سماحة العلامة المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل شيخ: هذا الدين هو دين أهل العزة والكرامة




الله تعالى ينصر هذا الدين بالمؤمنين العاملين به
حتى في أيام ضعف الأمة ونكباتها فإن هذا الدين مرتفع شامخ
مرضى القلوب والحاقدون على الإسلام وأهله يرون أن عزة الإسلام قد انتهت، وأن ضعف المسلمين قد سيطر عليهم
أهل الإيمان على يقين جازم بأن الله تعالى سيظهر دينه ويعلي كلمته، وأن هذا الدين سيظل في علو وارتفاع وغيره في سفول وانحسار
إن الحمد، لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
عباد الله، بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم على حين فترة من الرسل، وانقطاع من النذر، وقد تشتت الأهواء، وتفرقت باللات الديانات: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (المائدة:19)، مقت الله أهل الأرض كلهم، إلا بقايا من أتباع الرسل، قال عياض بن عنان رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته: «وإن الله نظر إلى أهل الأرض؛ فمقتهم عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب»، بعثه الله رحمة للعالمين: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (المائدة:16)، جاء بنور أشرقت به الأرض بعد ظلماتها، وامتلأت به الخيرات، فلا طريق يدل على الله ويقدم إليه إلا وبينه وحث عليه، ولا طريق يبعد العبد عن الآخرة، ويبعده عن الله إلا بينه وحذرنا منه، وعده الله بالنصر والتمكين، والعلو والرفعة، وأن دينه سيظهر ويعلو: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (التوبة:33)، فأخبره الله أن دينه سيظهر على كل الأديان ولو كره المشركون، يؤمن بذلك المؤمنون، ولا يرتاب فيه إلا المنافقون، ولا يرتاب إلا القائلون: {مَّا وَعَدَنَا اللَّـهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} (الأحزاب:12)؛ فأهل الإيمان على يقين جازم؛ لأن الله مظهر دينه، ومعليا كلمته، وأن هذا الدين لا يزال في علو وارتفاع، وغيره في سفول وانحسار.
أيها المسلم، وحتى في أيام ضعف الأمة، وتوالي النكبات والنكسات عليها؛ فإن هذا الدين عال مرتفع شامخ الرأي، كلما تكالبت عليه الأعداء؛ فإنه يخرج من هذه النكبات، صلبا قويا، يزداد أتباعه ويقوى؛ لأن الله جل وعلا يقول: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (الروم:47)، ووعد الله لا يخلفه، والله لا يخلف الميعاد، ولكن على المسلم أن يتأمل معنى الأمور الآتية؛ فأول ذلك: أن نعلم أن ظهور هذا الدين وعلوه أمر اختص الله به هذا الدين لأن تكون شريعته خاتمة الشرائع، فهذا الدين لأهل العزة والكرامة، إن هم تمسكوا به حقا، وقاموا به خير القيام علما وعملا وتمسكا وتحكيما وتحاكما إليه: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِي نَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (المنافقون:8)، فالعزة لله ولدينه ولرسوله، ولأتباع هذا الدين حقا: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ} (المنافقون:8)، لا يعلمون حقيقة ذلك بما في قلوبهم من المرض، والحقد على الإسلام وأهله؛ فيرون أن عزة الإسلام قد انتهت، وأن ضعف المسلمين قد سيطر عليهم، ولا يمكن أن تقوم لهم قوة أو عزة، وهذا كله من المغالطات؛ فمهما عظم البلاء واشتد الكرب؛ فإن الله ناصر هذا الدين، وناصر من ينصره إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين.
أيها المسلمون، أيها المسلمون، إن هذا الدين إنما ينصره الله على أيدي المؤمنين العاملين به! فأعمالنا الصالحة جند يهزم الله به الأعداء، جند يرعب به الأعداء؛ فالمسلمون إنما أوتوا من بعدهم عن دينهم، وعدم تطبيقهم له، وإلا فأعمالهم الصالحة الصادقة جند يجعلها الله في قلوب الأعداء، ويوهن به الأعداء، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: «نصرت بالرعب مسيرة شهر»؛ فقوة أهل الإيمان، وتمسكهم بدينهم هي القوة الراجحة لهم، هي القوة الرادعة لأعدائهم، هي قوة إيمانهم وتطبيقهم لشرع الله، الذي يحثهم على الاستعداد والتهيؤ، والأخذ بكل سبب يقيهم شر الأعداء، ومكائد الأعداء.
أيها المسلمون، أيها المؤمنون، إن هذا الدين، دين عز وكرامة، لا ينهزم أمام أي قوة عسكرية، ولا أي حصار مادي، بل أهله مهما أصابتهم من النكبات فهم الأقوياء الأعزاء، وقد ذكر الله نبيه بقوله - يوم أحد بعدما هزم المسلمون، ونال العدو منهم ما نال، وجرح النبي وكسرت رباعيته - أنزل الله عليه: {وَلاَ تَهِنُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَنتُمُ الاَْعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ( } (آل عمران:139)، فأخبرهم الله أنهم الأعلون إن هم تمسكوا بهذا الدين حقا، وأن الكوارث والنكبات لا تضعف من قوتهم، ولا تجعلهم يهنون ويحزنون، بل يزدادون بكل ذلك قوة وصلابة وتمسكا بدينهم، إن وعد الله لا يخلفه الله، والله يقول: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (الروم:47)، ويقول: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} (غافر:51).
أيها المسلمون، إن البلاء والامتحان سبب لنيل الثواب، وإن وعد الله لأهل الإيمان هو العز والتمكين، وما يصيب المسلمين من أعدائهم من نصب أو ظمأ أو هم أو حزن، ما هو إلا دليل على الصبر والثبات والبلاء والامتحان، ليميز الله به الطيب من الخبيث، كما قال جل وعلا: {وَلَنبلونكم حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} (محمد:31).
أيها المسلمون، إن كل شيء إنما يجري ويسير بحكمة من الله، قد لا يطلع عليها البشر، لكنها حكمة يعلم الله أنها هي الغاية والمصلحة العظيمة؛ فالابتلاء والامتحان إنما هو اختبار لقوة إيمان المؤمنين؛ فإذا قوي المؤمنون تغلبوا على كل النزعات، وتغلبوا على كل المؤامرات ومكر الأعداء.
أيها المسلم، إن الله جل وعلا من حكمته، أنه جعل أموراً عظيمة قد لا يتصورها العبد على الحقيقة، قد يحزن على ما يسمع، وعلى ما يشاهد، وقد يصيبه اليأس أحيانا، ولكنه إذا راجع نفسه، وعلم أن وعد الله حق، وأن نصر الله لأهل الإسلام لا بد منه؛ فإنه بذلك يزداد قوة وإيمانا، فرب شدة وتتابع بلاء يخرج الله منها فجرا يضيء أنواره، ويسر به أهل الإسلام، تلك المحن والمصائب ربما تكون سبباً لعز الإسلام والمسلمين، لكن على المسلمين التمسك بدينهم، والثبات على دينهم، والثبات على مواقفهم؛ فلعل الله أن يجعل من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ومن كل بلاء عافية، إن البلاء إذا عظم فإنه مؤذن بانفراج قريب، ولهذا لما حاصر المشركون رسول الله وأصحابه يوم الخندق، وأحاطوا به من كل جانب، وبلغت القلوب الحناجر، وظن أهل السوء بالله سوء الظن، فرج الله هم الأمة، وكفاهم شر عدوهم، وكفى الله المؤمنين القتال، وأهل الإيمان الصادقون لما رأوا البلاء قد توالى، قال الله مخبراً عنهم بقوله: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴿22﴾مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (الأحزاب:22-23)، إن البلاء مهما عظم فلا بد له من فرج: {فَإِنَّ مَعَ العسر يسرا (5) إِنَّ مَعَ العسر يسرا}(الشرح:5-6)، إن ما يشاهده الناس، وينظرون إليه كل يوم، من هذه المجازر الوحشية، ومن هذا الظلم والعدوان، ومن هذا الاستبداد، ومن هذا الطغيان، يذكرهم بأعداء الإسلام سابقا ولاحقا، يذكرهم بأعداء الإسلام، بحرب المغول والصليبيين ومن قبلهم، ومن بعدهم، يذكرهم أن العدو هو العدو، وأنه مهما طال الزمن فعداوته متمكنة متأصلة في نفسه: {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} (التوبة:8)، إن المواثيق الدولية مهما بلغت من أقوالها فإنها لا تغني شيئا، ولا يغني المسلمين الوثائق الدولية، والمعاهدات الدولية، كلها حبر على ورق، إنما يغنيهم إيمانهم وتمسكهم، واجتماع كلمتهم، وتبصرهم في واقعهم، وإعداد الأمور إعدادها؛ فالرأي الصائب والتفكير الجدي والتعاون والارتباط هو الذي يقوي المؤمنين بتوفيق من الله واستعانة به، وتوكلٍ عليه وثقة به في كل الأحوال؛ فالمسلمون في أمس الحاجة إلى الرجوع إلى الله، والإنابة إليه، قال تعالى عن عباده المؤمنين بعد وقعة أحد: {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (آل عمران:147)، انظر هذا الالتجاء، والاضطرار إلى الله، ونسب الأمر إلى أنفسهم تطوعا من حولهم وقوتهم: {إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } (آل عمران:147).
