطون بعضها إلى بعض فيما ينوبهم من الحقوق والغرامات، وكان بينهم دماء وديات بسبب الحروب العظيمة التي كانت بينهم قبل الإسلام فرفع الله تعالى كل ذلك عنهم وألف بين قلوبهم ببركة الإسلام وبركة النبي صلى الله عليه وسلم حتى صاروا كما قال تعالى: {{وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}}
ومن الفوائد الجميلة ما أشار إليه الإمام القرطبي([21]) في تفسيره[22] عند قول الله تعالى: {﴿*وَطَعَامُ *ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلكِتَٰبَ حِلّ لَّكُم﴾} ([23]) قال: " وهذا نص، *وقد *عامل النبي صلى الله عليه وسلم اليهود ومات ودرعه مرهونة عند يهودي في شعير أخذه لعياله([24]). والحاسم لداء الشك والخلاف اتفاق الأمة على جواز التجارة مع أهل الحرب، وقد سافر النبي صلى الله عليه وسلم إليهم تاجرا، وذلك من سفره أمر قاطع على جواز السفر إليهم والتجارة معهم. فإن قيل: كان ذلك قبل النبوة، قلنا: إنه لم يتدنس قبل النبوة بحرام- ثبت ذلك تواترا- ولا اعتذر عنه إذ بعث، ولا منع منه إذ نبئ، ولا قطعه أحد من الصحابة في حياته، ولا أحد من المسلمين بعد وفاته، فقد كانوا يسافرون في فك الأسرى وذلك واجب، وفي الصلح كما أرسل عثمان وغيره، وقد يجب وقد يكون ندبا، فأما السفر إليهم لمجرد التجارة فمباح "
وقد جمعت مادة هذا البحث (الدروس المستفادة من معاهدات النبي صلى الله عليه وسلم)؛ ليقف القارئ على أخلاقه صلى الله عليه وسلم في عقد بنود المعاهدات، والتعرف على سماحة الإسلام في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد عقد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم العديد من المعاهدات لإيجاد حالة من الصداقة والود وحسن الجوار مع القبائل المجاورة للدولة الإسلامية، كما عقد معاهدات السلام وترك القتال مما يعود بالنفع على المسلمين بشكل خاص وعلى البشرية عامة.
وكانت هذه المعاهدات وسيلة فعالة لضمان السلم، وتدعيم الأمن، وتوفير حقوق الإنسان.
ويأتي هذا لإبراز المعالم الإنسانية في معاهدات الرسول لتكون دعوة هادفة إلى ترسيخ القيم والمبادئ الإنسانية العامة، وإرساء نظريات التسامح من أجل تعايش كريم بين مختلف شعوب العالم المعاصر وأممه، وقطع الطريق على النظريات الصدامية الرامية إلى إرباك الوئام والسلام العالمي وإضرام نار الحروب بين بني البشر، وإعاقة المسيرة الكونية عن الرقي والتقدم الإنساني.
وقد قسمت هذا الموضوع إلى: مقدمة، وتمهيد، وفصلين، وخاتمة، على النحو الآتي:
الفصل الأول: المعاهدات في الإسلام
المبحث الأول: تعريف المعاهدة لغة وشرعا
المبحث الثاني: دليل مشروعية عقد المعاهدة في الشريعة الإسلامية
المبحث الثالث: الفرق بين المعاهدة والميثاق والعقد
المبحث الرابع: الفرق بين المعاهدة والاستئمان
المبحث الخامس: أنواع المعاهدات في شريعة الإسلام
الفصل الثاني: معاهدات الرسول صلى الله عليه وسلم ودورها في ترسيخ القيم والمبادئ الإنسانية العامة:
المبحث الأول: ضوابط تنظيم المعاهدات في التشريع الإسلامي
المبحث الثاني: نقض المعاهدات في التشريع الإسلامي
المبحث الثالث: الحقوق المترتبة على المعاهدات
المبحث الرابع: رعاية حقوق المعاهدين
المبحث الخامس: الدروس المستفادة من معاهدات النبي صلى الله عليه وسلم
خاتمة
([1]) الاحتطاب جمع الحطب وهو: الذي توقد به النار، من الصحاري ورؤوس الجبال. «المخصص» لابن سيده (3/ 162)، «التعريفات الفقهية» البركتي(ص18)
([2]) السيرة النبوية في ضوء الكتاب والسنة للشيخ محمد أبو شهبة (ص:7-8)
([3]) هو :علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، الهاشمي القرشي، أبو الحسن، الملقب بزين العابدين ، من سادات التابعين ، وأحد من كان يضرب بهم المثل في الحلم والورع. يقال له: " علي الأصغر " للتمييز بينه وبين أخيه " عليّ " الأكبر ، أمه سلافة بنت يزدجرد آخر ملوك فارس، ولد سنة (38 ه) ، كان يقوت نحو مئة بيت سرا، فافتقد ذلك بعد موته. وليس للحسين رضي الله عنه " السبط " عقب إلّا منه . توفي بالمدينة المنورة سنة (94 ه) انظر سير أعلام النبلاء، (4/ 386) وفيات الأعيان، (3/ 266) الأعلام للزركلي (4/ 277)
([4]) رواه الخطيب البغدادي في «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع » (2/ 195)
