تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: توجد ﻋﺒﺎﺩﺗﺎﻥ .. ﺇﻥ حافظت ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ شعرت بأمن وراحة وسكينة لا توصف..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    12,154

    افتراضي توجد ﻋﺒﺎﺩﺗﺎﻥ .. ﺇﻥ حافظت ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ شعرت بأمن وراحة وسكينة لا توصف..

    توجد ﻋﺒﺎﺩﺗﺎﻥ .. ﺇﻥ حافظت ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ شعرت بأمن وراحة وسكينة لا توصف ، وﺣﺪﺛﺖ ﻟﻚ ﻣﻔﺎﺟﺂت لا تتوقعها ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ !!
    ﺍﻷﻭﻟﻰ : الإستغفار .
    ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺃﺫﻛﺎﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀ .
    ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ؟!
    - ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اليومية التي يعانيها الناس ﺳﺒﺒﻬﺎ : ( الذنوب والمعاصي)
    فلو أنك تداوم ﻋﻠﻰ الإستغفار يومياً ، ستُمحى ذنوبك ، وستُحل أكثر ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺣﻴﺎﺗﻚ .
    قال تعالى : { وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا }
    - ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اليومية التي نتعرض لها ﺳﺒﺒﻬﺎ : ( الشيطان والعين ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ )
    فلو أنك ﺗﺪﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺫﻛﺎﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀ، ستُحصِّن نفسك من هذه الشرور كلها ، وستُحل كل مشاكلك بإذن الله تعالى .
    قال رسول الله ﷺ :
    " العين حق، ولو كان شيءٌ سابق القدر، لسبقته العين "
    [رواه مسلم ]

    رأيكم بهذا الكلام ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: توجد ﻋﺒﺎﺩﺗﺎﻥ .. ﺇﻥ حافظت ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ شعرت بأمن وراحة وسكينة لا توصف..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    توجد ﻋﺒﺎﺩﺗﺎﻥ .. ﺇﻥ حافظت ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ شعرت بأمن وراحة وسكينة لا توصف ، وﺣﺪﺛﺖ ﻟﻚ ﻣﻔﺎﺟﺂت لا تتوقعها ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ !!
    ﺍﻷﻭﻟﻰ : الإستغفار .
    ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺃﺫﻛﺎﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀ .
    ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ؟!
    - ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اليومية التي يعانيها الناس ﺳﺒﺒﻬﺎ : ( الذنوب والمعاصي)
    فلو أنك تداوم ﻋﻠﻰ الإستغفار يومياً ، ستُمحى ذنوبك ، وستُحل أكثر ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺣﻴﺎﺗﻚ .
    قال تعالى : { وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا }
    - ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اليومية التي نتعرض لها ﺳﺒﺒﻬﺎ : ( الشيطان والعين ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ )
    فلو أنك ﺗﺪﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺫﻛﺎﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀ، ستُحصِّن نفسك من هذه الشرور كلها ، وستُحل كل مشاكلك بإذن الله تعالى .
    قال رسول الله ﷺ :
    " العين حق، ولو كان شيءٌ سابق القدر، لسبقته العين "
    [رواه مسلم ]

    رأيكم بهذا الكلام ؟
    بارك الله فيك-هل أدُلَّك على ما هو أحسن من هذا الكلام
    ضرب الله مثلا يوضح حقيقة العلاقة بين الإيمان وحصول آثاره من راحة القلب وطمأنينة الصدر وطيب النفس وصلاح البال، فقال تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {الزمر: 29}. قال السعدي: {فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ } ليسوا متفقين على أمر من الأمور وحالة من الحالات حتى تمكن راحته، بل هم متشاكسون متنازعون فيه، كل له مطلب يريد تنفيذه ويريد الآخر غيره، فما تظن حال هذا الرجل مع هؤلاء الشركاء المتشاكسين؟ { وَرَجُلا سَلَمًا لِرَجُلٍ } أي: خالصا له، قد عرف مقصود سيده، وحصلت له الراحة التامة. { هَلْ يَسْتَوِيَانِ } أي: هذان الرجلان { مَثَلا } ؟ لا يستويان. كذلك المشرك، فيه شركاء متشاكسون، يدعو هذا، ثم يدعو هذا، فتراه لا يستقر له قرار، ولا يطمئن قلبه في موضع، والموحد مخلص لربه، قد خلصه اللّه من الشركة لغيره، فهو في أتم راحة وأكمل طمأنينة اهـ.
    فبهذا يعرف أن الإيمان الذي يتوفر به صاحبه على وجهة واحدة، يعلم أنها هي التي تضر وتنفع، وتعطي وتمنع، وتخفض وترفع، هو الذي تحصل به السكينة والطمأنية ، فلا شك أن المؤمن الذي يعبد من بيده الضر والنفع أحق بهذه النعمة من المشرك الذي يعبد ما لا يضره ولا ينفعه، بل ضره أقرب من نفعه.
    ثم إن الإيمان الذي يدور حول معرفة الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وأفعاله المثلى، يرسخ في القلب أنواعا من العبوديات، تتحقق بها سعادته وطمأنينته،
    فمن أيقن أن الله تعالى هو العليم الخبير، العزيز الحكيم، الغفور الرحيم، الغني الكريم، الحليم العظيم، الحي القيوم، من أيقن بذلك وعاش في الدنيا بمقتضاه لا شك أنه يطمئن قلبه وتسكن نفسه؛ ثقة بالله وتوكلا عليه وركونا إليه، حيث يعلم أن الله أرحم به من نفسه ومن أمه التي ولدته، وأن اختياره له خير من اختياره لنفسه.
    ثم إذا نظرنا إلى أركان الإيمان
    كلٌّ على حدة لاحظنا ما لها من علاقة وثيقة بنزول السكينة وحصول الطمأنينة،
    فمثلا الإيمان باليوم الأخر يزهد العبد في الدنيا ويهون عليه مصائبها.
    والإيمان بالقدر يبعث في النفس الطمأنينة يريحها من كد التطلع إلى ما لم يكن، ويخفف عنها عناء حصول ما يكره، لأنه يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه،
    كما قال تعالى:
    مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ .. {الحديد:22 -23}.
    ومن ناحية أخرى فإن الجزاء من جنس العمل،
    ولذلك كان الأمن ثمرة من ثمرات الإيمان،
    كما قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ {الأنعام : 82} ولا يخفى ما يعنيه حصول الأمن من حصول منافعه من السكينة والطمأنينة وغير ذلك.
    وذلك أن الله تعالى هو الشكور الذي يشكر القليل من صالح العمل، ويعفو عن الكثير من الزلل، ولا يضيع أجر المحسنين، وجزاؤه سبحانه لعبده المؤمن لا يقتصر على الآخرة، بل يكون في الدنيا أيضا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة، يُعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة رواه مسلم.
    ومن هذا الجزاء الحسن للمؤمن في الدنيا أن يرزقه الله الطمأنينة وصلاح البال وطيب الحياة، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ {محمد:2}.
    وقال: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّ هُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّ هُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {النحل:97}.
    وقال: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28} فمن آمن بالله وأقبل عليه بالعمل الصالح كانت له في الدنيا الحياة الطيبة والسعادة الحقيقية كما قال تعالى: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا .. {طه:123-124}. وقال : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ {الأحقاف:13}.

    وأما الصلاة وأثرها النافع في علاج الأمراض النفسية فلا شك فيه،
    فإنها أعظم صور الإيمان العملي،
    وقد سماها الله إيمانا
    فقال:
    وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ {لبقرة : 143}
    فهي صورة مثلى لصلة العبد بربه، حيث يقف بين يديه يناجيه ويتأهل لنزول رحمته وفضله،
    وهذا هو أساس صلاح النفس وخلاصها من آفاتها وشفائها من أمراضها،
    كما قال تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {العنكبوت:45}.
    ولقد كان من عظيم أثرها وكبير شأنها أن النبي صلى الله عليه وسلم:
    كان إذا حزبه أي أمر اشتد عليه صلى . رواه أبو داود وأحمد. وحسنه الألباني.
    وقال صلى الله عليه وسلم: جعلت قرة عيني في الصلاة رواه النسائي وأحمد وصححه الألباني.
    وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها. رواه أبو داود وأحمد وصححه الألباني.
    فعلم بذلك أن الصلاة تفرج بها الكروب، وتقر بها العيون، وترتاح لها النفوس، ولذلك أمر الله تعالى بالاستعانة بها مع الصبر، فقال سبحانه: يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين {البقرة: 153}.
    وقد سبق ذكر الصلاة ضمن أدوية نافعة وناجعة في علاج القلق النفسي
    **************

