خادمُ السحر ( الجني الموكل بالسحر ) خرافةٌ .
حرم الله تبارك وتعالى القول بغير علم وجعله قرين الشرك بالله .
{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }الأعراف33
وفي ما يلي أقوال العلماء عن وجوب التزام الوحي ( الكتاب والسنة ) في الكلام عن الغيبيات وعظم جريمة من يخوض فيها بعقله أو أي طريق سوى الكتاب والسنة.
قال الألباني في الصحيحة في الحديث عن دخول الجن في الإنس :
" منهج أهل السنة و الجماعة التوقف في المسائل الغيبية عندما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و أنه ليس لأحد مهما كان شأنه أن يضيف تفصيلا ، أو أن ينقص ما ثبت بالدليل ، أو أن يفسر ظاهر الآيات وفق هواه ، أو بلا دليل " .
وقال الشنقيطي في أضواء البيان ج1/ص481
( لما جاء القرآن العظيم بأن الغيب لا يعلمه إلا الله كان جميع الطرق التي يراد بها التوصل إلى شيء من علم الغيب غير الوحي من الضلال المبين وبعض منها يكون كفرا
ولا شك أن الجن عالم غيبي عنا .
{يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأعراف27
قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى :
(( فعالم الجن وأحوالهم غيبي بالنسبة للإِنس لا يعلمون منها إلاَّ ما جاء في كتاب الله تعالى أو صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيجب الإِيمان بما ثبت في ذلك بالكتاب والسنة دون استغراب أو استنكار والسكوت عما عداه؛ لأن الخوض نفيًا أو إثباتًا قول بغير علم، وقد نهى الله تعالى عن ذلك بقوله سبحانه:{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء36 ))
[ السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 3512 ): ]
وقال العلامة محمد صالح العثيمين في مجموع فتاوى الشيخ ج1ص 295 :
( والجن عالم غيبي خلقوا من النار )
وقال الشيخ ناصر العقل :
" الجن غيب خالص "
دروس الشيخ ناصر العقل (12/ 23، بترقيم الشاملة آليا)
ولقد انتشرت ظاهرة مهنة إرقاء الغير وبالطرق الغير شرعية ممن يسمون أنفسهم رقاة شرعيين .
وأصبح هؤلاء المرتزقة مفتين وفقهاء بين ليلة وضحاها ! .
فترى أحدهم يتناول المسائل العقدية والفقهية ويخرج بأحكام ما أنزل الله بها من سلطان ولا برهان وهو لا يعرف الإملاء بله النحو !
فاخترعوا الرقى الشركية والبدعية وخاضوا في الأمور الغيبية كالجن والسحر والعين خوض الكهنة والعرافيين وأدعياء علم الغيب .
ومن ذلك ما يسمونه خادم السحر أو ( الجني الموكل بالسحر ) الذي مهمته حراسة السحر إن كان في جسد المسحور أو في أي مكان آخر . بغير دليل من الوحي ! ولا من كلام الصحابة رضي الله عنهم ( المرفوع حكما ) .
بل ولم يعرف علماء الإسلام هذا الخادم الوهمي الخرافي على مدى التأريخ الإسلامي !! لعدم الدليل .
وعرفه اليوم هؤلاء المرتزقة بالتكهن والخرص أو من كلام المجانين !!! .
وقد جاء في فتاوى الشبكة الإسلامية (1/ 4652، بترقيم الشاملة آليا)
مكونات عملية السحر والوقاية منه
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد منكم أن تجعلوا لي مخرجا من هذه الشبهة وقال الله تعالى (فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ولا نعلم شبكة نالت ثقة وشهرة مثل هذه الشبكة وما شاء الله تبارك الله، السؤال:
أني أصبحت لا أدري أن السحر يضر أو خادم السحر بمعنى أن السحر منه ما يكون عقد وخيوط ومنه ما يكون تلاوة على الماء فهل هذه العقد تضر هي بذاتها أم أن خادم السحر هو الذي يضر ولا دخل لهذه العقد بضر لأنها جماد فكيف يعقل بالجماد أنه يضر! ! وليس يعني ذالك أن أكذب ولكن أصور لكم فهمي لكي يتضح السؤال, فسؤالي يتمركز هنا كتالي:
1-هل السحر يضر بذاته أم أن خدام السحر من الجن والمنفذين له هم الذين يضرون؟
2-وهل السحر هو عبارة عن وثيقة بين الساحر.
والشياطين وعهد ثابت أنه لطالما هذا السحر لم يفك فأن الشياطين المنفذين له لا يخرجون من جسد المطلوب سحره أما إذا فك فإنهم يخرجون!
3- وما حقيقة ربط الشيطان بالسحر أي أن الشيطان لا يستطيع الخروج من جسد المسحور بسبب السحر وأنه مكبل به ما حقيقة هذا الأمر؟
4-كيف نعتقد بالسحر يعني نظن أن السحر يضر بذاته أم نظن أن خدام السحر والمنفذين له هم الذين يضرون وليس للسحر دخل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسحر عقد وكلام يتكلم به أو يكتبه الساحر أو يعمل شيئا يؤثر بتقدير الله تعالى في بدن المسحور أو قلبه أو عقله، وله حقيقة كما سبق بيانه في الفتويين: 5856، 502.
والسحر وإن كان له حقيقة كما هو مذهب أهل السنة وعليه عامة العلماء، فالذي عليه جمهور العلماء منهم أنه لا يحيل الحقائق وإنما يغير المزاج فيكون نوعا من الأمراض، وقد سبق أيضا بيان ذلك في الفتوى رقم: 18942.
وأما خادم السحر فهم يعنون به الجني أو الشيطان المكلف بحراسة السحر، ويذكر أن عملية السحر تتكون من ساحر وعمل وخادم للسحر، فبعد أن يبيح الساحر دينه للشياطين يحصل على عدد ما من خدام السحر من الجن، ولا يستطيع الساحر تكليف خادم السحر إلا من خلال عمل، وهذا العمل مرشوش أو مخطى أو مأكول أو مشروب أو مدفون ويبدأ الساحر عمله بأن يطلب ممن جاءه لعمل السحر لشخص ما أن يحضر له شيئا من أثره فيقوم بعدها الساحر بالنفث بالعقد؛ كما قال تعالى: وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ {الفلق:4} أو بأعمال أخرى يقوم الجان الخادم للسحر من خلالها بالتعرف على المسحور والتسلط عليه، ويذكرون أيضا أشياء عن حقيقة العلاقة بين الساحر وبين الشياطين وخدام السحر.
وهذا كله لا نعلم له أصلا في الشريعة يمكن أن يعتمد عليه نفيا أو إثباتا إلا عمومات لا تفيد هذه التفاصيل ونحوها؛
كقوله تعالى: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى المَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُون َ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ المَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُون َ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ {البقرة:102}
فهذه الآية تفيد وجود العلاقة بين الذي يتعاطى السحر وبين الشياطين ولكن لا نعرف منها كيفية حصول ذلك وكيفية تأثيره،
فينبغي أن نقف في الغيبيات على النص ولا نتجاوز دلالتها فنكذب حقا أو نصدق باطلا.
وبقية ما ورد في السؤال من هذا القبيل الذي لا يثبت في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ما نعلم.
والذي ينبغي للمسلم هو أن يتحصن بالقرآن وما ثبت من الأذكار مع يقينه التام أن النفع والضر بيد الله وحده فهو الضار النافع،
ومن قدر الله عليه الإصابة بشيء من السحر أو غيره فليفزع إلى الله تعالى وحده وليأخذ بالأسباب الشرعية وليبتعد كل البعد عن السحر والدجل والشعوذة فإن ذلك لن يزيده إلا خبالا.
وللفائدة راجع الفتوى رقم: 104384 وما أحيل عليه فيها.والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]04 ذو القعدة 1429
فخادم السحر كذبة وخرافة كما التابعة التي تسقط الأجنة خرافة وكما الجني العاشق خرافة وكما الكثير من خرافات المرتزقة الجهال .
مجازفات هؤلاء المفتين الضلّال وخوضهم في تفاصيل الأمور الغيبية التي تتوق عقول العوام لمعرفتها جعلتها تنتشر وتصبح من المسلمات عندهم
وأنا أنصح المسلمين بعدم أخذ العلم من هؤلاء الجهلة المرتزقة الخراصين وأن عليهم أن يأخذوا العلم من علماء أهل السنة وبدليلها .
والله أعلم .