لا شك أن الضلال قد وقع في كتب كثير من أهل العلم، ولا سيما من المعتزلة والأشاعرة، وليس ذلك مختصا بالنحو والبلاغة والأصول، بل هو موجود في كل العلوم تقريبا.
ولكن هذا لا يعني أن نتكلم فيما لا نعلم، ولا أن نرد كلامهم بمجرد رأينا من غير أن نسند كلامنا لأهل العلم المتقنين.
فإن الأمة بحمد الله لا تجتمع على ضلالة، ولا يخلو عصر من عصور الإسلام من وجود أهل للحق يحملونه ويبلغونه، ويردون الباطل ويزيفونه.
فإن كنا نرد كلام بعض أهل العلم استنادا إلى كلام علماء آخرين حملوا الحق وبلغوه، فهذا لا إشكال فيه.
أما إن كنا نزعم أن جميع اللغويين أخطئوا، أو أن جميع النحويين أخطئوا، أو أن جميع البلاغيين أخطئوا، أو أن جميع الأصوليين أخطئوا .... إلخ، فلا شك أن هذا كلام لا ينبغي أن يلتفت إليه.