شرح حديث: (... لو قلت: بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون ...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ما يقول من يطعنه العدو.أخبرنا عمرو بن سواد أخبرنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب وذكر آخر قبله، عن عمارة بن غزية عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال: (لما كان يوم أحد وولى الناس، كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في ناحية في أثنى عشر رجلاً من الأنصار، وفيهم طلحة بن عبيد الله، فأدركهم المشركون، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: من للقوم؟ فقال طلحة: أنا، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كما أنت، فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فقال: أنت، فقاتل حتى قتل، ثم التفت فإذا المشركون، فقال: من للقوم؟ فقال طلحة: أنا، قال: كما أنت، فقال رجل من الأنصار: أنا، فقال: أنت، فقاتل حتى قتل، ثم لم يزل يقول ذلك، ويخرج إليهم رجل من الأنصار فيقاتل قتال من قبله، حتى يقتل، حتى بقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وطلحة بن عبيد الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من للقوم؟ فقال طلحة: أنا، فقاتل طلحة قتال الأحد عشر، حتى ضربت يده فقطعت أصابعه، فقال: حس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو قلت: بسم الله، لرفعتك الملائكة والناس ينظرون، ثم رد الله المشركين)].
أورد النسائي ما يقول من يطعنه العدو، يعني: أنه يقول: بسم الله، هذا هو المقصود من الترجمة؛ لأنه أورد الحديث، وفيه: [أنه لو قال: بسم الله، لرفعته الملائكة] عندما طعن، فالمقصود: أنه يقول: بسم الله.
أورد النسائي حديث جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما كان يوم أحد، وكان معه جماعة اثني عشر، وفيهم طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنه، وأكثرهم من الأنصار، أو غالبهم من الأنصار [والرسول صلى الله عليه وسلم قال: من للقوم؟ فقال طلحة رضي الله عنه: أنا، فقال: كما أنت]، يعني: ابق كما أنت، فقال واحد من الأنصار: أنا يا رسول الله، فقال: أنت، فتقدم وقاتل حتى قتل، ثم كل مرة يقول: من للقوم، حتى انتهى الإحدى عشر من الصحابة الذين كانوا معه، وبقي رسول الله عليه الصلاة والسلام وطلحة، [ثم قال: من للقوم؟ فقال: أنا، فقاتل حتى قطعت أصابعه، وقال عند ذلك: حس]، وهي كلمة تقال عند الوجع، وعند التألم، فالنبي صلى الله عليه وسلم، قال له: [لو قلت: بسم الله، لرفعتك الملائكة والناس ينظرون]، ماذا بعد ذلك؟ انصرف المشركون..
قوله: [(ثم رد الله المشركين)].
والمقصود من الحديث هو قوله: [(لو قلت: بسم الله، لرفعتك الملائكة، والناس ينظرون)]، وهذا الذي أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم، يمكن أن يكون ذلك خاصاً بـطلحة بن عبيد الله، ولا يلزم أن يكون كل من يجاهد في سبيل الله فيصاب، ثم يقول: بسم الله، فالملائكة ترفعه، والناس ينظرون، وإنما هذا حصل لـطلحة، وقد يحصل لغيره، لكنه لا يلزم أن يكون كل من يكلم في سبيل الله، ويقول هذه الكلمة، أن الملائكة ترفعه، والناس ينظرون.
تراجم رجال إسناد حديث: (... لو قلت: بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون ...)
قوله: [أخبرنا عمرو بن سواد].هو عمرو بن سواد المصري، وهو ثقة، أخرج له مسلم، والنسائي، وابن ماجه.
وهو مصري، مكتوب البصري في نسخة أبي الأشبال، والتصحيف بين البصري والمصري يكثر، وهو المصري، وفي تهذيب التهذيب: المصري، ويروي عن ابن وهب، وهو مصري، فنسبته مصري وليس بصري.
[عن ابن وهب].
هو عبد الله بن وهب، وهو ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[أخبرني يحيى بن أيوب].
صدوق ربما أخطأ، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[وذكر آخر قبله].
يعني: مذكور معه، وهو قبله في الذكر، يعني: ليس بعده وإنما قبله، ولكن النسائي حذفه، ولم يذكره.
[عن عمارة بن غزية].
لا بأس به، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن أبي الزبير].
هو محمد بن مسلم بن تدرس المكي، وهو صدوق، يدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن جابر بن عبد الله].
هو جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.