تزوج أخوان ، وفي ليلة الدخلة كلٌ منهما دخل على زوجة الآخر عن طريق الغلط :
كان بعض الأشراف بالكوفة قد جمع الفقهاء رحمهم الله لوليمته لإبنيه ، وفيهم أبو حنيفة رحمه الله ، وكان في عداد الشبان يومئذٍ
فكانوا جالسين على المائدة إذ *سمعوا *ولولة *النساء..!!!
فقيل : ماذا أصابهن؟
فذكروا أنهم غلطوا ، فأدخلوا إمرأة كل واحد منهما على صاحبه ، ودخل كل واحد منهما باللتي أُدخلت عليه
فقالوا : إن العلماء على مائدتكم فسلوهم عن ذلك فسألوا؟
وكان أبو حنيفة رحمه الله ينكت بأصبعه على طرف المائدة كالمفكر في شيء
فقال له من إلى جنبه : أبرز ما عندك ، هل عندك شيء؟
فقال أبو حنيفة : عليَّ بالزوجين ، فأُتِي بهما ، فسأل كل واحد منهما : هل أعجبتك المرأة التي دخلت بها؟
قالا : نعم
ثم قال لكل واحد منهما : طلّق إمرأتك تطليقة ، فطلقها ، ثم زوَّج كل واحد منهما المرأة التي دخل بها
وقال : قوما إلى أهلكما على بركة الله تعالى
فقال سفيان الثوري رحمه الله : ما هذا الذي صنعت؟
فقال : أحسن الوجوه وأقربها إلى الألفة وأبعدها عن العداوة ، أرأيت لو صبر كل واحد منهما حتى تنقضي العدة ، أما كان يبقى في قلب كل واحد منهما شيء بدخول أخيه بزوجته ، ولكني أمرت كل واحد منهما حتى يطلق زوجته ولم يكن بينه وبين زوجته دخول ولا خلوة ولا عدة عليها من الطلاق ، ثم زوّجت كل إمرأة ممّن وطئها وهي معتدة وعدتها لا تمنع نكاحه ، وقام كل واحد منهما مع زوجته وليس في قلبه شيء على الآخر
- «فعجبوا من فطنة أبي حنيفة رحمه الله ، وحسن تأمّله»
▪️المصدر :
المخارج في الحيل (ص141) لمحمد بن الحسن الشيباني