تحت العشرين


مصطفى دياب
من أخلاق الصــحــابـــة- رضي الله عنهم

كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه لا يفطر في رمضان إلا مع اليتامى والمساكين، وربما لا يفطر إذا علم أن أهله قد ردُّوهم عنه في تلك الليلة، وكان من ذوي الدخول الرغيدة الحسنة؛ إذ كان تاجرًا أمينًا ناجحًا، وكان راتبه من بيت مال المسلمين وفيرًا، ولكنه لم يدخر هذا العطاء لنفسه قَطُّ، إنما كان يُرسِله إلى الفقراء والمساكين والسائلين، فقد رآه أيوب بن وائل الراسبي رضي الله عنه وقد جاءه أربعة آلاف درهم وقطيفة، وفي اليوم التالي رآه في السوق يشتري لراحلته علفًا بالدَّيْن، فذهب أيوب بن وائل رضي الله عنه إلى أهل بيت عبد الله وسألهم، فأخبروه: إنه لم يبِتْ بالأمس حتى فَرَّقَهَا جميعًا، ثم أخذ القطيفة وألقاها على ظهره وخرج، ثم عاد وليست معه، فسألناه عنها فقال: إنه وهبها لفقير.
لحرص على أداء العباات

على الطلبة أن يكونوا حريصين على أداء الصلاة في أوقاتها، فلا يضيعوها مهما كانت الظروف، وعليهم الحرص على قراءة القرآن، وأن يضعوا لأنفسهم وردًا يوميًا يقرؤونه ويحرصون على ألا يضيع مهما كانت الظروف، كما عليهم المحافظة على أذكار الصباح وأذكار المساء؛ لما لها من ثواب عظيم عند الله -سبحانه وتعالى.
تفوق في الدراسة

المسلم الحق لا يمكن أن يكون فاشلا في دراسته وعلمه؛ فديننا يحث على التفوق، ويرغب فيه، ولذلك فإن من الواجب عليك أن تسعى بجد ونشاط في تحصيل دروسك وأداء مهامك على أكمل وجه وأفضل طريقة.
لحذر من أصدقاء السوء

أبناءنا الطلبة والطالبات، إياكم وصحبة الأشرار! فصحبتهم لا خير فيها ولا نفع يرجى من ورائها؛ إذ كيف ينفعونكم وهم لم ينفعوا أنفسهم؟! وصحبة السوء في الجامعة خطرهم أكبر، قال -تعالى-:{الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}، وأخرج أبو داود والترمذي بسند حسن من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-مرفوعاً: «الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل».
شاهد من زمان العزة

بنو خزاعة واستنصارهم بالنبي -صلى الله عليه وسلم

من مواقف نصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - للمظلوم ورد عاديته، ما جاء في السيرة من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدما تم الصلح بينه وبين قريش في عام الحديبية كان من جملة الشروط، أن بني خزاعة حلفاء النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وبكر من حلفاء قريش، ولكن بني بكر سيّرت سرية برفقة نفر من قريش، في نقض صريح للعهد الذي أبرموه مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فباغتوهم على حين غرة، وأعملوا فيهم القتل والسلب، فأسرع زعيم خزاعة عمرو بن سالم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة فأنشده أبياتا تقطر حزنًا واستجلابًا للنصرة منه -عليه السلام-، جاء فيها:
يَا رَبّ إنّي نَاشِدٌ مُحَمّدًا
حِلْفَ أَبِينَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا
قَدْ كُنْتُمْ وُلْدًا وَكُنّا وَالِدَا
ثُمّتَ أَسْلَمْنَا فَلَمْ نَنْزِعْ يَدَا
فَانْصُرْ هَدَاكَ اللّهُ نَصْرًا أَعْتَدَا
وَادْعُ عِبَادَ اللّهِ يَأْتُوا مَدَدَا
فِيهِمْ رَسُولُ اللّهِ قَدْ تَجَرّدَا
إنْ سِيمَ خَسْفًا وَجْهُهُ تَرَبّدَا
فِي فَيْلَقٍ كَالْبَحْرِ يَجْرِي مُزْبِدًا
إنّ قُرَيْشًا أَخْلَفُوك الْمَوْعِدَا
وَنَقَضُوا مِيثَاقَك الْمُوَكّدَا
وَجَعَلُوا لِي فِي كَدَاءٍ رُصّدَا
وَزَعَمُوا أَنْ لَسْتُ أَدْعُو أَحَدَا
وَهُمْ أَذَلّ وَأَقَلّ عَدَدَا


فانصر، هداك الله، نصرًا أيدا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نُصرت يا عمرو بن سالم». ثم عرض لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنان من السماء، فقال: «إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب يعني خزاعة». ثم سيّر بعدها -عليه السلام- جيشًا عظيمًا لتأديب المشركين، ولم تفلح محاولات زعيم قريش حينها أبو سفيان بن حرب، في ترقيع الحادثة، فصبّح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المشركين بخيله، وكان فتح مكة تتويجًا لهذه الهبّة الكريمة.
لقد كانت هبّة النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنجاده لعمرو بن سالم، ونصرته للمرأة المسلمة، مثالًا للوفاء بالعهد، ورفض النوم على الضيم، وتضحية وفداء ونصرة وجهاد، فصلى الله وسلم على خير من أوفى بالعهد وبسط هيبة الحق وأهله.
عرفة فضل العلم والعلماء

لعل القارئ لفضل العلم والعلماء في ديننا ليشعر بالفخر من هذا التكريم الرائع، وهذا الأجر الكبير الذي يحظى به العلماء ومعلمو الناس الخير في شريعتنا، وأدعوك أخي إلى أن تتأمل هذه الفضائل التي خص بها العلماء لعلها تكون دافعا لك على السعي والجد في دراستك، ولعلها تصلح من نيتك.
لمني شيخي

علمني شيخي أن صاحب الرسالة لا يغفل عن رسالته، بل ينشرها أينما حلَّ، سواءٌ كان في المدرسة أم الجامعة أم العمل أم في الطريق أم المواصلات أم البيت، والمسجد هو الحِصن الحصين، والملاذ الآمِن؛ فاجعله منارةً لرفع الجهل، وزيادة الإيمان، وتهذيب السلوك، وتقوية الروابط بين أفراد المجتمع.
الإخلاص
مما لاشك فيه أن دراسة العلم النافع من أفضل الأعمال والقربات إلى الله -سبحانه وتعالى-، ولذلك على الطالب المسلم أن يكون علمه ودراسته وسعيه لله -سبحانه وتعالى- فلا يقف بنيته عند الحصول على الشهادة أو الوظيفة أو المنصب أو المال بل يصل بنيته إلى أن ذلك لله -سبحانه وتعالى.
لمحافظة على الوقت

عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»، فلابد من الحفاظ على الوقت وعدم تضييعه في أعمال قد تجلب علينا الشر، وتبعدنا عن طريق الخير، فالوقت يمضي ولا يعود مرة أخرى.