.............................. ........................
ذكر الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله في شرحه لكتاب التوحيد ان محل الطائفة المنصورة لا يجب ان يكون دائما بالشام او بيت المقدس بل قد تكون في بعض الازمان في موضع اخر . لكن لا تخلو الارض منها حتى ياتي امر الله .
و استدل على ذلك بخلو اهل الشام في زمنه و الازمان التي قبله من صفات الطائفة المنصورة المذكورة في الحديث .
و ذكر من الصفات - قتالهم لاهل الكفر -
فهل هذا لازم للطائفة باعتبار ما ثبت في صحيح مسلم من قوله صلى الله عليه و سلم ( لا تزال عصابة من امتي يقاتلون على امر الله )
اليكم نص كلامه رحمه الله /
قد اختلف في محل هذه الطائفة، فقال ابن بطال: إنّها تكون ببيت المقدس إلى أن تقوم الساعة، كما روى الطبري من حديث أبي أمامة: "قيل يا رسول الله وأين هم؟ قال: (ببيت المقدس) " وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: (هم بالشام) . وهذا قول أكثر الشارحين.
وفي كلام الطبري ما يدل على أنه لا يجب أن تكون في الشام أو في بيت المقدس دائمًا إلى أن يقاتلوا الدجال، بل قد تكون في موضع آخر، لكن لا تخلو الأرض منها حتى يأتي أمر الله.
قلت ( الشارح ): وهذا هو الحق فإنه ليس في الشام منذ أزمان أحد بهذه الصفات، بل ليس فيه إلا عباد القبور، وأهل الفسق وأنواع الفواحش والمنكرات، ويمتنع أن يكونوا هم الطائفة المنصورة، وأيضًا فهم منذ أزمان لا يقاتلون أحدًا من أهل الكفر، وإنما بأسهم وقتالهم بينهم . وعلى هذا فقوله في الحديث: (هم ببيت المقدس) . وقول معاذ: (هم بالشام) . المراد أنهم يكونون في بعض الأزمان دون بعض، وكذلك الواقع فدل على ما ذكرنا . انتهى من تيسير العزيز الحميد
و قد قال شيخ الاسلام رحمه الله كما ذكر في حاشية الكتاب
والنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ميّز أهل الشّام بالقيام بأمر الله دائماًإلى أخر الدّهر، وبأنّ الطّائفة المنصورة فيهم إلى آخر الدّهر. فهو إخبار عن أمرٍ دائمٍ مستمرٍّ فيهم مع الكثرة والقوّة، وهذا الوصف ليس لغير أهل الشّام من أرض الإسلام، فإنّ الحجاز التي هي أصل الإيمان نَقَصَ في آخر الزّمان منها: العلم، والإيمان، والنّصر، والجهاد ، وكذلك اليمن والعراق والمشرق، وأمّا الشّام فلم يزل فيها العلم والإيمان ومَن يقاتل عليه منصوراً مؤيّداً في كلّ وقت .
فهل هذا الوصف لازم للطائفة المنصورة ؟