أخرج مالك في «الموطأ» (100)، ومن طريقه الشافعي في «مسنده» (87)، وفي «الأم» (1/ 33) و (7/ 203)، وأبو داود (181)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (3230)، والنسائي في «المجتبى» (163)، وفي «الكبرى» (159)، وابن المنذر في «الأوسط» (89)، والعقيلي في «الضعفاء» (2/ 90)، وابن حبان في «صحيحه» (1112)، والطبراني في «الكبير» (496)، وابن حزم في «المحلى» (1/ 224)، والبيهقي في «الكبير» (616) و (617)، وفي «الخلافيات» (478) و (479)، وفي «معرفة السنن» (1005)، وابن عبد البر في «الاستذكار» (3/ 26)، وفي «التمهيد» (17/ 186)، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أنه سمع عروة بن الزبير يقول: دخلت على مروان بن الحكم، فتذاكرنا ما يكون منه الوضوء، فقال مروان: ومِن مس الذكر الوضوء، فقال عروة: ما علمت هذا، فقال مروان بن الحكم: أخبرتني بسرة بنت صفوان رضي الله عنها، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ».
وأخرجه الحميدي في «مسنده» (355)، وأحمد (27294)، قالا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر، قال: تذاكر أبي وعروة بن الزبير ما يُتوضأ منه، فذكر عروة مس الذكر، فقال أبي: إن هذا لشيء ما سمعت به، قال عروة: بلى، أخبرني مروان بن الحكم، أنه سمع بسرة بنت صفوان تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ»، فقلت لمروان: فإني أشتهي أن ترسل إليها، فأرسل إليها وأنا شاهد رجلًا، أو قال: حَرَسِيٌّ، فجاء الرسول من عندها، فقال: إنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ».
__________________
قال الإمام ابن عبد البر في التمهيد (17/ 187) معلقًا على هذا الحديث: «في جهل عروة لهذه المسألة على ما في حديث مالك وغيره، وجهل أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم لها أيضًا على ما في حديث ابن عيينة، هذا دليل على أن العالم لا نقيصة عليه من جهل الشيء اليسير من العلم إذا كان عالمًا بالسنن في الأغلب؛ إذ الإحاطة لا سبيل إليها، وغير مجهول موضع عروة وأبي بكر من العلم والاتساع فيه، في حين مذاكرتهم بذلك، وقد يسمى العالم عالمًا وإن جهل أشياء، كما يسمى الجاهل جاهلًا وإن علم أشياء؛ وإنما تستحق هذه الأسماء بالأغلب»اهـ.