ويستحق أبو طالب بن عبدالمطلب أن يتصف بشاعر النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه يعد أول من مدح النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد قال أول قصائده في النبي - صلى الله عليه وسلم - يدافع فيها عنه في وجه قريش، مرتكزًا في مديحه علىأساس قيمة بدوية خالصة هي قيمة النسب الكريم، يقول:إِذا اِجتَمَعَت يَوماً قُرَيشٌ لِمَفخَرٍ............ ...فَعَبدُ مَنافٍ سِرُّها وَصَميمُه
وإِن حُصِّلَت أَشرافُ عَبدِ مَنافِها.............. .فَفي هاشِمٍ أَشرافُها وَقَديمُها
وإِن فَخرت يَوماً فَإِنَّ مُحَمَّدًا.......... .....هُوَ المُصطَفى من سِرّها وَكَريمُها
تَداعَت قُرَيشٌ غَثُّها وَسَمينُها.......... .....عَلَينا فَلَم تَظفَر وَطاشَت حُلومُها
وَكُنّا قَديماً لا نُقِرُّ ظُلامَةً.............. .إِذا ما ثَنوا صُعرَ الخُدودِ نُقيمُها
وَنَحمي حِماها كُلَّ يَومِ كَريهَةٍ.............. .وَنَضرِبُ عَن أَحجارِها مَن يَرومُها
بِنا اِنتَقشَ العودُ الزواءُ وَإِنَّما............ ...بِأَكنافِنا تَندى وَتَنمى أُرومُها
وعندما اتسعت دائرة الخلاف بين زعماء قريش من جهة وبين الرسول - صلى الله عليه وسلم - من جهة أخرى، وقف أبو طالب في جانب ابن أخيه وقفة رجل كريم ذي مروءة، وتحداهم ومدح ابن أخيه، وذلك في قصيدته المشهورة التي استحسنها كما أشرنا آنفًا ابن سلامح الجمحي. والقصيدة طويلة، سنورد مدحه لشخصية النبي - صلى الله عليه وسلم، حيث يمزج فيها بين قيم المديح الجاهلية وقيم المديح الإسلامية، فيعترف بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - ويشير لى علاقته - صلى الله عليه وسلم - بالله الذي لا يغفل، ويؤكد الله ونصرته لنبيه:لَعَمري لَقَدْ كُلِّفتُ وَجداً بأحمد...............وإ ْوَتِهِ دَأبَ المُحِبِّ المُواصِلِ
فلا زالَ في الدُّنْيا جَمالاً لأهْلِها.............. .وزَيْناً لِمَنْ والاهُ ذَبُّ المَشاكِلِ
فَمَنْ مِثْلُهُ في النّاسِ أىُّ مُؤَمَّل.............. .إذا قاسَهُ الحُكّامُ عِنْدَ التَّفاضُلِ
حَليمٌ رَشيدٌ عادِلٌ غُيْرُ طائِش...............يُ الي إلهاً ليسَ عَنْهُ بِغافِلِ
فأيَّدَه رَبُّ العِبادِ بِنَصْرِهِ.......... .....وأظهَرَ ديناً حَقُّه غَيرُ باطِلِ
لقَدْ عَلِمُوا أنَّ ابْنَنا لا مُكذَّبٌ.............. .لَدَيْنا، ولا يُعْنى بِقَوْلِ الأباطِلِ
فَأَصْبَحَ فِينَا أَحْمَدُ ذَا أَرُومَةٍ............ ...يُقَصِّرُ عَنْهَا سَوْرَةُ الْمُتَطَاوِلِ
حَدِبْتُ بِنَفْسِي دُونَهُ وَفَدَيْتُهُ...... .........وَدَافَعْت عَنْهُ بِالذُّرَى وَالْكَلَاكِلِ
فأيّه ربُّ العبادِ بنصرِه...............و ظهر دينا حقُّهُ غير باطلِ