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: توجد ﻋﺒﺎﺩﺗﺎﻥ .. ﺇﻥ حافظت ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ شعرت بأمن وراحة وسكينة لا توصف..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    ﺍﻷﻭﻟﻰ : الإستغفار .
    إن الاستغفار زادُ الأبرار، وشعار الأتقياء، ومَفزَع الصالحين، به تسعَدُ القلوب، وتنشَرِح الصدور، وتنجلي الهموم، وتُثقَل الموازين، وتُرفَع الدرجات، وتُحَط الخطيئات، وتُفرَّج الكُرُبات، وكم جلب الاستغفارُ لأهله من الخيرات، وكم صرف عنهم من البلايا والمُلِمَّات! إن الاستغفار دواءٌ ناجع، وعلاجٌ نافع، يقشَعُ سُحُب الهموم، ويُزِيل غيم الغموم، فهو البَلْسَم الشافي، والدواء الكافي. إن للاستغفار ثمارًا يانعة، وفوائدَ جَمَّة، وغنيمة باهظة، إن فيه خيرَي الدنيا والآخرة، إن فيه السعادةَ في الدنيا والفلاح في الآخرة،

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: توجد ﻋﺒﺎﺩﺗﺎﻥ .. ﺇﻥ حافظت ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ شعرت بأمن وراحة وسكينة لا توصف..

    إن الاستغفار يحقق للعبد الرضا والطمأنينة وراحة البال
    قال تعالى: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً).
    إن الاستغفار يطرد الهم و الغم ويجعل روح المؤمن في سعادة وسرور : (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب). رواه أبو داود.

    إن الاستغفارَ يُنقِّي القلب مِن ظُلُمات المعاصي والذنوب؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد إذا أخطأ خطيئةً نُكِتَت في قلبه نكتةٌ سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، وإن عاد زِيدَ فيها حتى تعلوَ قلبَه، وهو الران الذي ذكر الله: { {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} }
    . قال العلماء: إن الذنوب تُسوِّد القلب، ولا يزال العبد كلما أذنب ذنبًا زادت الظُّلمة وعظم السواد في قلبه،
    فأما إذا بادر بعد الذنب بالتوبة والاستغفار، نقي قلبه وهذب ونظف.
    عن قتادة رحمه الله قال: إن القرآن يدلُّكم على دائكم ودوائكم، أما داؤكم، فذنوبكم، وأما دواؤكم، فالاستغفار

