البحث التفسيري آية 28 و29من سورة البقرة
بدرية صالح
المرحلة الثانية : المسائل التفسيرية وتلخيص أقوال العلماء فيها
1/معنى كيف تكفرون بالله ؟
على وجه التعجّب والتوبيخ؛، أي: كيف تكفرون بالله ونعمه عليكم وقدرته هذه؟و كيف تجحدون وجوده أو تعبدون معه غيره!
ذكره الطبري وابن عطيه وابن كثير وغيره
2/ معنى قوله تعالى} وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ
يعني: نطفاً، وكل ما فارق الجسد من شعر أو نطفة فهو: ميتة،
وقد كنتم عدمًا فأخرجكم إلى الوجود
.
ذكره البلخي والطبري وابن كثيروغيره
3/ أوجه تأويل قوله تعالى(كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم ثمّ إليه ترجعون
الوجه الأول قال الطبري أي: لم تكونوا شيئًا، أي: كنتم خمولاً لا ذكر لكم، وذلك كان موتكم، فأحياكم فجعلكم بشرًا أحياءً تذكرون وتعرفون، ثمّ يميتكم بقبض أرواحكم وإعادتكم كالّذي كنتم قبل أن يحييكم .
الوجه الثاني
وأمّا ابن زيدٍ فقد أبان عن نفسه ما قصد بتأويله ذلك، وأنّ الإماتة الأولى عنده إعادة اللّه جلّ ثناؤه عباده في أصلاب آبائهم بعد ما أخذهم من صلب آدم، وأنّ الإحياء الآخر: هو نفخ الأرواح فيهم في بطون أمّهاتهم، وأنّ الإماتة الثّانية هي قبض أرواحهم للعود إلى التّراب والمصير في البرزخ إلى اليوم البعث، وأنّ الإحياء الثّالث: هو نفخ الأرواح فيهم لبعث السّاعة ونشر القيامة.
الوجه الثالث وأمّا وجه تأويل قول قتادة ذلك: أنّهم كانوا أمواتًا في أصلاب آبائهم. فإنّه عنى بذلك أنّهم كانوا نطفًا لا أرواح فيها، فكانت بمعنى سائر الأشياء الموات الّتي لا أرواح فيها. وإحياؤه إيّاها تعالى .
قال أبو جعفرٍ:
والأمر عندنا وإن كان فيما وصف من استخراج اللّه جلّ ذكره من صلب آدم ذرّيّته، وأخذه ميثاقه عليهم كما وصف
4/الأقوال في هاتين الحياتين والموتتين
-
فقال ابن عباس وابن مسعود ومجاهد: «فالمعنى كنتم أمواتا معدومين قبل أن تخلقوا دارسين، كما يقال للشيء الدارس ميت، ثم خلقتم وأخرجتم إلى الدنيا فأحياكم ثم أماتكم الموت المعهود، ثم يحييكم للبعث يوم القيامة . ذكره الطبري وابن عطيه ابن كثير وغيرهم
5/معنى (واليه ترجعون
ماروي عن أبي العالية:
{ثمّ إليه ترجعون} قال: «ترجعون إليه بعد الحياة. ذكره الطبري والرازي وابن كثيروالزجاج
6
/معنى (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا}:
ومعنى خلقه ما خلق جلّ ثناؤه: إنشاؤه عينه، وإخراجه من حال العدم إلى الوجود.
ذكره الطبري وابن عطيه
عن قتادة: قوله: {هو الّذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا}:«نعم واللّه سخّر لكم ما في الأرض .
وقال مجاهدٌ أي:
خلق اللّه الأرض قبل السّماء، فلمّا خلق الأرض ثار منها دخانٌ .اختاره الطبري والرازي والسيوطي وابن كثير
7/بداءة الخلق هل هي الأرض ام السماء
عن مجاهد في قوله:
{هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء} قال: «خلق الأرض قبل السماء فلما خلق الأرض ثار منها دخان
.
أخبر ابن إسحاق أنّ اللّه جلّ ثناؤه استوى إلى السّماء بعد خلقه الأرض وما فيها وهنّ سبعٌ من دخانٍ، فسوّاهنّ كما وصف.
ذكره السيوطي وابن كثير والرازي والصنعاني
عن ابن عبّاسٍ: في قوله حيث ذكر خلق الأرض قبل السّماء
,وذلك أنّ اللّه خلق الأرض بأقواتها من غير أن يدحوها قبل السّماء، ثمّ استوى إلى السّماء فسوّاهنّ سبع سمواتٍ
.ذكره الطبري
8/الأصل في الأشياء الإباحة
عن قتادة في قوله:
{هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا} قال: «سخر لكم ما في الأرض جميعا كرامة من الله ونعمة لابن آدم، متاعا وبلغة ومنفعة إلى أجل .ذكره الطبري والرازي والسيوطي
قال ابن عطيه : قال قوم: بل معنى لكم إباحة الأشياء وتمليكها، وهذا قول من يقول إن الأشياء قبل ورود السمع على الإباحة بينته هذه الآية .
9/معنى قوله{
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ
ابن عباس:
«{ثم استوى إلى السماء}: صعد»، وهذا كقولك للرجل: "كان قائماً فاستوى قاعداً" و"كان قاعداً فاستوى قائما"، وكلٌّ في كلام العرب جائزٌ.اختاره الفراء والزجاج
قال بعضهم
:{استوى إلى السّماء}: عمد وقصد إلى السماء. ذكره الزجاج ابن كثيروالدينوري واليزيدي وغيرهم
عن الرّبيع بن أنسٍ:,وابي العاليه
{ثمّ استوى إلى السّماء} يقول: «ارتفع إلى السّماء».
ذكره الطبري والرازي والسيوطي
10/الأستواء بكلام العرب منصرف إلى أوجه
منصرفٌ على وجوهٍ:
منها:
انتهاء شباب الرّجل وقوّته، فيقال إذا صار كذلك: قد استوى الرّجل.
ومنها: استقامة ما كان فيه أودٌ من الأمور والأسباب.
ومنها:
الإقبال على الشّيء بالفعل، كما يقال: استوى فلانٌ على فلانٍ بما يكرهه ويسوءه بعد الإحسان إليه.
ومنها:
العلوّ والارتفاع . ذكره الطبري والفراء
11/مقدار السموات سبع والأرض مثلهن
عن قتادة في قوله:
{فسواهن سبع سموات} قال: «بعضهن فوق بعض بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام .ذكره الصنعاني والطبري والسيوطي والرازي
عن مجاهد في قوله:
{
فسواهن سبع سماوات}» يقول: «خلق سبع سموات بعضهن فوق بعض وسبع أرضين بعضهن تحت بعض .`ذكره الرازي والسيوطي وابن كثير.
12/المسيره الزمنيه بين الأرض والسماء,وبين كل سماء وأخرى
عن قتادة: في قوله:
{فسوّاهنّ سبع سمواتٍ} قال: «بعضهنّ فوق بعضٍ، بين كلّ سماءين مسيرة خمسمائة عامٍ .اختاره الطبري والرازي والسيوطي
عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام كذلك إلى السماء السابعة، والأرضون مثل ذلك وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل جميع ذلك، ولو حفرتم لصاحبكم ثم دليتموه لوجد الله ثمة» يعني علمه
. اختاره السيوطي
13
/معنى قوله تعالى{وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }
وروي عن ابن عبّاسٍ أنّه كان يقول:
«هو الّذي قد كمل في علمه.ذكره الطبري وابن كثير
عن سعيد بن جبيرٍ، في قول اللّه: {وهو بكلّ شيءٍ عليمٌ}«يعني من أعمالكم عليمٌ
.اختاره الرازي
عن ابن مسعود قال:
«أن أعدل آية في القرآن آخرها اسم من أسماء الله تعالى
. ذكره السيوطي
يتبع