للصائم فرحتان يفرحهما!
كتبه/ حنفي مصطفى
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فشهر رمضان المبارك بالنسبة للمؤمن، شهر الفرحة والبهجة والسعادة، والراحة الحقيقية والسَّكِينة، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ) (متفق عليه).
فيا لها مِن فرحة تملأ القلب، وتزكي النفس في كل يوم مِن رمضان عند الإفطار، والصائم يقول: "ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر -إن شاء الله-"؛ فرحة في كل يوم يشعر فيها بنعمة الله عليه التي يفرح بها بعد تمام صوم يومه، وإعانة الله له -سبحانه- وتوفيقه للصيام والقيام وتلاوة القرآن.
وفرحة أخرى أكبر منها في آخر يوم مِن رمضان يشعر فيها الصائم بتمام الفرحة بتمام صيام شهر رمضان، ويرجو مِن الله القبول ومغفرة الذنوب والعتق مِن النار في آخر الشهر المبارك، وتتم الفرحة في يوم عيد الفطر برجاء المغفرة مِن الله بصيام الشهر وقيامه، وقيام ليلة القدر، ورجاء الفوز بفضلها وأجر قيامها.
فرحة يوم العيد للصائمين والقائمين، والمتعبدين والمتهجدين، والداعين والمستغفرين، والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات؛ كل منهم ينتظر جائزته يوم عيده وتمام فرحته؛ فيا له مِن عيدٍ مبارك للصائمين، والفرحة الكبرى بتمام النعمة بالفوز بالعتق مِن النيران ودخول الجنان عند لقاء الملك الديان.
يفرح الصائم بقبول صيامه، وتمام أجره، ورضا ربه؛ فهنيئًا للصائمين بعيدهم يوم فرحتهم ومغفرة ربهم ورضوانه عند لقائه، وهو عنهم راض بفضله عليهم وإعانتهم لهم.
تقبل الله منا ومنكم صيام رمضان وقيامه، وجعلنا الله وإياكم مِن المقبولين المرحومين، ونسأله -تعالى- الكريم المنان أن يتقبل منا ومنكم زكاة الفطر، وأن يفرحنا بعيد الفطر.
اللهم أعد علينا شهر رمضان أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، واختمه لنا برضوانك، والعتق مِن نيرانك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.