فعلى المسلمين، تقوى الله، وإمداد إخوانهم بدعاء الله، آناء الليل وأطراف النهار؛ فإن دعوة المظلوم مستجابة، كما قال صلى الله عليه وسلم : «واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب»، يرفعها الله للسماء، وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الله: « لأنصرنك ولو بعد حين».
أسال الله، أن يوفق المسلمين لما يحبه ويرضاه، وأن يجمع كلمتهم على الخير، وأن يمدهم بعونه وتأييده، وأن يرزقهم جميعا التمسك بهذا الدين، والاعتصام به، والثبات عليه إلى الممات إنه على كل شيء قدير، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد:7)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحبه ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
اتقوه في أحوالكم كلها؛ فإن الله - جل وعلا - حكيم عليم، وهو - جل وعلا - حذر المؤمنين من كفر نعمته، وأخبرهم أنه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم: {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (الأنفال:53)؛ فإذا غير العباد شكر الله بكفره، وإذا غيروا طاعته بمعصيته، وإذا غيروا الاعتماد عليه والثقة به بالالتجاء إلى غيره، غير الله عليهم فضله ونعمته، فعليهم أن يتقوا الله. إن المتبصر في حال الأمة المسلمة يرى هذه الأحداث المتتابعة ما خمدت في مكان، إلا وأوقدت في مكان آخر، وما فرغ المسلمون من مصيبة، إلا وأشعلت مصيبة في وطن آخر، أعداؤنا هكذا يريدون، أعداؤنا هكذا يكشفون، لا يريدون لكم إيمانا واستقرارا، ولا حياة كريمة، وإنما يريدون أن يشغلوا الأمة ويخضعوها لكل ما يريدون؛ فما خمدت فتنة في وطن إلا وأشعلوها في وطن آخر، كل ذلك تحايلا على الإسلام وأهله، وكل ذلك من العداء للإسلام، ولكن شر من ذلك من يعينهم ويؤيدهم، ويسعى معهم، ويخطط لهم، ويؤيدهم على ما هم عليه.
فليحذر المسلمون، أن يكونوا جسرا يعبر أعداؤهم عليه! ليحذر المسلمون من ذلك! ولتكن كلمتهم واحدة، وليعلموا أن كل بلاء حل بالأمة إنما هو بلاء للجميع، والمسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. فالاستقامة على الطاعة، والثبات على هذا الدين، والثقة بالله وبوعده وبنصره، وعدم التماليء على بعض المسلمين أمور مطلوبة جميعا من المسلمين، نسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته، ويوفقنا جميعا لما يحبه الله ويرضاه.
واعلموا - رحمكم الله - أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين؛ فإن يد الله على الجماعة، ومن شدْ، شدْ في النار.
وصلوا، رحمكم الله، على عبد الله ورسوله محمد كما أمركم بذلك ربكم، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (الأحزاب:56). اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، واجعل اللهم هذا البلد آمنا مطمئنا، وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين. اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا، وأعذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم وفق إمامنا إمام المسلمين عبد الله بن عبدالعزيز لكل خير، اللهم وفقه لكل خير، اللهم اجمع به كلمة الأمة، ووحد به صفوفها على الخير والتقوى إنك على كل شيء قدير. واجعله إمام هدى وقائد خير إنك على كل شيء قدير، اللهم وفق ولي عهده سلطان بن عبدالعزيز لكل خير، اللهم سدده في أقواله وبارك له في عمره وعمله إنك على كل شيء قدير.
ربنا اغفر لنا، ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا الذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم، ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن الخاسرين. اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك وبلاغا إلى حين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك، وبلاغا إلي حين، اللهم أغثنا! اللهم أغثنا! اللهم أغثنا! اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا صحا غدقا طبقا مجللا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل! اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا هدم ولا غرق! ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على عموم نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.



اعداد: المحرر الشرعي