قال الآمدي في أبكار الأفكار (5/288): «وقوله- عليه السلام-: «الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تصير ملكًا عضوضًا»، ليس فيه ما يدل على أن الخلافة منحصرة في الخلفاء الراشدين، وهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ رضى الله عنهم حيث أن مدة خلافتهم وقعت ثلاثون سنة على وفق ما نطق به النبي صلى اللّه عليه و سلم، وأنه لا خلافة بعد الخلفاء الراشدين؛ بل المراد به: أن الخلافة بعدي على ما يجب من القيام بوظائف الإمامة، واتباع سنتي من غير زيادة، ولا نقصان ثلاثون سنة، بخلاف ما بعدها، فإن أكثر أحكامها، أحكام الملوك.
ويدل على بقاء الخلافة مع ذلك أمران:
الأول: إجماع الأمة فى كل عصر على وجوب اتباع إمام ذلك العصر، وعلى كونه إمامًا، وخليفة مُتَّبَعًا.
الثاني: أنه قال: «ثم تصير مُلكًا» والضمير فى قوله: تصير مُلكًا، إنما هو عائد إلى الخلافة؛ إذ لا مذكور يمكن عود الضمير إليه غير الخلافة، وتقدير الكلام: ثم تصير الخلافة ملكًا، حكم عليها بأنها تصيرُ مُلكًا، والحكم على الشي*ء، يستدعي وجود ذلك الشي*ء».