([5]) هو: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهرى ، أبو بكر المدنى ، أحد أحدُ الفقهاء والمحدثين والأعلام التابعين بالمدينة. أول من دون الحديث، وكان يحفظ ألفين ومئتي حديث ،. ولد سنة إحدى وخمسين. رأى عشرة من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وروى عنه جماعةٌ من الأئمة، منهم: مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وكتبَ عمر بن عبد العزيز إلى الآفاق: عليكم بابن شهاب؛ فإنكم لا تجدون أحدًا أعلمَ بالسنة الماضية منه. توفي في رمضان سنة أربع وعشرين ومائة. انظر: سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 326) الأعلام للزركلي (7/ 97).
([6]) «السيرة الحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون» (1/ 5)
([7]) البداية والنهاية (3/ 243)« السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة» (ص: 8)
([8]) البداية والنهاية، (3/ 242) والذكر هنا يعني: الشرف
([9]) هو : أبو بكر محمد بن إسحاق بن يسار المدنى ، صاحب السيرة من أقدم مؤرخي العرب ، وكان جده يسار من سبى عين التمر، رأى أنس بن مالك ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، وسعيد بن المسيب كان ثقة ، وكان حسن الحديث،أول من دون العلم بالمدينة، وذلك قبل مالك وذويه، وكان في العلم بحرا عجاجا،له تصانيف ، منها: (السيرة النبويّة)هذبها ابن هشام،(كتاب الخلفاء) روى له: مسلم في المتابعات ، واستشهد به: البخاري، وأخرج أصحاب السنن له ، توفي في بغداد، ودفن بمقبرة الخيزران (أمّ هارون الرشيد) سنة 150 ه ويقال بعدها. سير أعلام النبلاء ط الرسالة (7/ 33) الأعلام للزركلي (6/ 28)
([10]) انظر: سيرة ابن هشام (2/115-118)
([11]) ذكرها ابن إسحاق في السيرة (2/115، 118) بدون إسناد ، ونص الكتاب: «بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب من محمد النبي الأمي بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب، ومن تبعهم فلحق بهم، وجاهد معهم، أنهم أمة واحدة من دون الناس: المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم، وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط، وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين، ثم ذكر كل بطن من بطون الأنصار وأهل كل دار: بني ساعدة، وبني جشم، وبني النجار، وبني عمرو بن عوف، وبني النبيت. إلى أن قال: وإن المؤمنين لا يتركون مفرحا بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء وعقل، ولا يخالف مؤمن مولى مؤمن دونه، وأن المؤمنين المتقين على من بغى منهم، أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثم أو عدوان، أو فساد بين المؤمنين، وأن أيديهم عليه جميعهم، ولو كان ولد أحدهم، ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر؛ ولا ينصر كافرا على مؤمن، وأن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم، وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس. وأنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين، ولا متناصر عليهم، وأن سلم المؤمنين واحدة، لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم، وأن كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضا، وأن المؤمنين يبيء بعضهم بعضا بما نال دماءهم في سبيل الله، وأن المؤمنين المتقين على أحسن هدى وأقومه.
وأنه لا يجير مشرك مالا لقريش ولا نفسا، ولا يحول دونه على مؤمن، وأنه من اعتبط مؤمنا قتلا عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولي المقتول، وأن المؤمنين عليه كافة، ولا يحل لهم إلا قيام عليه. وأنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة، وامن بالله واليوم الاخر أن ينصر محدثا ولا يؤويه، وأنه من نصره أو اواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل ، وأنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله عز وجل، وإلى محمد صلى الله عليه وسلم. وأن اليهود يتفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين. وأن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين. لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم ومواليهم وأنفسهم إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته. وأن ليهود بني النجار وبني الحارث، وبني ساعدة وبني جشم، وبني الأوس، وبني ثعلبة، وجفنة، وبني الشّطيبة مثل ما ليهود بني عوف، وأن بطانة يهود كأنفسهم. وأنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد، ولا ينحجر على ثأر جرح، وأنه من فتك فبنفسه إلا من ظلم، وأن الله على أثر هذا.
