إدمان الألعاب الإلكترونية
الألعاب الإلكترونية هي إحدى الظواهر المنتشرة بين الشباب والفتيات؛ نتيجة انتشار الأجهزة الإلكترونية، وزيادة التواصل الاجتماعي، وما فيها من التنافس والمتعة، حتى أصبحت من روتين الشباب اليومي.
تقول إحدى الأمهات: عند رجوع ابني من المدرسة يركض مسرعًا إلى غرفته، وقبل أن يُغيِّر ملابسه؛ ليجلس على أريكته ممسكًا بجهازه اللوحي، مستمتعًا بلعبته الإلكترونية، منعزلًا عنا ويستمر بالساعات الطوال حتى يخلد إلى النوم، متكاسلًا عن صلاته وطعامه وجلوسه معنا، تعبت من حالته، ماذا أفعل معه؟
أيها الآباء، وأيتها الأمهات، إذا رأيتم ابنكما يقوم بمثل هذه السلوكيات، فاعلموا أنه دخل مرحلة الإدمان على الألعاب الإلكترونية، ومن ظواهر الإدمان عليها: التفكير فيها طوال اليوم، والشعور بالسوء والألم عند بُعْدِه عنها، وترك النشاطات الأخرى، وعدم رغبته في التواصل مع الآخرين، والعصبية الشديدة وفقدان التركيز.
وللإدمان أسباب متعددة؛ منها: ضعف تواصل الوالدين مع أولادهما، وانشغالهما بأنفسهما وأعمالهما عن تربية الأولاد، وشعور الفتى والفتاة بالفراغ وسده بالألعاب، وقلة الأنشطة والبرامج الترفيهية في البيت وخارجه، والشعور بالسعادة والإنجاز وتحقيق الذات عند الفوز، والرغبة بالهروب من الواقع المحيط بالمراهق، ونسيان المشاكل والضغوطات.
ولعلاج إدمان الألعاب والأجهزة الإلكترونية، أنصح المربِّين بالآتي:
• أشغل وقت فراغ أولادك بما ينفعهم؛ مثل: المسابقات الشرعية، وحفظ القرآن والسنة، والبرامج الثقافية والرياضية، والخروج للنزه والرحلات.
• ضَعْ قوانين أسرية تحكم البيت؛ مثل: المحافظة على الصلوات، وأوقات استخدام الأجهزة الإلكترونية والمذاكرة، وغيرها.
• تقرَّب من ابنك أكثر، وحاول معرفة آلامه ومشاكله، وهواياته وقدراته، وكن صديقًا وقريبًا ومحبًّا له، وساعدِه على استغلال مواهبه وقدراته.
• لا تستخدمِ العنف والصُّراخ، والضرب والحرمان لتغيير سلوكياته، بل اتبع الأساليب التربوية، واستَشِرِ المتخصصين ليساعدوك على تخطِّي مثل هذه المشكلة.
• توفير البدائل المفيدة من الألعاب الحركية والتربوية، وألعاب الذكاء، وتجنُّب شراء أو تحميل الألعاب العنيفة، أو المدمِّرة للأخلاق، أو القاتلة.
• احتفظ بأجهزة الألعاب خارج غرفة النوم، وتأكد من إغلاق جهاز الإنترنت، خاصة وقت النوم، وأوقات المذاكرة.
• تحدث معه عن الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية، وقُمْ معه بزيارة المؤسسات المتخصصة، أو المستشارين المتخصصين، حتى يسمع منهم الآثار.
• أرسل له المقاطع التوجيهية التي تنتجها وزارة الصحة والداخلية والأمن السبراني، ودَعْهُ يرى بنفسه الآثار المترتبة على الشخص، وعلى المجتمع والوطن.
أسأل الله العظيم أن يصلح أولادنا، وأن يجعلهم هداة مهتدين على سيرة حبيبنا وسيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم.
______________________________ ____________________
الكاتب: عدنان بن سلمان الدريويش