طفلي كثير البكاء والتذمر ولا يسمع الكلام
جنى فاطمة بنت موسى العبدالله

السؤال:
لدي طفل عمره 5 سنوات متأخر لغوياً، لكنه سليم عقلياً وجسدياً، والحمد لله, ثقته بنفسه صفر يعتمد علي بكل شيء الأكل الشرب الحمام، نبهتني أخصائية التخاطب التي يأخذ عندها الدروس أن تعاملي معه خطأ، ومن حينها وأنا أحاول تربيته على الاستقلالية لكنه يرفض لدرجة أنه أحياناً يقلد ابن أختي ذو العام، يحبو ويضع الأشياء بفمه، ويفعل ما تفعله، كثير البكاء والتذمر لا يسمع الكلام عنيد لكنه حنون ومتعلق بي، سجلته بروضة هذا العام وأنا قلقة جداً فهو اتكالي جداً ولا يدافع عن نفسه، وهو وحيدي وأنجبته بعد سلسلة من الأدوية والإجهاضات وأفسدته بتدليله, أريد تدارك خطئي وإصلاح ما يمكن إصلاحه.

الإجابة:
حياك الله أختي الفاضلة في موقعنا شاكرين لك ثقتك بنا.
عزيزتي: كم أسعدتني رسالتك فقد التمست فيها الكلمات الصادقة والبداية الجادة لتغيير الحال فالله أسأل لك التوفيق والسداد.
وحول ما سألت أقول وبالله التوفيق:
إن طريق التربية يا غالية يحتاج إلى تدريب مستمر يرافقه الصبر فلا تتوقعي من طفل في سن ابنك تحت التمييز من أول الخطوات استشعار المسؤولية أو التجاوب خاصة وأنه تعود على الدلال فترة ولكنك أحسنت عندما تداركت الوقت في مثل هذا العمر، فالتربية في الصغر أفضل وأيسر من الكبر والتحاقه في الروضة خلال هذه الفترة فرصة كبيرة لتقوية شخصيته وتعديل سلوكه وفيما يلي أكتب لك خطوات تربوية آمل تطبيقها معه:

• علميه المسؤولية بالتدريج ومن ذلك تشجعيه على تحمل بعض المسؤوليات البسيطة (كترتيب سريره – وإعادة ألعابه إلى مكانها –– آداب الأكل .... الخ) واشكريه على ذلك وكافئيه ولو أسبوعياً حتى يصبح ذلك عادة عنده "فمدح السلوك الجيد يساعد على الالتزام به".

• ودعيه إلى مدرسته بابتسامة مشجعة له بكلماتك (أصبحت كبيرا – كم أنت رائع – هذه مدرستك الجميلة – لا تنسى أن تخبرني ماذا تعلمت اليوم – مع السلامة يا بطل) فالتحفيز والتحبيب بالمكان له أثر على النفس وقبل ذلك حصنيه بأذكار الصباح والمساء واستودعيه الله ولا تقلقي فكفى بالله حفيظاً.

• ليكن بينكما وقتا للحوار يتخلل ذلك قصة تطرحينها عن أبطال الإسلام من السلف الصالح أهل الهمم فوضع القدوات أمام الطفل له أثر كبير وأنصحك في ذلك بالرجوع إلى كتاب (التربية بالقصة قصص مناسبة للأطفال فقد طرح المؤلف في ذلك الكتاب طريقة جميلة في غرس الفوائد في نفس المتربي.

• ساعدي ابنك في ربط علاقات اجتماعية مع ممن هم في سنه وعلميه كيف يعمل ويلعب ضمن فريق من الأطفال "كأن تستضيفي أطفال الجيران والأقارب أو حتى الأصدقاء في بيتك وتوفري لهم ألعابا مناسبة أو تقترحي عليه طريقة للعب ".

• اسمعي آرائه واقتراحاته بل اطلبي ذلك منه واجعليه يتعلم كيف يشارك في اتخاذ القرارات البسيطة وكيف يحل مشاكله ويصلح أخطائه بنفسه وكيف يواجه الفشل كأن تسأليه في لحظة حدوث بعض المواقف (ماذا نصنع الآن– برأيك ماذا تفعل؟ – ما ذا ترى أنت) فالسماح له بالرأي وتحمل عواقب اختياراته يكسبه خبرة (وأقصد في ذلك المواقف التي لا تشكل خطورة عليه).

• (وكما أنه حنون كما ذكرتِ) وجهيه للسلوك الجيد بصوتك الحنون وبعض الكلمات الشاعرية والمشجعة له (يعجبني أن تفعل كذا – احتاج مساعدتك...) ليس دائماً، وإنما عند توجيهه نحو السلوك الصحيح كما ذكرت ثم اشكريه على ذلك.

• الدعاء له بالصلاح والحفظ وأن يعينك الله على تربيته... أقرّ الله عينيك بصلاحه وأنبته نباتا حسنا.

سعيدين برسالتك يا غالية ويسعدنا دوما تواصلك.