    . قال ابن القيم رحمه الله: سألتُ شيخ الإسلام ابن تيمية، فقلتُ: يسأل بعض الناس: أيُّما أنفع للعبد التسبيح أو الاستغفار؟ فقال: إذا كان الثوبُ نقيًّا، فالبخور وماء الورد أنفعُ له، وإن كان دَنِسًا، فالصابون والماء أنفع له.
    قال ابن القيم: مِن أعظم أسباب ضِيق الصدرِ الإعراضُ عن الله،
    والغفلةُ عن ذكره، ولا يزال الاستغفارُ الصادق بالقلب حتى يردَّه بالصحة والسلامة.
    عن بكر المُزَني رحمه الله قال: إن أعمال بني آدم تُرفَع، فإذا رفعت صحيفةٌ فيها استغفار رُفِعَت بيضاء، وإذا رُفِعَت ليس فيها استغفارٌ رُفِعَت سوداءَ.
    وعد الله مَن استغفره أن يغفر له سبحانه وتعالى: قال الله تعالى: { {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} } [طه: 82]. وتأمَّل يا أخي، لقد أكد الكلام بإن، واللام، ثم خصَّ ذلك بذاته سبحانه، فقال: "وَإِنِّي"، ولم يقُل جلَّ شأنه: "وإني لغافر"، بل قال "غفَّار"، ليدلَّ على عظيمِ عفوِه، وواسع مغفرتِه.
    وقال سبحانه: { {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} } [الإسراء: 25]،
    وقال سبحانه: { {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} {} } [النساء: 110]، وقال سبحانه: { {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: 64]، وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} فإذا مات المسلم الموحِّد ولم يشرك بالله شيئًا، فالله سبحانه قد يغفرُ الله كلَّ ذنوبه مهما عظُمَت، ومَن أشرك باللهِ سبحانه، وعبد معه غيرَه، ثم تاب إليه وأناب؛ فهو يغفِرُ له أيضًا. وقال الله سبحانه: { {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} } [البقرة: 58]. وعن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: (( «يا عبادي، إنِّي حرَّمتُ الظلمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم مُحرَّمًا، فلا تظالموا، يا عبادي، كلُّكم ضالٌّ إلا مَن هديتُه، فاستهدوني أَهْدِكُم، يا عبادي، كلُّكم جائعٌ إلا مَن أطعمتُه، فاستطعموني أُطعِمْكم، يا عبادي، كلُّكم عارٍ إلا مَن كسوتُه، فاستكسوني أَكْسُكم، يا عبادي، إنكم تُخطِئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أَغْفِرْ لكم» )) [أخرجه مسلم] .
    قال العلماء:
    وإنما قال سبحانه جميعًا ها هنا قبل أمره إيَّانا باستغفاره
    حتى لا يقنَطَ أحدٌ مِن رحمة الله لعظيم ذنب احتقره، ولا لشديد وِزْر قد ارتكبه،
    ما أرحمَه وألطفَه جلَّ شأنُه، خلقنا وهو يعلَمُ أننا سوف نذنب ليلًا ونهارًا،
    ثم فتح لنا أبواب مغفرتِه،
    ولم يُقنِّط عبادَه مِن رحمته.
    وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربِّه عز وجل،
    قال: ((أذنب عبدٌ ذنبًا، فقال: اللهم اغفِرْ لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلِم أن له ربًّا يغفِرُ الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنَب، فقال: أي رب، اغفِرْ لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبًا فعلم أن له ربًّا يغفِرُ الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفِرْ لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا فعلِم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، اعمَلْ ما شئت، فقد غفرتُ لك))
    . وتأمَّل في كلامه جل شأنه، قال: ((فعلِم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب)).
    قال العلماء: قدَّم المغفرة على المؤاخذة
    ؛ لكرمه سبحانه.
    قالوا: "وقوله: ((اعمل ما شئت فقد غفرت لك))،
    لا يدل على إباحة المعاصي،
    ولا الاجتراء على الله بكثرة الذنوب،
    وإنما معناه: ما دمت تذنب ثم تتوب، غفرت لك.
    وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (( «والذي نفسي بيده، لو لم تُذنِبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقومٍ يُذنِبون، فيستغفرون الله فيغفر لهم» ))
    . وعن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم
    قال: (( «إن الشيطان قال: وعزَّتِك يا رب، لا أبرَحُ أُغوِي عبادك، ما دامَتْ أرواحُهم في أجسادِهم،