وأن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم، وأنه لم يأثم امرؤ بحليفه؛ وأن النصر للمظلوم؛ وأن يثرب حرام جرفها لأهل هذه الصحيفة، وأن الجار كالنفس غير مضار ولا اثم. وأنه لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها. وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده، فإن مرده إلى الله وإلى محمد رسول الله، وأن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره، وأنه لا تجار قريش ولا من نصرها. وأن بينهم النصر على من دهم يثرب، وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه فإنهم يصالحونه، وأنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين إلا من حارب في الدين، على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم، وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو اثم، وأنه من خرج امن ومن قعد امن بالمدينة إلا من ظلم أو أثم. وأن الله جار لمن بر واتقى»
([12]) المختصر في السيرة النبوية دراسة محررة ، د. موسى العازمي(ص164) الناشر: دار ابن الجوزي ، الرياض ، ط. الثانية 1444هـ
([13]) هو: أبو عبد الله، شمس الدين، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد ابن قيم الجوزية، الدمشقي، الحنبلي، ولد سنة: (691هـ)، الإمام والجبل الراسخ، والأصولي الفقيه، النحوي البياني المبرز، كان عارفًا بالتفسير لا يجارى فيه، وبأصول الدين، وإليه فيها المنتهى، وبالحديث ومعانيه وفقهه، ودقائق الاستنباط منه، لا يلحق في ذلك، وبالفقه وأصوله، وبالعربية، وله فيها اليد الطولى، وبعلم الكلام، من تصانيفه: «الفوائد»، «زاد المعاد»، توفي سنة: (751هـ). انظر: سلم الوصول إلى طبقات الفحول (3/ 61)، التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول (ص: 409).
([14]) سيأتي معنى الموادعة.
([15]) زاد المعاد في هدي خير العباد (3/79)
([16]) رواه مسلم ، كتاب العتق ، باب تحريم تولي العتيق غير مواليه (2/1146)حديث رقم (1507) وتمامه: ثم كتب " أنه لا يحل لمسلم أن يتوالى مولى رجل مسلم بغيرر إذنه" ثم أخبرت؛ أنه لعن في صحيفته من فعل ذلك.
([17]) البطن: هو ما دون القبيلة وفوق الفخذ . انظر: النهاية لابن الأثير (1/137)
([18]) العقول: هي الديات . انظر: النهاية لابن الأثير (3/252)
([19]) هو: أحمد بن عمر بن إبراهيم، أبو العباس الأنصاري القرطبي: الفقيه المحدث نزيل الإسكندرية. ولد بقرطبة سنة(578ه)، وسمع الكثير، وقدم الإسكندرية، فأقام بها يدرس ، ويعرف في بلاده بابن المزين. له مصنفات منها: "المفهم في شرح صحيح مسلم"، و"اختصار الصحيحين " توفي في ذي القعدة سنة (656ه) ينظر: تاريخ الإسلام ت بشار (14/ 796) "حسن المحاضرة" للسيوطي(1/ 457) "الأعلام" للزركلي (1/ 186)
([20]) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (4/ 340)
([21]) هو: أبو عَبْد اللّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن أبي بكر بن فَرْح، الأندلسي ، القرطبي، الإِمَام، العلّامة،من كبار المفسرين جمع بين العلم والعمل ، رحل إلى الشرق واستقر بمنية ابن خصيب (في شمالي أسيوط، بمصر) له تصانيف مفيده تدلّ على كثرة اطّلاعه ووُفُور فضْله، منها: " الجامع لأحكام القرآن "،"الأسْنَى فِي الأسماء الحُسْنى "، وكتاب " التذكرة "، وتوفي في شوال سنة 671هـ . « تاريخ الإسلام» (15/ 230) "الأعلام" للزركلي (5/ 322)
([22] ) تفسير القرطبي (6/ 13)
([23]) [المائدة: 5]
([24]) رواه البخاري في صحيحه كتاب الجهاد والسير ،باب ما قيل في درع النبي صلى الله عليه وسلم والقميص في الحرب، حديث رقم (2916) ومسلم ، كتاب المغازي، حديث رقم (1603) ولفظه: عن *عائشة رضي الله عنها قالت: «توفي النبي صلى الله عليه وسلم ودرعه *مرهونة عند يهودي بثلاثين»