رمضان وإعادة ترتيب الأولويات
كتبه/ عصام حسنين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فشهر رمضان هو المركز والمحور لكل واحد منّا؛ نُعيد فيه ترتيب أوراقنا جيدًا، ونقف فيه مع أنفسنا وقفة صدق، نحاسبها في الله -تعالى-، ننظر في الفرائض، وفي النوافل الجابرة لنقصها، فإن وجدنا خيرًا حمدنا الله، وسألناه حسن التمام والختام.
وإن وجدنا غير ذلك تبنا لربنا -تعالى- واستغفرناه، وتداركنا هذا النقص، وعزمنا على الإحسان في الباقي.
ونحاسب أنفسنا على أولوياتنا التي غالبًا ما يخلطها الشيطان -لعنه الله- علينا حتى تضيع منّا أو تقل الاستفادة مِن الأوقات؛ فيكون رمضان فرصة لمراجعة هذه الأولويات خاصة الاعتكاف في العشر الأواخر.
وأولى هذه الأولويات لدي المؤمن هو النظر فيما افترضه الله عليه مِن صلاةٍ وصومٍ، وإيتاء زكاة، وحج وغيره، وإقامة للدين في أنفسنا وفي غيرنا؛ فنخرج مِن رمضان بمشروع لكل واحد منّا، وكل واحد منّا طبيب نفسه وأعلم بما يريده.
ومِن مشاريعنا المشتركة: طلب العلم بجدٍّ وتعمق ليكون لنا بصيرة خاصةً عند الفتن، وحفظ القرآن ومراجعته، وكثرة تلاوته بتدبر وحضور قلب.
وأُذكّر هنا بما بدأ يظهر مِن البعض نتيجة التقنية الحديثة، مِن الزهد في الكتاب الورقي حتى رأينا مِن يتخلص مِن مكتبته قائلًا: الكتاب الإلكتروني يكفي! وهذا مِن مداخل الشيطان -لعنه الله-؛ ليصرفه عن طلب العلم!
ولا شك أن عالم الإنترنت قد أحدث ثورة علمية هائلة في كل شيء، فيستفاد مِن هذا وذاك، ولكن بحزمٍ فيما نريد فقط، وبما لا يعطلنا عن أهدافنا.
فلننادِ على أنفسنا بالجدية العلمية ومعاودة الطلب والتعليم، ونُعيد ترتيب مكتبتنا وإزالة الغبار عنها، وطلب العلم عللا أيدي العلماء العاملين.
وأما علاج مسألة الشغف بمواقع التواصل وغيرها؛ ففي قوله -صلى الله عليه وسلم-: (فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ) (رواه البخاري).
فخذ خيرها وبوقتٍ محدودٍ، ثم أغلقها وبحزمٍ، وتفرغ لبقية الحقوق، وبذلك يجتمع لك أمرك.
والله المستعان.