تمايز مستوى نظم التراكيب في إطار الصيغة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ، كما هو الحال في هذه التراكيب التي تتمايز من حيث مستوى النظم في إطار الصيغة نظرا لاختلاف منزلة المعنى بين أجزاء التراكيب:
يقول العرب:لم أكتبْ الدرسَ
ويقولــون: لم أكتبُ الدرسَ
ويقولــون: لم أكتبَ الدرسَ
التركيب الأول من مستوى الكلام المستقيم الحسن ،وهناك منزلة معنى بين *لم* التي تفيد نفي الفعل وبين علامة المنزلة والمكانة للفعل المجزوم وهي*السكون* التي تعني عدم الفعل في الحاضر ، ومنزلة المعنى على أشدها بين أجزاء التركيب وذلك كقوله تعالى :*لم يلدْ ولم يولدْ* أما التركيب الثاني فهو من مستوى الكلام المستقيم القبيح لأنهم لم يستخدموا علامة المنزلة والمكانة على الوجه الأمثل، قال الشاعر العربي:لولا فوارسُ من نُعم وأُسرَتُهُم //يومَ الصُّليفاء لم يوفون بالجار
حيث رفع الفعل المضارع بعد *لم* ، وحُّقه الجزم ،فانتقل التركيب من مستوى الكلام المستقيم الحسن إلى مستوى الكلام المستقيم القبيح ، بسبب التهاون في علامة المنزلة والمكانة بين أجزاء التركيب ، والتركيب الثالث كذلك من مستوى الكلام المستقيم القبيح لأنهم لم يستخدموا علامة المنزلة والمكانة على الوجه الأمثل كقراءة بعضهم :*ألم نشرحَ لك صدرك *وكقول الشاعر:في أيِّ يوميَّ من الموت أفر//أيوم لم يُقدرَ أم يوم قدِر
حيث نصب الفعل المضارع بعد* لم* ووجهه الجزم ، مما أدى إلى انخفاض منسوب منزلة المعنى بين أجزاء التركيب وإلى انخفاض مستوى التركيب .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ،وباختصار:الإنس� �ن يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .