أقسام العلة باعتبار محلها وقدحها:
العلة غالبا توجد في الاسناد وأحيانا توجد في المتن، فإذا وقعت العلة في الاسناد، فإما تقدح في السند فقط أو فيه وفي المتن معا أو لا تقدح مطلقا.
وهكذا إذا وقعت في المتن، فعلى هذا يكون للعلة ستة أقسام
1 - تقع العلة في الاسناد ولا تقدح مطلقا.مثاله: ما رواه مدلس بالعنعنة، فهذا يوجب التوقف عن ققبوله فإذا وجد من طريق أخرى قد صرح فيها بالسماع تبين أن العلة غير قادحة
2 - تقع العلة في الاسناد وتقدح فيه دون المتن.
مثاله: ما رواه يعلى بن عبيد الطنافسي عن الثوري عن عمرو بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: " البيعان بالخيار ".
فغلط يعلى في قوله: عمرو بن دينار إنما هو عبد الله بن دينار كما رواه الائمة من أصحاب الثوري مثل الفضل بن دكين ومحمد بن يوسف الفريابي ومخلد بن يزيد وغيرهم
3 - تقع العلة في الاسناد وتقدح فيه وفي المتن معا.
مثلا يوجد الارسال أو الوقف أو ابدال راو ضعيف يراو ثقة كما وقع لابي أسامة حماد بن أسامة الكوفي - أحد الثقات - عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر - وهو من ثقات الشاميين -
قدم الكوفة فكتب عنه أهلها ولم يسمع منه أبو أسامة، ثم قدم بعد ذلك الكوفة عبد الرحمن بن يزيد بن تميم - وهو من ضعفاء الشاميين - فسمع منه أبو أسامة وسأله عن اسمه فقال: عبد الرحمن بن يزيد، فظن أبو أسامة أنه ابن جابر فصار يحدث عنه وينسبه من قبل نفسه، فيقول: حدثنا عبد الرحمن بن يزيدابن جابر، فوقعت المناكير في رواية أبي أسامة عن ابن جابر - هما ثقتان - فلم يفطن لذلك إلا أهل النقد فميزوا ذلك ونصوا عليه كالبخاري وأبي حاتم وغير واحد .
4 - تقع العلة في المتن ولا تقدح فيه ولا في الاسناد.
مثاله: كل ما وقع من اختلاف الفاظ كثيرة من أحاديث الصحيحين إذا أمكن الجمع رد الجميع إلى معنى واحد، فإن القدح ينتفي عنهما
5 - تقع العلة في المتن وتقدح فيه دون الاسناد.
ومثاله: ما انفرد به مسلم بإخراجه في حديث أنس من اللفظ المصرح بنفي قراءة " بسم الله الرحمن الرحيم فعلل قوم رواية اللفظ المذكور لما رأوا الاكثرين إنما قالوا فيه: فكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين من غير تعرض لذكر البسملة، وهو الذي اتفق البخاري ومسلم على إخراجه في الصحيح ورأوا أن من رواه باللفظ المذكور رواه بالمعنى الذي وقع له، ففهم من قوله: " كانوا يستفتحون بالحمد لله " أنهم كانوا لا ييسملون، فرواه على فهم وأخطأ.
لان معناه أن السورة التي كانوا يفتتحون بها من السور هي الفاتحة وليس فيه تعرض لذكر البسملة وقد أطال الكلام فيه: عبد الرحيم العراقي وابن حجر العسقلاني ومحمد بن عبد الرحمن السخاوي وجلال الدين عبد الرحمن السيوطي ).
والعلل التي ذكرها السيوطي يمكن ردها، ولكن تركتها خوف الاطالة ).
6 - تقع العلة في المتن وتقدح فيه وفي الاسناد معا.
مثاله: ما يرويه راو بالمعنى الذي ظنه يكون خطأ والمراد بلفظ الحديث غير ذلك، فإن ذلك يستلزم القدح في الراوي فيعلل الاسناد والله اعلم
منقول للفائدة