    فقال الرب تبارك وتعالى: وعزَّتي وجلالي، لا أزال أغفِرُ لهم، ما استغفروني» )
    . وعن ابن مسعود رضي الله عنه،
    قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
    (( «مَن قال: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه ثلاثًا، غُفِرَت له ذنوبُه،
    وإن كان فارًّا مِن الزحف» ))
    - مَن لزم الاستغفار سرَّته صحيفتُه يوم القيامة: هنيئًا لِمَن داوم على الاستغفار، فجاء يوم القيامة قد ذهبت سيئاتُه هباءً، وتضاعَفَتْ حسناتُه وعظُمَت، فعن عبدِالله بن بُسْر رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (( «طُوبَى لِمَن وَجَد في صحيفته استغفارًا كثيرًا» ))؛ أخرجه ابن ماجه بسند حسن. وعن الزُّبَير بن العوَّام رضي الله عنه
    - الاستغفار سبب للنجاة مِن عذاب النار:
    عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( «يا معشرَ النساءِ، تصدَّقْنَ وأكثِرْنَ الاستغفار، فإني رأيتُكن أكثرَ أهل النار» ))
    . وتأمَّل في هذا الخبر: «عن عائشة رضي الله عنها قلت: يا رسول الله، ابنُ جُدْعَانَ كان في الجاهلية يَصِلُ الرَّحم، ويُطعِم المسكين، فهل ذاك نافِعُه؟ قال: "لا ينفَعُه، إنه لم يَقُلْ يومًا: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين» ))
    . وعن أبي العالية قال: "إني لأرجو ألَّا يَهلِك عبدٌ بين نعمتينِ؛ نعمة يحمَدُ الله عليها، وذنب يستغفِرُ اللهُ منه". 5- الاستغفار سببٌ لرحمة الله تعالى في الدنيا والآخرة: قال صالح عليه السلام لقومِه: { {يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} } [النمل: 46]؛
    فكثرة الاستغفار والتوبةُ مِن أسباب تنزُّل الرحمات الإلهية، والألطافِ الربانية، والفلاح في الدنيا والآخرة.
    الاستغفار سبب لدخول الجنة:
    قال الله سبحانه: { {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} } [آل عمران: 135، 136]؛
    فالصالحون يخطئون، لكنهم يبادرون بالاستغفار والتوبة، فأعقَبَهم الله بكثرة استغفارهم جنات النعيم. لقد كان الصالحون مِن كلِّ أمة على هذا الدرب، قال الله تعالى: { {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِين َ وَالْمُسْتَغْفِ رِينَ بِالْأَسْحَارِ} }
    ذكر ابنُ أبي الدنيا
    عن عبدالعزيز بن عمر بن عبدالعزيز، قال: رأيتُ أبي في النوم بعد موته كأنه في حديقةٍ، فرفع إليَّ تفاحات، فأوَّلتهن بالولد, فقلت: أي الأعمال وجدت أفضل؟ قال: الاستغفار يا بُنَي.
    - الاستغفار سببٌ لسَعَة الرزق، ونزول المطر، وكثرة المال: قال الله تعالى: { {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ} } قال العلماء: { {يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا } ?؛ أي: يُمتِّعْكم بالمنافع من سَعَة الرزق ورَغَد العيش، والعافية في الدنيا، ولا يستأصِلْكم بالعذاب كما فعَل بمَن أهلَك قبلكم ? إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ?، وهو وقت وفاتكم. وقال نوح عليه السلام: { {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} } [نوح: 10 - 12]
    قال مقاتلٌ رحمه الله: لَمَّا كذَّبوا نوحًا زمانًا طويلًا، حبَس الله عنهم المطر، وأعقَمَ أرحام نسائهم أربعين سنةً، فهَلَكت مواشِيهم وزُرُوعُهم، فصاروا إلى نوحٍ عليه السلام واستغاثوا به، فقال: استغفروا ربكم إنه كان غفارًا...".
    قال العلماء: رغَّبهم إن هُمُ استغفَروا ربَّهم أن يُكثِر رزقَهم، بأن ? يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ?؛ أي: مطرًا متتابعًا متواصلًا يتلو بعضه بعضًا، يروي الشِّعاب والوهاد، ويُحْيِي البلاد والعباد، ? وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ?؛ أي: يُكثِرْ أموالَكم وأولادَكم التي تُدرِكون بها ما تطلبون من الدنيا، ? وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ ? فيها أنواعُ الثمار المختلفة ? وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ?، تَرْوُون بها زُرُوعَكم، ومنها تشربون. وعن الشَّعبي رحمه الله أن عمر بن الخطاب خرج يستسقي فصعِد المنبر، فقال: {ا {سْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} } ، ثم نزل، فقالوا: يا أمير المؤمنين، لو استسقيتَ؟ فقال: لقد طلبتُه بمجاديحِ السماء التي يستنزل بها القَطْر، والمجدح: خشبةٌ في رأسها خشبتانِ معترضتان يُساطُ بها الشراب
    . وقال هودٌ عليه السلام لقومه: { {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} } [هود: 52].
    قال العلماء: أمَرَهم بالاستغفار الذي فيه تكفيرُ الذنوب السالفة، وبالتوبةِ عما يستقبِلُون من الأعمال السابقة، ومَن اتَّصَف بهذه الصفة يسَّر الله عليه رزقه، وسهَّل عليه أمره، وحفِظ عليه شأنه وقوَّته. عن جعفر الصادق رحمه الله قال: إذا استبطأتَ الرزق فأكثِرْ مِن الاستغفار.
    ؛ فالاستغفار سببٌ لنزول الغيث المِدْرَار، وحصولِ البركة في الأرزاق والثمار، وكثرة النسل والنَّماء، وكثرة النِّعَم في الفيافِي والقِفار.
    ذكر القرطبي رحمه الله في تفسيرِه عن ابن صُبَيح
    قال: شكا رجلٌ إلى الحسن الجُدُوبةَ، فقال له: استغفِرِ الله، وشكا آخر إليه الفقر، فقال له: استغفِرِ الله، وقال له آخر: ادعُ الله أن يرزقني ولدًا، فقال له: استغفِرِ الله، وشكا إليه آخر جفافَ بستانه، فقال له: استغفِرِ الله، قال: فقلنا له في ذلك؟ فقال: ما قلتُ مِن عندي شيئًا، إن الله تعالى يقول: { {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} } [نوح: 10 - 12].
    - الاستغفار سبب للقوة: قال هودٌ عليه السلام لقومه: { {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} } [هود: 52]. قال العلماء: كانوا مِن أقوى الناس، ولهذا قالوا: { {مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} } [فصلت: 15]، فوعدهم أنهم إن آمنوا زادَهُم اللهُ قوةً إلى قوتِهم، قوةً في الجسم، وقوةً في النِّعَم، وقوةً بكثرة المال الولد، كلُّ هذا يدخل في معنى القوة، والله أعلم. في الاستغفار: قوةُ الجسم، وصحةُ البدن، والسلامةُ مِن العاهات والآفات، والشفاءُ من الأمراض والأوصاب
    الاستغفار سببٌ لتفريج الهموم والكُرُبات: عن ابن عباسٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (( «مَن لزِم الاستغفارَ جعَل اللهُ له مِن كلِّ ضيقٍ مخرجًا، ومِن كل همٍّ فرجًا، ورزقه مِن حيث لا يحتسب» ).
    فكم مِن رجلٍ لزِم الاستغفارَ ففرَّج اللهُ همَّه، وأزال كربَه، وأبدل أحزانَه أفراحًا، وضِيقَه سَعَةً، وعسرَه يُسرًا، وفقرَه غِنًى، وأقبلَتْ عليه المَسرَّات.
    قال ابن عبدالهادي رحمه الله في "العقود الدرية":
    "سمِعتُ شيخ الإسلام في مبادئ أمرِه يقول:
    إنه ليقفُ خاطري في المسألة والشيءِ أو الحالة التي تُشكِل عليَّ؛
    فأستغفِرُ الله تعالى ألفَ مرَّةً أو أكثر أو أقل، حتى ينشرح الصدر، وينحلَّ إشكال ما أُشكِل،
    قال: وأكون إذ ذاك في السوق، أو المسجد، أو الدرب، أو المدرسة،
    لا يمنعني ذلك مِن الذكر والاستغفار إلى أن أنال مطلوبي".
    - الاستغفار سبب لدفع العذاب في الدنيا: قال الله تعالى: { {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } } [الأنفال: 33].
    وعن فضالة بن عُبَيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( «العبدُ آمنٌ مِن عذاب الله ما استغفَرَ اللهَ» ))[18]. وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: «خسَفَتِ الشمسُ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فقام فَزِعًا يخشى أن تكونَ الساعةُ، حتى أتى المسجد، فقام يُصلِّي بأطولِ قيامٍ وركوع وسجود، ما رأيته يفعله في صلاة قط، ثم قال: ((إن هذه الآياتِ التي يُرسِلُ اللهُ لا تكون لموت أحدٍ ولا لحياته، ولكن الله يُرسِلُها يُخوِّف بها عباده، فإذا رأيتُم منها شيئًا، فافزَعوا إلى ذكرِه ودعائه واستغفاره» ))
    . ويذكُرُ عن عليٍّ رضي الله عنه قال: العَجَبُ ممَّن يَهلِكُ ومعه النجاة، قيل: وما هي؟
    قال: الاستغفار. وكان رضي الله عنه يقول: ما أَلْهَم اللهُ سبحانه وتعالى عبدًا الاستغفارَ، وهو يريد أن يُعذِّبَه.
    ففي الاستغفار: دفعُ الكوارث، والسلامةُ مِن الحوادث، والأمنُ مِن الفتن والمِحَن
    - الاستغفار سبب للنصر على الأعداء: قال الله تعالى:
    { {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    12,154

    افتراضي رد: توجد ﻋﺒﺎﺩﺗﺎﻥ .. ﺇﻥ حافظت ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ شعرت بأمن وراحة وسكينة لا توصف..

    جزاكم الله خيرا .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: توجد ﻋﺒﺎﺩﺗﺎﻥ .. ﺇﻥ حافظت ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ شعرت بأمن وراحة وسكينة لا توصف..

    جزاك الله خيرا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,557

    افتراضي رد: توجد ﻋﺒﺎﺩﺗﺎﻥ .. ﺇﻥ حافظت ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ شعرت بأمن وراحة وسكينة لا توصف..

    "فلا شك أن الإنسان إذا كان راسخ الإيمان ملتزماً بأوامر الدين ومحافظاً على تلك الأذكار الواردة في الصباح والمساء فإن الله تعالى بمنه وكرمه يعصمه من كل ما يكره مكافأة له على التزامه بأوامر ربه، ولهذا جاء الوعد من النبي صلى الله عليه وسلم في هذا،
    فعن
    عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل يوم: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

    ووجه الدلالة في هذا أن الإنسان إذا لم يقرأ هذه الأذكار فإنه لا يشمله الحفظ المذكور وإنما يبقى في مشيئة الله سبحانه.. إن شاء حفظه وإن شاء تركه، ومن هذا تتصح للسائل أهمية هذه الأذكار، وأن الوعد بالحفظ من الشياطين وغيرها من كل مكروه منوط بقراءتها في الصباح والمساء على الوجه الذي حدده الشرع، ومن لم يأتِ بها على ذلك الوجه فلا عهد له عند الله بالحفظ.".


    https://www.islamweb.net/ar/fatwa/19675/الوعد-بالحفظ-من-المكروه-منوط-بقول-أذكار-الصباح-والمساء

    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,557

    افتراضي رد: توجد ﻋﺒﺎﺩﺗﺎﻥ .. ﺇﻥ حافظت ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ شعرت بأمن وراحة وسكينة لا توصف..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    توجد ﻋﺒﺎﺩﺗﺎﻥ .. ﺇﻥ حافظت ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ شعرت بأمن وراحة وسكينة لا توصف ، وﺣﺪﺛﺖ ﻟﻚ ﻣﻔﺎﺟﺂت لا تتوقعها ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ !!
    ﺍﻷﻭﻟﻰ : الإستغفار .
    ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺃﺫﻛﺎﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀ .
    ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ؟!
    - ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اليومية التي يعانيها الناس ﺳﺒﺒﻬﺎ : ( الذنوب والمعاصي)
    فلو أنك تداوم ﻋﻠﻰ الإستغفار يومياً ، ستُمحى ذنوبك ، وستُحل أكثر ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺣﻴﺎﺗﻚ .
    قال تعالى : { وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا }
    - ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اليومية التي نتعرض لها ﺳﺒﺒﻬﺎ : ( الشيطان والعين ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ )
    فلو أنك ﺗﺪﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺫﻛﺎﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀ، ستُحصِّن نفسك من هذه الشرور كلها ، وستُحل كل مشاكلك بإذن الله تعالى .
    قال رسول الله ﷺ :
    " العين حق، ولو كان شيءٌ سابق القدر، لسبقته العين "
    [رواه مسلم ]

    رأيكم بهذا الكلام ؟

    بارك الله فيكم ،، كأن هذا الكلام جمع بين العلاج والوقاية، والله أعلم ..
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •