عيد أضحى مبارك
تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الحياء وكيفية التخلق به.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,409

    افتراضي الحياء وكيفية التخلق به.

    السؤال

    ما هو الفرق بين الخجل والحياء؟ وكيف يمكن للشخص التخلص من الخجل ؟ وكيفية التخلق بالحياء؟
    الجواب

    ذات صلة



    الحمد لله.
    أولا :
    الخجل هو الحياء ، يقال : "حَجِل الرجلُ ، أي : استحيا" انتهى من "المعجم الوسيط" (ص 219) .
    كما يطلق الخجل على الحيرة والتردد التي تصيب المستحيي .
    ينظر : لسان العرب (2/1106) .
    ثانيا :
    "الحياء : خلق يبعث على فعل الحسن ، وترك القبيح" . "الآداب الشرعية" لابن مفلح (2/219) .
    وقال النووي في "رياض الصالحين" (ص295) : "قال العلماء : حقيقة الحياء : خلق يبعث على ترك القبيح ، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق" انتهى .
    وقد ردت أحاديث كثيرة في فضيلة التخلق بخلق الحياء .
    روى البخاري (6117)، ومسلم (165) عن عِمْرَانَ بْن حُصَيْنٍ أن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (الْحَيَاءُ لاَ يَأْتِى إِلاَّ بِخَيْرٍ) .
    وفي لفظ عند مسلم (166) : (الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ) .
    وروى الحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن الحياء والإيمان قرنا جميعا ، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر) صححه الألباني في "صحيح الجامع" (2483) .
    ثالثا :
    الحياء أقسام ، ولكل قسم منها له أسبابه التي يحصله العبد بها .
    1-فهناك الحياء من الله .
    ويحصله العبد بطرق :
    منها : أن يتأمل نعم الله عليه وكثرتها ، ويرى تقصيره في القيام بشكرها ، فيتولد حينئذ الحياء .
    ومنها : أن يتأمل العبد في عظمة الله تعالى وكمال سلطانه ، فيستحيي أن يعصيه أو يخالف أمره ، ويستحيي من كونه لم يوف الله تعالى حقه من العبادة .
    ومنها : أن يتذكر العبد اطلاع الله تعالى عليه ، وعلمه بما أسر العبد وأخفى ، فيستحيي أن يراه الله تعالى في موضع نهاه الله أن يكون فيه .
    2-وهناك الحياء من الملائكة ، لا سيما الكرام الكاتبون ، أن تراه على شيء قبيح نهاه الله عز وجل عنه ، أو تكتب عليه كلمة تسوؤه يوم القيامة ... ونحو ذلك .
    وهذا يحصله العبد بأن يستحضر ملازمة الملائكة له باستمرار وعدم مفارقتهم له ، واطلاعهم على ما يفعل .
    3-وهناك الحياء من الناس ، فيستحيي الإنسان أن يقصر في حقهم ، أو أن يظهر أمامهم أو يشتهر بشيء قبيح .
    4-وهناك الحياء من النفس ، بأن يستحيي الإنسان من نفسه أن يرضى لها بالنقص والمرتبة الدون . فهو دائما في ارتقاء بنفسه وعلو بها . فإذا ما أنزلها استحيا منها .
    رابعا :
    بعض الناس يلتبس عليهم الحياء بالضعف والمهانة ، فإذا رأى منكرا استحيا أن ينكره ، أو رأى معروفا متروكا استحيا أن يأمر به . أو علم سنة ، استحيا أن يتمسك بها !!
    فهذا في الحقيقة ليس حياء ، وإنما هو ضعف ومهانة ، فالحياء يحمل صاحبه على فعل الحسن وترك القبيح –كما سبق- فإذا ترك الإنسان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فليس هذا حياء.
    وإذا ترك الإنسان ما ندب الشرع إليه ، فليس ذلك حياء .
    قال النووي رحمه الله في "شرح صحيح مسلم" (1/112) :
    "وَأَمَّا كَوْن الْحَيَاء خَيْرًا كُلّه ، وَلَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرِ فَقَدْ يَشْكُل عَلَى بَعْض النَّاس مِنْ حَيْثُ إِنَّ صَاحِب الْحَيَاء قَدْ يَسْتَحْيِي أَنْ يُوَاجِه بِالْحَقِّ مَنْ يُجِلُّهُ ، فَيَتْرُك أَمْره بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيه عَنْ الْمُنْكَر . وَقَدْ يَحْمِلهُ الْحَيَاء عَلَى الْإِخْلَال بِبَعْضِ الْحُقُوق وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا هُوَ مَعْرُوف فِي الْعَادَة .
    وَجَوَاب هَذَا ، مَا أَجَابَ بِهِ جَمَاعَة مِنْ الْأَئِمَّة ، مِنْهُمْ الشَّيْخ أَبُو عَمْرو بْن الصَّلَاح رَحِمَهُ اللَّه : أَنَّ هَذَا الْمَانِع الَّذِي ذَكَرْنَاهُ لَيْسَ بِحَيَاءٍ حَقِيقَة ، بَلْ هُوَ عَجْز وَخَوَر وَمَهَانَة ، وَإِنَّمَا تَسْمِيَته حَيَاء مِنْ إِطْلَاق بَعْض أَهْل الْعُرْف ، أَطْلَقُوهُ مَجَازًا لِمُشَابَهَتِهِ الْحَيَاء الْحَقِيقِيَّ .
    وَإِنَّمَا حَقِيقَة الْحَيَاء : خُلُق يَبْعَث عَلَى تَرْك الْقَبِيح ، وَيَمْنَع مِنْ التَّقْصِير فِي حَقّ ذِي الْحَقّ ، وَنَحْو هَذَا" انتهى.
    والكلام في الحياء يطول . ومن أراد الاستزادة فينظر : "مدارج السالكين" لابن القيم رحمه الله (2 /269-279) .
    وينظر أيضا للفائدة: جواب السؤال رقم:(243483)، ورقم:(149864).
    والله أعلم .


    https://islamqa.info/ar/answers/3817...2-%D8%A8%D9%87
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: الحياء وكيفية التخلق به.

    في الحديث الصحيح وجد رسول الله صلى الله عليه احد الصحابة يعظ اخاه في الحياء-- كأنه يقول له لماذا انت تستحي . . ولماذا ولماذا . . ومن يستحي "نص عشاه ماكول"
    فقال: دعه فإن الحياء من الإيمان . .
    .
    وفي الحديث الصحيح: إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى, إذا لم تستح فاصنع ما تشاء . .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •